تَكرُر (٣)

289 18 14
                                    

إبتَلع بُني الشَعر ما في جوفِه، يعتِصر يدينه بِقوة ويضغَط عليهم بُمحاولة ليقلل توتره:
"كلتلك، اتصلت بالغلط، وضعي بخير ميحتاج تسأل"

إنحنى وشال داي الي جانت بعدها تفتر بأرجاء الغُرفة، تستَكشِفها للمرة العاشرة اليوم

دَقيقة.. دقيقتين وثلاثة من التَحديق بِالمخلوق أمامه
ليتفاجئ بِنَفسه يستَيقِظ من جديد، على ذات چربايته -سريره- وداي موجودة تِعبَث بِالبطانية يمه

تَنفُسه إضطَرب لحد ما أستوعَب موضِعه
حلم؟ رُبما حلم
أحلام مُتكَرِرة عن نَفس الكيان

الي مهما حاول يتذَكر شكله بعد الصَحوة فَالموضوع شبه مُستَحيل، دائمًا يتذَكر شعور الأنبِهار بشكله بالحلم، بس نهائيًا ما يتذكر شكله، يطلع كأنه كيان مُغوَش ماله أساس وشفاف

رمى ذاته بأهمال على أسره من جديد، يحاوِل يجبِر عقله الي يشتغل على مدار ستين ساعة باليوم انو يَخمُد من جديد

جِسمه مليان طاقة رُغم انه مايكدر يستَعمِلها أبدًا
وعقله مليان أفكار بينما هو مُنهك ليفَكر، لذا، يحاوِل وبِكُل طاقته يجبِر نفسه عالنوم من جديد، بس للاسف جسمه ماعنده أي احتياج للنوم وحتى لو عنده فالأرق يلازِمه أبديًا

ينتِهي بيه المطاف بس مُستَلقي على الچرباية وعيونه تراقِب البنكة -المروحة- وتحرُكاتها

أنهت داي التَفكير الي دار بينه وبين نفسه بأنها صعدت على صَدره، تستلقي عليه

___

مَد يدَه نحوه، كيان أسود بِالكامِل ماله أي وجه او ملامح
بس شايل هيئة شُبه انسانية، لو أستُثنيت الجناحين والاصابع الطويلة

ينطُق بِصوته الشّجي:
"مو من كل عقلك؟ يُخلق العقل لسبب امشِ بيه!"

كَفَ الثاني وجهه عن هالكيان، يّلتِفت تاركه يثَرثِر مع نفسه:
"هسة لو مثلك جان كلت تمام الرجال طاكة بيه الحالة بس من كل عقلك؟ بشر؟؟ لا وفوكاها شلون بشر لاكيلك حتى اهله ميحبوه، فوكاها همين زلمة!"

حط أمام الميز -الطاولة- الي كدامه، بِوضعية تحدي حيثُ ضَيّق عينيه بعض الشيء وركَز على الكيان أمامه:
"شوف استاذ خورنتنان، عسما احب معزة فطالما اني ما اجيتك بوجه صريح وكلتلك انطيني من ارائك المُباركة فياليت تحتفظ بيها لنفسك"

رُغم كون الكيان أمامه بدون ملامح واضحة، الا انه يكدر يستَشعِر الغضب الي بيه:
"هو شوف اني محجبرك على شي بالنهاية هاي حياتك اذا تريد تشمر روحك بالنهر سويها، بس ابوك حيجبرك"

مادِرينْ دينيسوس-Madrin Dionysus حيث تعيش القصص. اكتشف الآن