تنهد وعيونه مركزة على شاشة التلفون، يدوّر بِنَظره ذهابًا وأيابًا، الحيّرة تحتل عقله
لازم يتِصل او.. يترُك المُشاكِل تحل نفسها بِنَفسها؟نظرًا لكونه دائمًا استعمل هالاستراتيجية، مشكلة صارت له؟ يترُكها الى ان تِحل وتهدأ بِنفسها
رُغم كونها استراتيجية لشخص أحمق وغير مسوؤل، الا انها كانت تنفع بشكل او بغيره
تنهد وترك التلفون يمه، يحُط يديه على وجهه ويعتَصِره بِأنزعاج وكمحاولة لتقليل صُداعه
القطة الي جانِبه للان تتحرَك وتعبَث بأرجاء الغرفة
فروها تقريبًا متناثِر بكل مكانرعشة صغيرة سرّت بجسمه من حس بتلفونه يهتَز.. كأشارة انه يتِصل على شخص ما
حَرك رأسه للجهة الثانية ببُطئ، بينما مَزيج من الحيّرة الاضافية والقلق طغى عليه:
"تلفوني خرب؟ صارله وياية ثلاث سنين بس شوكت لحك يخرب ويبدي يتصل من كيفه!"قبل لا يكَمل سلسلة تذمُراته أُجاب أتصاله
يظهَر صوت ثِقيل، الثُخن مُتباين بِطبقاته الصوتية:
"اهلًا؟"إبتَلع قلق وهو يأخذ تلفونه، ينبُس بِالرد ونَبرته تهتز:
"اهلًا.. وياـ"
"قلق؟ جنت اتوقعك"للحظة فكر قلق انو يمكن، الشخص المجهول بالشارع حاچي عنه كدام هالمادرين:
"ما ادري شنو الرد الي لازم ارُد بيه، اعذرني مهاراتي الاجتماعية بالسالب"سمع صوت المُقابِل يضحَك، حِباله الصوتية تهتز بِشِكل مُحبب للأذن:
"لا لتخاف، اعرف اتعامل وية الناس المعتوهة"رمَش قلق مرات مُتعددة من استوعب انو هو حرفيًا ديصيحه معتوه بس قرر يتجاهل السالفة لان يمكن كالها بحسن نية.. صح؟
رُغم انو كلام الرجل مجان بيه اي شي مُثير للشبهة، لِوهلة قلق تذَكر لحظة عشوائية لشخص سحبه من يده وعرف مكان مسكنه، بس ميتذكر بالضبط شوكت، بس يتذكر، لحد ما فجاءةً صحى مرة ثانية على نفس الرصيف ليقابل مجهول ثاني
هل فقد عقله؟ غالبًا اي، هذا الي جان يدوّر بباله
ضحك قلق ضحكة مُجاملة واضحة تزييفتها:
"هه.. موهبة عظيمة، رح تحتاجها بِطباعنا الحالية"
"الأكيد انو اي، وهسة، ممكن افهم سبب إتِصالك؟"بَعثَر قلق شعره بيده اليُسرى، شعره البُني منثور بِفوضوية حول ارجاء وجهه، ومُتَمَرِد بعض الشيء على الجزء الخلفي من رقبته
مسح على المنطقة تحت عينه مُباشرة، يتحسس هالاته الحمراء الي رُغم مدح بعض الناس عليها بكونها 'لطيفة' الا ان اسباب وجودها مو لطيفة ابدًا
أنت تقرأ
مادِرينْ دينيسوس-Madrin Dionysus
Fantasíaتِخيل..لو آلهةُ الخمُر بِنفسهُ واقِع لك؟ -مثلية -بِاللهجة العامية (العراقية)