كاذِبٌ انتَ (4)

242 18 6
                                    

تكتَف الرَجُل الي امامه, استَعدل بِجلسَته وامال بِراسه, معزوفة البيانو كانت مُستمرة رُغم أبعاد اصابعه عن القُطع العازفة:
"تريد اسم المعزوفة لو طريقة العزِف؟"

مشى لناحيته وجَلس على مَقرِبة منه, وضع رأسه على حافة البيانو:
"اريد اعرُفك, ليش ديتكرر ظهورك ويختِفي كأنه ظهور غير ظاهر؟"

وجه ناظريه نحوه, ينظُر بِشُبه أبتسامة مرسومة على طرف شفته:
"هذا مو من ضمن كتالوج البيانو, حبيبي"

بادله الابتسامة, بس ابتسامته كانت مُتكلفة ومُنهكة, ابتسامة مع عيون ِشُبه مغلقة:
"البيانو موسيقى, والموسيقى المفروض تحسسك باحاسيس مُعينة صعب تستشعرها بدونها, انتَ مو موسيقى لأذني بس, انتَ حرفيًا موسيقى لكامل بدني"

وضع الرَجل يده فوق صَدره, بِوضعية اعتزاز:
"هذا شرف الي استاذ"

"مرح تشبِع فضولي وتعلِمني عن هويتك؟"

"اكدر اشبع اشياء ثانية, مو احسن من الفضول؟"

تنهيدة شُبه مسموعة شقّت طريقها خارِج ثَغَر قلق:
"ديله قابل شنو, هي دقايق معدودة وانساك"

يد الرَجُل توجهت لِشعر قلق, يدفِن اصابعه هناك وتُداعب اظافره فروة شعره:
"ليش كلش متأكد؟"

معزوفة البيانو كان للان تجري بِجو الغُرفة, معزوفة بِدون عازِف
الجو تِخلى عن واقعيته وقوانين الفيزياء الي تُحكُمه, كأن العالم أصبحت تحكُمه المشاعر

قهقهة صغيرة صدَرت من قلق:
"لو ادري هيج الكون حيصير بحلم جان ما طبيت تخصص فيزياء وسمعت خرط استاذ عامر اربع وعشرين ساعة"

نهَض قلق واستَقام من موضعه:
"كالك الجاذبية والجاذبية ولكل فعل ردة فعل, اشو هالموسيقى ردة فعل بدون فعل"

حطّت يد الرَجُل تحت فكه, تسنِد رأسه:
"اكو هواي افعال بدون ردات فعل, وهواي ردات فعل بدون افعال, استاذك ديخرط"

عادت الابتِسامة المُظلمة بِنورها لِموقِعها على وجهه:
"والجاذبية تحلّت بعيونك, نيوتن بس ما لحك يشوفك"

باشَر قلق يفتَح اول بضعة ازرار من قميصه بِهدف خلعه:
"هذا مو تحرش؟ مو لان كائن مو حقيقي يعني امشيها الك ترة"

ضحك مادرين, ضحكته مُلحنة كاداة عَزِف افقَدت شخصًا ما رُشدهِ:
"عندك هيج خلقة ومتريد احد يتحرش بيك؟ الله جان مستوحيك من لوحة من جمالها محد كدر يرسمها"

قطَب حاجبيه, ينظُر له بعيون ناكِرة:
"اسويلك فحص نظر؟ عندي ثروة مُقدرة بألفين ونص"

مادِرينْ دينيسوس-Madrin Dionysus حيث تعيش القصص. اكتشف الآن