تكتَف الرَجُل الي امامه, استَعدل بِجلسَته وامال بِراسه, معزوفة البيانو كانت مُستمرة رُغم أبعاد اصابعه عن القُطع العازفة:
"تريد اسم المعزوفة لو طريقة العزِف؟"مشى لناحيته وجَلس على مَقرِبة منه, وضع رأسه على حافة البيانو:
"اريد اعرُفك, ليش ديتكرر ظهورك ويختِفي كأنه ظهور غير ظاهر؟"وجه ناظريه نحوه, ينظُر بِشُبه أبتسامة مرسومة على طرف شفته:
"هذا مو من ضمن كتالوج البيانو, حبيبي"بادله الابتسامة, بس ابتسامته كانت مُتكلفة ومُنهكة, ابتسامة مع عيون ِشُبه مغلقة:
"البيانو موسيقى, والموسيقى المفروض تحسسك باحاسيس مُعينة صعب تستشعرها بدونها, انتَ مو موسيقى لأذني بس, انتَ حرفيًا موسيقى لكامل بدني"وضع الرَجل يده فوق صَدره, بِوضعية اعتزاز:
"هذا شرف الي استاذ""مرح تشبِع فضولي وتعلِمني عن هويتك؟"
"اكدر اشبع اشياء ثانية, مو احسن من الفضول؟"
تنهيدة شُبه مسموعة شقّت طريقها خارِج ثَغَر قلق:
"ديله قابل شنو, هي دقايق معدودة وانساك"يد الرَجُل توجهت لِشعر قلق, يدفِن اصابعه هناك وتُداعب اظافره فروة شعره:
"ليش كلش متأكد؟"معزوفة البيانو كان للان تجري بِجو الغُرفة, معزوفة بِدون عازِف
الجو تِخلى عن واقعيته وقوانين الفيزياء الي تُحكُمه, كأن العالم أصبحت تحكُمه المشاعرقهقهة صغيرة صدَرت من قلق:
"لو ادري هيج الكون حيصير بحلم جان ما طبيت تخصص فيزياء وسمعت خرط استاذ عامر اربع وعشرين ساعة"نهَض قلق واستَقام من موضعه:
"كالك الجاذبية والجاذبية ولكل فعل ردة فعل, اشو هالموسيقى ردة فعل بدون فعل"حطّت يد الرَجُل تحت فكه, تسنِد رأسه:
"اكو هواي افعال بدون ردات فعل, وهواي ردات فعل بدون افعال, استاذك ديخرط"عادت الابتِسامة المُظلمة بِنورها لِموقِعها على وجهه:
"والجاذبية تحلّت بعيونك, نيوتن بس ما لحك يشوفك"باشَر قلق يفتَح اول بضعة ازرار من قميصه بِهدف خلعه:
"هذا مو تحرش؟ مو لان كائن مو حقيقي يعني امشيها الك ترة"ضحك مادرين, ضحكته مُلحنة كاداة عَزِف افقَدت شخصًا ما رُشدهِ:
"عندك هيج خلقة ومتريد احد يتحرش بيك؟ الله جان مستوحيك من لوحة من جمالها محد كدر يرسمها"قطَب حاجبيه, ينظُر له بعيون ناكِرة:
"اسويلك فحص نظر؟ عندي ثروة مُقدرة بألفين ونص"
أنت تقرأ
مادِرينْ دينيسوس-Madrin Dionysus
Fantasyتِخيل..لو آلهةُ الخمُر بِنفسهُ واقِع لك؟ -مثلية -بِاللهجة العامية (العراقية)