P/14

549 33 36
                                    


قراءة  ممتعة 🤍💅🏻

منذ نص ساعة داخل احد غرف الطوارئ
لا يسمع سوي صوت انفاسه المطربه من تحت كمامة الأكسجين
ومؤشراته الحيويه
واضع يده على عينه بتعب و إرهاق شديد غارق بتفكيره العميق
" ايش اللي صار من ذا الشخص الهمجي اللي تهجم علي وش مسويله أنا
أصلا شلون بسويله شي وانا ما عرفه ياربي اعني بقوتك ورحمني برحمتك"
استيقظ من تفكيره على صوت فتح الستاره
ابتسم الممرض له وهو يفك المغذيه من ايده ويحط مكانها قطن ولصق ويبعد كمامة الاكسجين عنه
الممرض : ما شوف شر يارب
هايف : الشر ما يجيك يارب
الممرض بتنبيه : تقدر تطلع الحين ولكن لازم تنتبه لصحتك انت عارف ان الربو عندك واصل مرحله خطيره واي شي تتعب منه فلا تجهد نفسك وارتاح
أوما هايف براسه : ان شالله
نزل هايف بنظره وهو يفكر هل يسأله ولا يترك الموضوع خلاص
شاف الممرض التردد على ملامح هايف
الممرض : في شي حاب تسال عنه
رفع هايف نظره له وصار يطالع فيه لعدة دقايق
هايف : المريض اللي في الغرفة ٣١٨
ابتسم الممرض : اها قصدك المريض سهم عبدالله
أوما هايف براسه
الممرض : لا تخاف حالته كويسه وبكره ان شاءالله بيطلع لا تشيل همه
هايف : عادي اطلب منك خدمه
الممرض: امر وش بغيت
اخرج هايف الورقة المطوية وهو يعطيها الممرض
هايف : ممكن توصلها له
الممرض : ابشر ما طلبت شي
هايف : تسلم والله ما تقصر
قام من السرير وهو ينفض ثوبه ويرتبه ويخلل أصابع ايده في شعره يعيد ترتيبه
خرج من المشفى وهو يتجه لسيارته راجع للبيت بعد ذا اليوم المفاجئ له

~ في الدور الثالث غرفه ٣١٨ ~
منذ قليل استيقظ بعد ما أعطوه ابره منومه بسبب الالم اللي داهمه
كشر بملامح وجهه وهو يشوف الغرفه فاضيه ومافي عنده احد
زفر بملل وهو يطالع سقف الغرفه الابيض  الساده
رفع عينه ناحية الباب بعد ما سمع صوت دق الباب بملامح جامده وخاليه من التعبير
دخل الممرض نفسه اللي كان عند هايف بملامح بشوشه ولطيفه
الممرض بصوت يملؤه البهجة : اهلا اهلا كيف مريضنا اليوم
سهم  بهدوء : الحمدلله
دخل الممرض وهو يفحص علاماته الحيويه وهو يسجلها في الاوراق اللي عنده ويناظر لكيس المغذيه : في شي يتعبك  او تحس بألم في مكان
هز سهم بالنفي : لا مافي شي يتعبني
ناظر الممرض لإرجاء الغرفه وبتساؤل: المرافق اللي كان معك تعرفه
سهم : لا ما اعرفه
اخرج الممرض الورقة من جيب لابكوته الازرق
الممرض : اممم هذي الورقة أعطاني إياها وأتوقع كان اسمه هايف وقالي أوصلها لك
عقد سهم حاجبه باستغراب : هو قال لك كذا
أوما الممرض : اي مو انت سهم عبدالله
سهم : أي أنا هو
الممرض وه يد له الورقه : اجل هذي الأمانة و وصلتك
مشى متجه للباب : توصى على شي
هز راسه سهم وأنظاره مازلت معلقه على الورقة : لا سلامتك
خرج الممرض واغلق الباب خلف بهدوء

ظل سهم يتأمل الورقة المطوية وفي عقله الكثير من التساؤلات
فتحها حتى ينهى فضوله وتساؤلاته حولها
وبدات عينه تقرا السطور وتنزل تدريجيا مع نهاية كل سطر
"  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
" كيف حالك يا سهم ان شاء تكون بخير و بصحه وعافيه
والحمدلله على سلامتك وما تشوف شر يارب
عارف انك راح تتسأل ليه ارسلت لك ذي الرسالة وايش ابي منك
كل اللي ابيه سلامتك وتطمني عليك ما هان علي اطلع بدون لا اكلمك ولا حتى اتطمن عليك وبسبب الوضع والتتش اللي صار فضلت ارسلك هالرسالة
هذا رقمي 05*********  دق علي و لا اذا مو حاب ارسل رسالة
معك اخوك هايف اللي نقلك للمستشفى "
سهى سهم في الورقة وظل يتأمل اهتمام وحنية الشخص المدعو بهايف
"معقولة كالحنية اشوفها من الغريب ولا اشوفها من القريب "
انقهر اكثر من عبدالعزيز اللي جاه وعلى طول تسبب بمشكله حتى انه نسيه ولاعاد رجع مره ثانية يتطمن عليه ولا يسال عن أحواله

مصير الليالي السَود يظهر قمرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن