Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
.....
أمي... أمي...! نهضت مخطوف الأنفاس وإذ بي على سريري منسدح ويدها الدافئ ممسكٌ بي، نعم إنها هي أحضرتني وسهرت تكمد وتنظف ماخلفه الوحش ذاك حتى أنها غفت جالسة
لمحت للساعة واذ بها تشير الى الثانية عشر وهو لم يأت بعد
"و ولدي.. لا تنهض من مكانك أنت منهك فلتنم ولأحضر لك شيئا تأكله" شددت على يدها ومنعتها من الذهاب حاضنا إياها
"إذهبي ونامي فقط أنا بخير، قلت بخير فقط إذهبي"
طمأنتها إلا أن قلبها يقول عكس ماقلته وهي تعلم، ألحت عليها حتى لا ينقلب ضدها وتدخل في حالتها النفسية "أمي فقط ارتاحي لا يمكنني رؤيتك تتألمين، يكفيني ما أعيشه فقط... فلتكوني الشعلة الوحيدة التي تضيئني عند خمودي، إذهبي"
قبلتني والدمع من عينيها بات ينزلق على خدي، فيا أماه أصبري فلا غير الصبر يأتيه بعده الفرج
أما أنا فأوصدتُ الباب وإتجهت الى نافذتي القمر يبدو بدراً اليوم.. اليوم أوه لقد كنت في موعد اليوم كدتُ أنسى ذلك العنف كاد ينسيني جمال الوجه البشوش الذي لازمني طيلة النهار
ضحكاتها، أناملها، عيناها المسكرة بلون القهوة، غمازاتها التي تندفع فور إبتسامها شعرها الذي يبدو شكولاته ذائبة تسيل على أطراف الحلوة صوتها الذي يرن بأذني وهي تحكي لي وتعرفني عن نفسها لا يبرح يذهب لا يمكنني نسيان هذا اليوم البتة، فقد -خرجتني من طوق المنفى الذي عشت به طويلا وكانت كعلم الحرية بالنسبة لي
هي في قلبي و عقلي وفكري الدائم أريد أن اراها، أريد أن أستشعر وجودها، أريد أن أطيل النظر اليها واتكلم معها بأريحية واخرج من حوض إكتئابي هذا اريد ان اكون كسائر البشر
