بمجرد خروجها من غرفة مكتب والدها أطلقت العنان لساقيها تبحث عن شقيقتها
الكبرى في كل مكان بالطابق الأرضى قبل أن تهرول إلى غرفتهما المشتركة
بالأعلى بعد أن علمت من أشقائها بصعود شقيقتها هناك
دفعت الباب بلهفة مندفعة حيث تقف شقيقتها أمام خزانة الملابس ترتب
محتوياتها وطوقتها بذراعيها من الخلف بقوة مرددة ببكاء
:- أنا مش موافجة .. مش ممكن حد يبعدنى عنيكى ..
محدش يجدر يفرجنا واصل
ذُهلت سلمى مما سمعت من شقيقتها فاستدارت حول نفسها تبادلها الاحتضان،
تربت على ظهرها برفق تحاول تُبين ما ترمى إليه سندس
:- مين اللى هيفرجنا ديه .. ديه إحنا نجطع رجبته من فوج أكتافه ..
فهمينى إيه اللى حُصل؟.
رفعت سندس رأسها عن كتف شقيقتها ومسحت دموعها بقوة شاتمة بحنق:- المخبل اللى اسمه أسامة .. مفكر حاله إيه .. أنا لا يمكن أوافج عليه ..
ديه المفروض يتچوزك أنتِ .. أنتوا موعدين لبعض من زمان
ضحكت سلمى بمرح وقد تفهمت شعور شقيقتها الأقرب إليها وتركتها مبتعدة
عنها وجلست على طرف فراشها تضع ساق فوق الأخرى
وقالت بتباه مشاكس
:- لكن أنا بجى هبعد عنيكى .. وهتچوز الأستاذ أيمن المدير المالى
لشركة مجاولات كبيرة جوى
اتسعت حدقتا سندس ومسحت على وجهها من جديد تزيل أثر الدموع
وتعيد كلام شقيقتها بحيرة
:- أيمن!! .. ده الواد المخبل اللى جطع علينا الطريج بعربيته جبل سابج
قهقهت سلمى ونهضت من مكانها متجهة نحو شقيقتها تضربها على كتفها بخفة
:- هما كلهم عنديك مخبلين .. ده هيبجا چوز أختك اتحشمي
حركت كفيها في الهواء تؤكد على رأيها
:- أكيد مخبلين .. هو حد يفكر يتچوزنا ويبجى عاجل
تبادلوا نظرات صامتة قبل أن تنطلق ضحكاتهم سويا وهما يتعانقان بحب
وسعادة وبعد برهة تساءلت سندس بتردد
وهي تبتعد قليلا عن حضن شقيقتها
:- يبجى هو ده العريس اللى أبوى جالى أنه چالك..
قطبت حاجبيها تساءل بحرج
:- يعنى صُح مش زعلانه إن أسامة فكر ..آآآ فكر يتچوزنى؟.
زفرت سلمى وقبضت على كف سندس تتحركان سويا كشخص واحد حتى
جلستا كلا منهما على طرف فراشها متقابلتين وسلمى تبدأ في حديث صادق
مع نفسها قبل أن يكون مع شقيقتها
:- صُح كنت أنا وأسامة موعودين لبعض من صغرنا .. لكن مين اللى وعد
ومين اللى وافج .. أمى الله يرحمها وأمه وچدتى وچدته .. يعنى لا أنا
ولا هو كان لينا رأى في الحكاية ديه
تنفست بعمق وعينيها تنكس أرضا مردفه بتألم
:- صحيح أمى الله يسامحها ويغفر لها دخلت حكاية الچواز من أسامة في
دماغى وعشت عليها سنين وأيام .. لكنى فوجت لما چه لحد إهنا
وجعد مع أبوى ورفض الچواز منى
جزعت سندس واشرأبت بعنقها تقاطع شقيقتها بلهفة
:- لاه .. لاعاش ولا كان اللى يرفضك .. هو كان رافض الچواز
وجتها مش رافضك أنتِ بدليل إنه ما اتچوزش لحد دلوك
ابتسامة خفيفة ظهرت على ملامح سلمى تُدرك حب شقيقتها ومناصرتها لها،
كما تُدرك إعجاب شقيقتها الوليد نحو أسامة بمظهره الجديد
الود والقرب بينهما يدفع كلا منهما للتضحية من أجل سعادة الأخرى رغم
إنهما ليسا في موضع تضحية فكلا منهما أمام فرصة لخوض غمار الحياة
وما عليهما سوى القبول أو الرفض
أيدت سلمى كلام سندس لأنها تدرك صحته وسمعته من قبل من أسامة نفسه
أثناء حديثه مع والدها منذ سنوات مضت
وأعاده والدها على مسامعها منذ دقائق
:- أهاه أنتِ اللى جولتى .. كان رافض الچواز ولما چه يفكر
في الچواز جلبه أختارك أنتِ
غمزتها بشقاوة وكفها يخبط على ساق سندس التي تذمرت
وأعلنت رفضها من جديد
:- لكن أنا مش هوافج وهرفضه .. هو بكيفه إياك يختار ما بينا
حركت سلمى كتفها ببساطة تقول بتعقل
:- أه بكيفه .. حجه يختار شريكه حياته كيف ما أيمن أختار هو كمان
عضت سندس على إبهامها بقوة متسأله من بين أسنانها بتوجس وحرج
:- يعنى أنتِ مش زعلانه على أسامة واصل!!.
رفعت كتفيها وأخفضتهما بلامبالاة مرددة بهدوء
:- هزعل ليه .. أبوكِ الله يطول بعمره فوجنى من الوهم ديه من زمان
وفهمنى أن لازمن الراچل يكون جابل وراضى بشريكه حياته
وإلا هيعيشوا هم الاتنين مش مبسوطين ..
وأحنا أدرى كيف أبوى وأمى كانوا عايشين
هزت سندس رأسها مؤيده فهما أكثر من عايشا حالة البرود التي
كانت تسيطر على حياة والديهما بصفتهما الأكبر بين البنات
وكيف تبدل الحال بزواجه من شموع
استطردت سلمى بنبرة متألمة رغم صحة ما تقوله
:- وكيف عايش دلوك بعد ما اختار شموع واتچوزها .. أبوى أصر نكمل
علامنا لاچل ما نفهم وندرك أن لازمن يكون لينا جيمة ومجام عند الراچل
اللى هنجضى أمعاه باجى عمرنا
وضعت كفها فوق صدرها تردد بنبرة تحمل قدر من الحالمية الوردية
:- أنا كان نفسى في راچل يخترنى بنفسه .. وأيمن اخترنى وطلب يدى
وهو ده بس اللى من حجى أفكر فيه دلوك
اتسعت ابتسامة سندس سعادة زهوا بطريقة تفكير شقيقتها التي من الواضح
إنها تناست أسامة بالمرة
انتقلت سندس تجلس بجوار شقيقتها تضم كتفيها
بقوه مشجعة ومهنئة :- ويا زين ما اختار
ابتسمت سلمى برقة وفكرها مشغول بهذا الخاطر الجميل الذى
يداعب أحلامها وأمنياتها في الحياة
أما سندس فاستندت بذقنها إلى كتف شقيقتها ليسود الصمت لثوانى
وربما دقائق قبل أن تتساءل سندس بجدية
:- تفتكرى أسامة فكر فيا لاچل عچبته ولا لاچل كيكة جدره جادر
اللى لهفها في بطنه
شهقت مبتعدة برأسها عن كتف سلمى التي التفتت نحوها
وسندس تردف بمشاكسة
:- شكله طفس وبيچرى ورا بطنه
قهقت سلمى بمرح وقالت تؤيد فكرة شقيقتها مداعبة
:- أكيد لاچل الكيكة.. ما هو أجصر طريج لجلب الراچل معدته
واصلت سلمى ضحكها بينما زمت سندس شفتيها
وتنفست بعمق قبل أن تهتف بتحدى
:- برضك مش هوافج عليه عريس الغفلة الطفس ديه
YOU ARE READING
غيـوم البـعاد
Lãng mạnالجزء الثاني من رواية التقينا فأشرق الفؤاد ♥️ بداية النشر فبراير 2024 قيد الكتابة