الفصـل الحادى عشر

302 17 14
                                    


منذ الصباح الباكر توجهت عائلة عدلى السمري لزيارة شقيقه سعيد الذي علموا بمرضه في فرح سلمى في اليوم السابق وبناء على طلب سعيد  اصطحب أحمد عبدالله ابن زوجته حفيد سعيد والذي لم يراه فعليا سوى مرات قلائل وبالطبع رفض ضياء الانفصال عن شقيقه الكبير وأصر على مصاحبته
توسط عدلى أبناءه يتقدمهم عبدالله وضياء متشابكي الأيدي كما أوصتهم والدتهم التي ودعتهم بدمع العين متوجسة خيفة من مطالبه سعيد
بابن ابنه ويحرمها منه ورغم أن أحمد طمأنها ووعدها بتمسكه بعبدالله الصغير إلا أن تجربتها المؤلمة مع حمدي السمرى مازالت متوغلة في أعماق نفسها وكل ما يؤرق مضجعها أن يطالب بابنه منها في يوم من الأيام ..
رغم تمام ثقتها في قوة شخصية زوجها الذي لن يقبل بهذا الأمر يومًا كرامة لها وتمسك بربيبه الصغير
استقبلهم ناصر علي أعتاب المنزل الفخم بحفاوة مهللا لحضور كبير العائلة
:- الدار نورت يا عمي.. حصلت لنا البركة والله
لم يحرج عدلي يد ناصر الممدودة نحوه لتدعمه فترك ذراع فاروق المتكئ عليه وتمسك بذراع ناصر ليدلف الجميع تباعا إلى بهو الدار
التزم عبدالله بإحتراس جوار
أحمد السمري بعد أن تشبع بقلق وتوجس والدته ومازالت يده قابضة على كف شقيقه الأصغر ضياء
هو يعلم أن أحمد ليس والده الحقيقي فقد وعي اختلاف اسم الأب حين تعلم اسمه بالكامل في الصغر ولكن شعوره وروحه لا يعرفان سوى أحمد السمرى أب له
ارتاح عدلي فوق المقعد الوثير بمنتصف البهو الواسع  يسأل باهتمام وتعاطف
:- كيف حال أخوي اليوم يا ناصر
أجاب ناصر مستمر في تكريم قدوم  عمه إلى منزلهم رغم
ما كان من والده تجاهه في السابق
:- والله الروح ردت فيه لما علم بمچيتك يا عمي
:- ربنا يطمنا عليه ويتم شفاه
على خير
قالها فاروق بمواساة بينما عرض ناصر بترحاب
:- تاخدوا واچب الضيافة اللول ونطلع لأبوي طوالي
أشار عدلي بكفه في الهواء ممتنًا
:- ملوش عازه يا ولد أخوي ..
هو احنا اغراب إياك
فزع ناصر بكرم ضيافة
:- كيف يعني يا عمي.. هو حضرتك بتنور دارنا كل يوم ولا إيه .. ديه خطوة عزيزة والله
ربت عدلى على ساق ناصر
:- صاحب واچب يا ناصر.. بس هم خليني اطمن على أخوي
رضخ ناصر لرغبة عمه الكبير يقوده حيث يقبع والده المريض
:- أوامرك يا عمي.. اتفضلوا
صعدوا إلى غرفة سعيد الملازم للفراش
كان أول من دلف إلى الغرفة هو ناصر ومازال يغدق عليهم بعبارات الترحيب والحفاوة
فانتبه سعيد للقادم و ارتخت ملامحه ببشاشة وهي يري شقيقه يدلف الغرفة متكأ على عصا والدهما التي طمع سعيد يوما فيها وسلبها من عدلي بالفعل
وفي لحظة تعقل بعد أن أدرك خسارته لكل شئ أعادها من جديد لشقيقه الأكبر لعلها تحتسب
عربون صلح  للشقاق كاد يودي برابط الدم بين الأشقاء
هتف سعيد من فوق فراشه بابتسامة واسعة رغم شحوب وجهه
:- ده أحنا زورنا النبي اليوم يا ابن أبوي
انعكست البسمة فوق ثغر عدلي مرددا بتشوق
:- ربنا يكتبلنا الزيارة صحبه يا أخوي
تقدم ناصر يساعد والده على الجلوس في نصف جلسة
بعد أن وضع وسادتين خلف ظهره ثم ابتعد ليقترب عدلي يتشبث بكف شقيقه الذي باعد بينهما الزمن والكبر فلم يعد باستطاعتهم الحركة بسهولة كسابق عهدهم
تشابكت أيديهم في قوة ولمحات من عمر طويل جمعهما سويا تمر
في مخيلتهما
مرت لحظات محملة بالمشاعر الصامتة قبل أن يتمتم سعيد بندم
:- سامحني يا أخوي الدنيا ضحكت علي.. الواحد بصحته وماله بيطمع أكتر وأكتر وبيرغب يملك الدنيا والجيجة أننا كلاتنا مغادرين يا مولاي كما خلجتني
قرب ناصر مقعد وثير مذهب بمساعدة فاروق إلى جوار الفراش ليرتاح عدلى بجوار شقيقه مرددًا
:- ربنا يعطيك الصحة والعافية
يا أخوي.. والله العضمة كبرت
يا سعيد والحركة بجت صعبة علينا
ربت على ساعد شقيقه برفق مؤازرًا
:- المهم شد حيلك أنت وجوم بالسلامة
وزع الرجال المقاعد حول فراش سعيد الذي تقبل سلامات وأمنيات أبناء شقيقه بالشفاء العاجل ثم استقرت حدقتيه عند الصغيرين الملتصقين بوالدهما ليسأل سعيد بحنو جد على أحفاده
:- ديه ولدك ضيا يا أحمد.. وديه عبدالله مش إكده
تنهد بعمق يدعو الصغير إليه
مادا كفه في الهواء يدعوه بلطف
:- جرب يا عبدالله.. جرب يا ولدي
دفع أحمد عبدالله برفق في ظهره يحمسه ليتقدم دون خوف قائلا
:- بوس يد چدك سعيد يا عبدالله
حدق عبدالله في وجه عدلي فهو جده الذي يعرفه ولا يتذكر إنه سبق وعرف هذا السعيد ثم عاد يحدق
في وجه أحمد فأومأ له بابتسامة خفيفة تطمئنه
تقدم عبدالله وخلفه ضياء ولكن يد أحمد منعت ضياء من التقدم
واحتواه بين ذراعه ليتيح الفرصة لسعيد بالتعرف على حفيده
انحني عبدالله يلثم ظاهر كف سعيد الذي تشبث بالكف الغض الصغير وقرب الفتي منه يتمعن في ملامحه الصغيرة متمتمًا
:- ما شاء الله.. والله وحافظت
على الأمانة يا أحمد
قال أحمد بحسم يؤكد على مكانة عبدالله وتمسكه به
:- دم السمرية واحد يا عمي.. وعبدالله وضيا أخوات .. وولادي
هز سعيد رأسه مؤكدًا على أحقيه أحمد بالطفل أكثر من والده الحقيقي الذي سبق ورفض وجوده في الحياة من قبل حتى أن يولد
أكد سعيد بكلماته الضعيفة النبرات
:- من حسن حظه أنه تربيتك.. ربنا يبارك فيك يا ولدي
لم يستطع سعيد الاعتراف الصريح بخطئه في حق أحمد أيضًا لذا قال بتوريه وهو يجذب عبدالله ليجلس على طرف الفراش جواره
:- أنت كبير العيلة والأحج بحفظ الأمانة
طالع سعيد عبدالله الذي يقبع بسكون تحت ذراعه ومقلتيه مسلطة على أحمد وكأنه يخشى أن يذهب ويتركه
تمسك سعيد بيد الصغير وحدثه بلين من بين أنفاسه اللاهثة
:- سامحنى يا ولدى .. جصرت في حجك ومن يوم ما اتولدت عينى وجعت عليك يا دوب مرتين ..
تلاتة صدفة .. الدنيا بتلهى والأيام بتچرى وتاخد كل شى أمعاها
التفت سعيد نحو ناصر ولده ومد يده ليفهم ناصر إشارته وينهض من مكانه ينحنى على الجارور المجاور
للفراش ويلتقط من الدرج ظرف كبير سلمه لوالده
وضع سعيد المظروف بيد عبدالله موضحًا
:- ديه شهادة بمبلغ من نصيب
عبدالله عندينا
عقد أحمد جبينه يعترض بوقار
:- مالوش لازمة يا عمى .. عبدالله مسئوليتى وآآ
أوقف سعيد استرساله برجاء خافت
:- عارف يا أحمد أنه مش ناجصه شى ولا هينجصه شى وهو تحت رعايتك .. لكن ديه حجه
توقف عن الحديث يلتقط أنفاسه ببطء قبل أن يستأنف حديثه موجهًا
نظره نحو عدلى
:- أنا عملت شهادة كيفها لكل عيل من عيال حمدى
أخفض نظراته بأسى وخزي ينعى حظه في ابنه الجامح الغائب منذ سنوات
:- همل أعياله كلاتهم وكل اللى تركه لهم اسمه وبس
تسائل عدلى بجدية
:- وحمدى فين أراضيه دلوك؟.
أجاب ناصر هذه المرة نيابة
عن والده فهو الذي على تواصل معه
:- لساته في اسكندرية .. وعلمت إنه اشتغل في المينا إهناك .. ديه حتى فاروج هو اللى ساعده يشتغل
حول نظره نحو فاروق الذي انتبه يبرر ببساطة
:- الراچل فلوسه خلصت وكان لازمن يصرف على حاله .. اتوسط له يشتغل في شركة شحن وتفريغ تخص واحد من بلدياتنا واللى علمته إنه ماشى زين في الشغل
بدل نظراته بينهم يواصل حديثه بجدية وتعاطف على ابن عمه الذي
كان صديقه منذ الصغر
:- حمدى كبر ومبجاش حمل بهدلة والجرشنات اللى بيبعتهم ناصر له مبجتش تكفى
هز ناصر رأسه ببطء يؤكد على حديث ابن عمه بتهكم واضح
مفسرًا حال شقيقه المزواج
:- طبعًا ما تكفيش .. الچواز بيكلف والطلاج بيكلف برضك
تنحنح أحمد بخشونة وهو يرمق الطفلين الحاضرين الجلسة معهم
بينما ختم فاروق الأمر يُعلن بهدوء وضع ابن عمه البعيد عن دياره
:- على أى حال هو اتچوز واحدة من بحرى وبيجول هتكون مسك الختام
ردد عدلى بحزم ينهى هذا الحديث، لا يرغب أن يثقل على شقيقه شاحب الوجه، هش الجسد
:- ربنا يهديه .. خد يا أحمد الشهادة واحفظها لعبدالله لحد ما يكبر
أومأ أحمد بطاعة وإحدى عاملات المنزل تدلف بواجب الضيافة
ليدور بينهم حديث ودى حميمى يزيل كل الخلافات ولا يبقى سوى الود ورابط الأخوة الذي لا ينفصم
*******.
اخترق باب السطح يحمل صينية فوق راحة يده وبيده الأخرى يقلب بالملعقة كوب الشاي الساخن ثم رفع طرف الملعقة يخبط بها عدة مرات على حافة الكوب
الزجاجي هاتفا  كصبي المقهى بنغمة مغناه
:- أحلى كوباية شاى لأجمد مجند بالجيش المصري وسمعني نشيد
بلادي بلادي
رفع سليمان جذعه الممدد فوق أريكة خشبية تعلوها حشوات قطنية  ليعتدل جالسًا يستقبل شقيقه الأصغر متهكمًا بمشاكسة
:- والله لك مستجبل كصبي جهوجي يا واد يا سليم .. وسبيك بجا من المغنا ووجع الراس
مط سليم شفتيه حنقا ودار ليجاور شقيقه فوق الأريكة واضعًا الصينية بينهما ورفع أحد الأكواب يعطيها لسليمان هاتفًا باعتراض
:- اسبني كيف.. طب بذمتك مين اللي ولع فرح بنت أحمد بيه عشية
رفع الكوب خاصته يرتشف منه البعض مواصلا الحديث بتعجب ما زال يلازمه منذ ليلة الأمس
:- ده أنا مصدقتش نفسي.. لما أبوك قالي غني والله كنت طاير .. طاير في السما
قالها وهو يفرد ذراعيه في الهواء كالطائر المحلق دون أن يفلت كوبه الساخن من يده وعينيه مرفوعة للسماء حيث حلمه الأثير ثم أخفض مقلتيه يجبر شقيقه على الاعتراف بموهبته الغنائية
:- طب بذمتك مش كنت نجم الحفلة عشية
ابتلع سليمان جرعة من الشاي الساخن وأجاب برفعه كفه معجب بأداء شقيقه
:- الشهادة لله.. كنت چامد وعنديك حضور كبير .. الكل كان مبسوط
خبط سليم علي كتف شقيقه ممتنا
:- أيوه بقا قول يا أخي.. ده أنا نقيت الأغاني على الفرازة ..كيف ما بيحب المعلم چارحي
ضحك سليمان بمرح يناغش أخيه
:- وأنت كان بدك تغني أنتي بونبانية عشان أبوك يتاويك في مكانك
شارك سليم شقيقه الضحك يكمل الحديث بشقاوة
:- ولا أحمد بيه كان طخنى عيارين وخلص منى طوالي
صمت يزفر بعمق بتباه وقال كمن يحدث نفسه
:- بس أبوي كان فرحان بيا .. كل ما عينى تيجى عليه يعمل حاله مكشر أو مشغول.. بس أنا قفشت ابتسامته ونظرة عينيه الفخورة بيا
نفخ من جديد يتمنى برجاء
:- بس هيجى اليوم اللى يشجعنى ويفتخر بيا بجد من غير ما يداري .. أنا عارف إنه بيعمل كده لغاية ما اخد الشهادة .. بس هانت خلاص
أنصت سليمان لأخيه دون أن يقاطعه وفجأة أوقف كوب الشاى الذي يتجرع منه أمام فمه وضيق مقلتيه يمعن النظر داخل حظيرة الدجاج المغلقة على الديك وحيدا بالداخل بينما بقية الدجاج منتشر
في السطح
رفع سبابته من فوق الكوب يشير إلى الديك يتسائل بحيرة
:- هو مين اللي حابس الديك إكده!!.
لف سليم رأسه ينظر حيث يشير شقيقه وقد استنتج ببساطة
:- أكيد صدفة.. ما هي اللي بتوكلهم دلوك ويوماتى تتخانق مع الديك
قطب سليمان حاجبيه حين تذكرها ليتعكر صفو مزاجه وينخر الشك بقلبه بعد أن حاول تناسى الأمر وتجاهله
نكس حدقتيه يتأمل سطح كوبه الذي أوشك على النفاذ وحاول فتح حوار بسيط وعقله مشغول بتلك الصدفة التي لا يعلم هل هي صدفة سعيدة أم حزينة لقلبه الوحيد
لذلك قال بخفوت ونظره شارد للبعيد يحاول ترتيب كلماته لعله يفهم حقيقة مشاعر شقيقه من صدفته
:- إنما أخبار امتحاناتك إيه؟.
هتف سليم رافعًا كفيه للسماء يجيب بتوسل
:- النجاح في الانتظار بالمشيئة
تنحنح سليمان يدفع نفسه للسؤال بتردد
:- و.. والصبية اللي جولتلي عليها جبل سابج أنك معچب بها
زفر سليم بعمق وأشاح بوجهه بعيدًا يجيب بشجن
:- بُمبة.. فركشت معايا.. طلعت مش قد المقام
حدق سليمان بوجهه سليم ذاهلا واستفسر بحيرة
:- كيف يعني!!. 
ابتلع سليم غصته وقال بإيجاز مطرق الرأس قبل أن ينهى الحوار ببساطة
:- أبوها مدير عام وأبويا معلم قهوة.. في فرق في الطبقات.. سيبك كله بيعدي
هز سليمان رأسه وقد التبس عليه الأمر، كيف يستطيع رجل أن يتخطى حب فتاته بتلك السرعة والسهولة
فقال يستفهم بتعجب
:- كيف!!.. تجصد لجيت غيرها
حرك سليم رأسه يمينا ويسارا يمط شفته السفلى ببساطة موضحًا
:- مش بالظبط.. لكن قريب أوى هيكون في واحدة تانية..
أنا فنان ومعجبيني كتير صدفة قالت كده
زادت عقدة جبينه فيبدو أن علاقة شقيقه بصدفة أصبحت وطيدة للغاية أثناء غيابه وقبل أن يتسنى له معرفة المزيد
كانت صدفة تُلقي التحية ببشاشة عليهم مقتربة
من مكانهم بملابس الخروج خاصتها
استقبلها سليم بابتسامة واسعة عكس شقيقه الواجم وتحدث معها بتلقائية
:- يا أهلا بأجمل صدفة .. إيه رايحة الشغل ولا إيه؟.
أجابته وحدقتيها تسترقان النظر لملاح العابس بجواره
:- أيوه .. نازلة دلوقتى
طوح سليمان ذقنه في الهواء وخرج صوته خشن وصارم يقطع حديثهما
:- حابسه الديك ديه ليه .. مش ناوية تعجلى إياك
قطبت تقلد تقاسيم وجهه وقالت مشاكسة رغم جدية نبرتها
:- ما قولتلك مش بسيب حقى وهو لازم يعرف مين البوص هنا
استدارت نحو الحظائر وتناولت علبة طعام الدجاج من فوق الحظيرة ثم فتحت الباب للديك وجلست القرفصاء  تضع علبة الطعام أمامه تهادنه كطفل صغير
:- اتفضل كُل وبطل بقى تناكف فيا وإلا كل يوم من ده وأخر ما هزهق هدبحك وأعمل عليك فتة فراخ
أسرع الديك المسكين يلتهم في طعامه بلهفة بينما نهضت وتركته ثم عادت إليهم وسليم يتهكم عليها
:- مش هتبطلى خناقات كل يوم دى
رفع سليمان حدقتيه خلسة يتشبع من تلك العيون الواسعة البندقية اللامعة تحت أشعة الشمس ببريق يسلب الألباب وقد زادها كحل العيون فتنة واتساع لتتوقف أنفاسه للحظات غير واعى للحديث الدائر وبينما تحاور شقيقه بتلقائية صرخت فجأة لتميل بجذعها للأمام تستند بكفها على كتف سليم الذي أسرع بعفوية يقبض على معصمها يدعمها حتى لا تسقط
بينما جحظت مقلتا سليمان جزعا وشجن وهو يشاهد تلك الألفة والحميمية في التعامل بين شقيقه ومن لمست شغاف قلبه لأول مرة
اخفضت رأسها للأسفل لترى سبب ذلك الألم الذي أصابها حيث جاء انتقام الديك لكرامته المهدرة أمام دجاجاته فنقر قدمها بقوة
سحبت يدها من فوق كتف سليم ترغى وتزبد وتتوعد الديك ثم فرت تهبط بسرعة تقسم أن تنتقم منه تتابعها ضحكة سليم المرحة الذي أنهى على آخر أمل لمشاعر شقيقه وهو يردد بتلقائية
:- بت زى العسل .. بس مجنونة حبتين
هب سليمان من مكانه ليقف بجوار سور السطح يتطلع للبعيد معتصرا قبضة يده بقوة آلمت سلاميات أصابعه
وأنفاسه تتسارع بحرقة، ينعى حبًا لم يشأ له القدر أن يحصل على فرصة عادلة
انتبه سليم له ونهض بدوره يقف بجواره ووضع كفه فوق كتف شقيقه يتلطف إليه في الحديث
:- مالك يا سليمان .. أنت متغير من عشية في حاجة حصلت ضايقتك
هز رأسه نافيا وتصنع بسمة خفيفة
:- لاه .. هضايج كيف وأنا وسطيكم
خبط سليم على كتفه يقترح بحماس
:- فهمتك .. أنت محتاج شوية فرفشة قبل الاجازة ما تخلص .. إيه رأيك ننزل المحافظة نقضى اليوم هناك
أومأ سليمان موافقًا بشرود بينما خبط سليم على كتفه من جديد يشجعه
:- جميل .. أنا هنزل أخد دش وأغير هدومى وأنت حصلنى ونقضى اليوم من أوله
هرع سليم للتنفيذ بينما تمسك سليمان بحافة السور بقوة مطأطأ الرأس كمدًا وآلمًا
******.

غيـوم البـعادWhere stories live. Discover now