الفصـل الخامس عشر(الجزء1)

160 16 8
                                    


انقضى قرابة الأسبوع، سبعة أيام كاملة قاوم فيها أشواقه وحنينه إلى مصدر سعادته وموطن عشقه

استعان بالانغماس في العمل وصبر نفسه بذكريات قديمة للفراق الذي لم يكن يحمل أي بارقة أمل

أما الآن فالأمل باللقاء موجود ومتوفر ولكن أي لقاء!!.

اللقاء الحار الملتهب بلهيب العشق المتأجج في أركان فؤاده

أم اللقاء الروتيني الذي أصبح يجمعهما كأي زوجين مر على زواجهما سنوات حتى نسيا كيف يكون الحب والاشتياق

وهاهو يعود إلى منزله الصغير من جديد وللمفاجأة وجد الأنوار مضاءة في أرجاء الشقة

وقف عند الباب يتعجب من ذلك،

فقد أخبر زوجته بعودته في الصباح ولكنه عاد بمنتصف الليل تقريبًا

وتوقع أن ندى لازالت في منزل البدري

طلت من غرفة النوم عندما سمعت صوت غلق الباب لتبتسم في وجه زوجها وتتقدم نحوه مُرحبة بسعادة

:- جادو .. حمدالله على السلامة

اتسعت عيناه بصدمة المفاجأة وهو يتلقاها بين ذراعيه يستقبل

ترحابها واهتمامها ودفء مشاعرها

ابتعد بجذعه قليلا يتمعن في ملامحها الحبيبة بلهفة يسأل ذاهلا

:- بتعملى إيه هنا دلوقتى .. أنا افتكرتك لسه في دار البدرى

اتسعت ابتسامتها تداعب ذقنه بأطراف أناملها وتُصرح مداعبة

:- أول ما قولت إنك راجع أخدت هنية وجينا على هنا ننضف الشقة

ما هي مقفولة من وقت ما أنت سافرت.. وبعدين قولت أبات هنا النهارده

طلع حظى حلو وجيت أنت بدرى

لم يُصدق كل هذا القدر من الحفاوة والإكرام التي شملته بهما يبدو أن القليل من البعاد قد يعود بفائدة

جذبها إليه باحتياج لعاطفتها محتضنا إياه يتأمل راجيا أن تستمر على تلك الوتيرة من الاهتمام ودفء المشاعر وهو العاشق الولهان سيتقبل أي قدر من العاطفة والأحاسيس منها

اشتدت ذراعاه حول خصرها، يدفن رأسه في تجويف عنقها

يستنشق عبيرها الأثير ويتشبع من مشاعرها التي تفيض وقتما تحب وتتوقف عندما ترغب في ذلك

سحبها معه إلى بحر عشقه العميق حيث دوامة تجذبها بسحر المشاعر ولهيب الأحاسيس لثوانى.. دقائق .. ربما أكثر

فلا حساب للوقت في خضم أمواج العشق المتلاطم بنعومة الحرير التي تغمس العاشقين في لذة الحياة وكعادتها تقوم هي بدور جرس الإيقاظ أو فرملة السيارة التي تكبح تدفق المشاعر وتقط حبل الوصال

غيـوم البـعادWhere stories live. Discover now