5

37 6 36
                                    

تَسوّدُ الرُؤيَةُ مِن حَولِها عِندَما شَعرت بِجَسدِها يَغرَق فِي مِياهِ المَسبَحِ العَميقةِ ، لِيَبدأ جَسدُها فِي الحَراكِ بِينمَا تُلاطِم أيدِيها المِياهَ بِمُحاوَلةِ فاشِلةٍ فِي الخُروج

وهَا هِي ذِكرياتُ اليَومِ المَشؤومِ تُرسَم أمَامَها مِن جَديد ، يَومُ حَادِثِ غَرقِ أخِيها التَوأمِ جَان

إذ كَانت تَلعَبُ مَعهُ فِي مِياهٍ عَلى شَاطِئٍ مَليئٍ بالنَاس عِندما كَانَ كِلاهُما فِي عُمرِ الثَانية عَشر

يَتقَاذفُ كِلاهُما الكُرة عَلى مَسافةٍ قَريبةٍ مِن وَالِديهُما بَينمَا يَضحكان ، وَبِحَركةٍ خَاطِئةٍ مِن ذِراعِه قَذف بالكُرةِ بَعيدًا عَنهُما جِهةَ البَحرِ الكَبير

-سَوفَ أُحضِرُها ، لا تَتَحَركِي

وشَاهَدت جَسدَ أخِيهَا يَلحَقُ الكُرة الَّتي تَطفُو عَلى سَطحِ المِياه وتَبتَعِد عَنهُم بِبُطئٍ بِفعلِ حَركةِ المِياه

وسَهى عَقلُها لِلَحظاتٍ قَليلةٍ جِدًا ، ولَكِن عِندمَا أعادَت نَظرَها نَحوَ الكُرة ، وَجدَت الكُرة ، ولَكِن لَم تَجِد شَقيقَها

حَاولت البَحثَ عَنه بِعَينَيها لَكِن لا أثَر له ، تَراجَعت بِخُطاً غَيرِ مُتَّزِنة وجَسدٍ مُرتَجِف

لِلخَلف ، وكَانَ والِدُها قَد أمسَكها قَبل أن تَسقُط لِيسألَها عَن شَقيقِها لِتُجيبَهُ بِنَبرةٍ مُرتَجِفة كَبَدَنِها الَّذي بَينَ يَديه

-إختَفى...جَان إختَفى...كَانَ يَلحَقُ بِالكُرة...و....

لَم تُكمِل حَديثَها إذ رَأت جَسدًا مَألوفًا يَطفو فَوقَ المِياه لِيَتَجمهَر النَاسُ مِن حَولِه وَيَنتَشِلوه لِيُخرِجو جَسدَ شَقِيقِها المُبتَل وَيَضَعوهُ عَلى اليَابِسة

وهَرعَ وَالِداهَا نَحوَهُ لِتَفقُدِه ، ورُغمَ مُحاوَلاتِهم العَديدةِ فِي إنقاذِه إلّى أنها بَائت بِالفَشلِ الذَريعِ جَميعَها

وتَكوّنَ خَوفُها مِن المِياهِ العَميقةِ كَالبِحارِ والأنهارِ ، وحَتى لَو كَانَ مَسبَحًا بِعُمقِ ثَلاثةِ أمتارٍ فَهي تَخافُ أي قاعٍ طُولُه يَتجاوَزُ طُولَها

وأثناءَ هَذا دَخلَ أحَدُهم المَسبَح لِيَرى جَسدًا يُنازِع المَاء ، وعِندما رأى لِيريَا ومَجمُوعَتَها إرتَأى إلى أن المَوجودَ فِي المَسبَح هِي كَارن

لِذا لَن يَتحَدث إنّما نَزعَ حِذائهُ وقَفزَ لِيُمسِكَ جَسدَها الّذي يَتحَركُ بِقوةٍ لا إرادِيةٍ بِصُعوبة

مُـكَمِـليWhere stories live. Discover now