مُنْجٍ | ت.ك

يَلْمَعَانِ

•

لَوْنَ العَسَلِ كَانَ مُصَوبًا عَلَىٰ عُتْمَةَ اللَيلِ فِي مُقْلَتَي مَن كَانَ يُخْفِضُ بَصَرُه فِي إِرْتِبَاكٍ مِن عُمْقِ تَحْدِيقَاتِ الرَّجُل الَّذِي قَابَلَهُ صَبَاحَ اليَومِ فَقَط ، إِلَّا أَنَّهُ بِعَادَتِهِ مُنْدَفِعًا إِتِّجَاهَ مَا يُثِيرُ إِعْجَابَه ، كَحَالِهِ مَعَ عُيُونَ جَارِهِ الغُرَابِي الآنَ

"إِذًا؟"
يَكْسِرُ الأَشْقَرَ الصَّمْتَ مُجَدَّدًا ، وَيُحَدِقُ فِي عُمْقَ أَعْيُنِ الغُرَابِي الهَادِئِ
"لَم آرَىٰ غَيرُكَ وَوَالِدِك هُنَا ، أَلَا تَمْلُكُ أَشِقَّاءَ؟"
تَحَدَّثَ تَايِهِيُونغ ، بِمَ وَجَدَهُ غَبِيًا لِلغَايَة بَعَدَ أَنْ تَلَفَّظَ بِهِ بِثَوَانٍ

"لَا أَمْلِك"
هَمَسَ جُوُنغكُوكْ ، يُزِيحُ بِبَصَرِه عَنْ الأَشْقَرِ تَايِهِيُونغ ، وَبِخِفَّةٍ شَدِيدَةٍ نَفَىٰ بِرَأْسِهِ ، مُسَبِبًا تَحَرُكِ خُصَيلَاتِهِ الفَحْمِيَّةِ
"مَاذَا عَنكَ؟"
عَاوَدَ الهَمْسِ ، وَكَانَ أَكْثَرَ إِرْتِفَاعًا هَذِهِ المَرَّة ، شَعَرَ هُوَ ، إِنَّهَا سَتَكُونُ مِنَ الوَقَاحَةِ إِنْ لَم يَسْأَلْهُ أَيْضًا

"لَا أَمْلِكُ أَيْضًا"
أَسْتَطَاعَ رُؤْيَةَ الوُسِعِ فِي حُلْوِ إِبْتِسَامَةِ الأَشْقَرِ المُشْرِقَة ، مُظْهِرَة بِذَلِكَ إِصْطِفَافِ أَسْنَانِهِ البَيْضَاءَ

"هَلْ تَمْتَلِكُ رِفْقَةً فِي الجَّامِعَة؟"
يَطْرَحُ تَايِهِيُونغ سُؤَالًا آخَرًا ، مُسْتَذْكِرًا صُورَةَ الغُرَابِي الوَحِيدِ هُنَاكَ ، وَرُبَّمَا السُّخْرِيَة الَّذِي تَعَرَّضَ لَهَا ، وَمُجَدَّدًا لَاقَىٰ النَّفِي مِنَ الغُرَابِي
"مُمِلُّونَ أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟"
يَتَسَائَل مُجَدَّدًا وَتُزَاحُ عَينَاهِ أَخِيرًا مِن عَلَىٰ الآخَرِ

"يَعْتَقِد الجَمِيعُ أَنَّهُ رَائِع فَقَط لِأَنَّهُ يَخْرِقُ القَوَاعِدِ"
يَهْمِسُ تَايِهِيُوُنغ مُكْمِلًا ، وَمُشَارِكًا لِفِكْرَتِهِ بِصَوْتٍ عَمِيقٍ وَمُنْخَفِض ، بَيْنَمَا بِمَلَلٍ إِسْتَنَدَ ذَقْنُهُ عَلَىٰ بَاطِنِ يَدِهِ ، المَسْنُودَة مُسْبَقًا عَلَىٰ فَخْذِهِ ، كَانَ بِوضُوحٍ مُمتَعِضًا مِنَ الجَمِيعِ

وَأَثْنَاءَ ذَلِكَ ، حَاوَلَ جُونْغكُوُك الحِفَاظَ عَلَىٰ يَدِيهِ بَعِيدًا عَن الرَّجْفَةٍ الَّتِي أَصَابَتْهُمَا ، وَحَتَّىٰ غَثَيَانِهِ ، وَالرَّغْبَةِ المُلِحَّةِ فِي إِيذَاءِ نَفْسِهِ المُحَطَّمَة

حَاوَلَ الإِسْتِقَامَة إِلَّا أَنَّهُ عَجِزَ عَن ذَلِكَ
"هَل أَنْتَ بِخَيْر؟"
كَلَا ، تَايِهِيُوُنْغ كَمَن يَتَظَاهَرُ بِالغَبَاءِ الآنَ ، لَا إِحْمِرَارِ شُحُوبِ بَشْرَتِهِ يَدُلُّ عَلَىٰ أَنَّهُ بِخَيرٍ ، وَلَا إِرْتِعَادَ يَدَيهِ يَفْعَلُ ، الإِرْهَاقُ كَانَ يَتَّضِح فِي عَينَيهِ الغَائِبَة عَن الوَعِي