الخَوْف

205 17 0
                                    




أَيَّامٌ قَلِيلَةَ حَتَّىٰ عَادَت بَشْرَة الأَشْقَر خَالِيَةَ مِن أَيِّ جُرُوح ، وَلَا أَثَارَ نُدُوبٍ أَيْضًا

كَانَ حَرِيصًا لِلغَايَة بِهَذَا الشَّأْن
حَرِيصٌ لِأَنْ لَا تَظْهَرُ حَقِيقَتُهُ عَلَىٰ وَجْهِه الخَلَّابِ

وَعَلَىٰ نَقِيضِهِ تَمَامًا جُوُنغْكُوُك
دِمَاءٌ جَدِيدَة تُغَلِّفُ ثِيَابَهُ ، عَرَجٌ جَدِيد وَكَدَمَاتٍ أَكْثَر
بِالكَادِ يُمْكِنُه إِسْتُخْدَامَ يَدِهِ اليُسْرَىٰ ، وَتَمْ إِخْفَاءَ كُلُّ الأَدْوِيةِ عَنْه ، هَذِهِ وَدُونَ شَكٍّ لُعْبةَ وَالِدَه المُفَضَّلَة

لَمْ يذْهَب لِجَامِعَتِه لِأُسْبُوعٍ وَاحِد لَمْ يَنْتَهِ بَعْد
وَبِالكَادِ إِسْتَطَاعَ إِحْتِمَالَ عَقْلَه

لَقَد بَكَىٰ كَثِيرًا وَطَلَبَ المُسَاعَدَة بِصَوْتٍ عَالٍ هُوَ مُتَأَكِّد ، وَالِدَه وَآخَاهَ سَمَعَاه هُوَ وَاثِق

لَكِن لَم يُنَاجِيهِ أَيَّ أَحَدٍ مِنْ عَقْلِه
رُغْمَ أَنَّ الجَّمِيعَ الَّذِي قَابَلَهُم فِي حَيَاتِهِ الوَحْشِيَّةَ كَانُوَا يَقِفُونَ أَمَامَه ، يُذَنِّبُونَه وَيَسْلُوبُنَهُ الوَعْي ، يَصْرُخُونَ بِهِ وَالآخَرُ يَضْحَك

يَعْرِفُ تَمَامًا أَنْ أَحَدًا لَيْسَ مَعَهُ
لَكِنْ كَيْف..
هُوَ عَقْلَهُ لَا يُسَاعِدُهُ أَبَدًا فَكَيْفَ سَيُصَدِّقُ أَنَّ هَذِه الغُرْفَة فَارِغَة مِنْ سِوَاه؟

كُلُّ ذَلِكَ كَافِيًا لِإِفْقَادِهِ أَيُّ ذَرَّةَ وَعِي فِيهِ..

حَالَاتِ الذُعْر وَنَوْبَاتِ الهَلَع عَادَت مُجَدَّدًا
وَإِنْهَاءِ حَيَاتِه كَانَ يَلْمَعُ فِي عَيْنَيهِ مِثِل فِكْرَةَ عَظِيمَة

وَأَثَر كُلَّ ذَلِكَ ، هُوَ فَقَط أَرَادَ تَايِهِيُوُنْغ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةَ العَاجِز فِيهَا عَنْ التَّفْكِير

أَيْنَ هُوَ؟
كَيْفَ لَمْ يَرَاهُ طِيلَةَ الأُسْبُوع؟
هَلْ تَخَلَّىٰ عَنْهُ حَقًّا؟

هُوَ لَيْسَ هُنَا
هَمَسَ بِإِسْمِهِ وَصَرَخَ
لَكِنَّهُ لَيْسَ هُنَا

جُوُنغْكُوُك يَفْقِدُ عَقْلَهُ وَتَايِهِيُوُنْغ لَيْسَ هُنَا

أَغْمَضَ عَيْنَيهِ قَوِّيًا ، أَغْلَقَ أُذُنَيْهِ بِيَدَيه وَتَايِهِيُوُنْغ لَيْسَ هُنَا

إِخْتَرَقَ الصَّوْتُ يَدَاهَ وَالرُّؤْيَةَ جُفْنَاه ، وَتَايِهِيُوُنْغ لَيْسَ هُنَا

مُنْجٍ | ت.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن