القمر بدر و النجوم تحيطه....الهواء نقي و لا أدخِنة تشوبه ...الجو دافئ و لا برد يتخلله .....و عيون من ألماس تتأمل هذا المنظر ...جالسة على كرسيها الهزاز في تلك الشرفة المرفقة بغرفتها تشرب ذلك الشاي الذي أعدته....تُحاول التركيز على تنفسها قدر المستطاع و هي تضع تلك السماعة على أذنها تسمع أغنية و تدندِن معها ...و لكن عكس هذا الجو الجميل و نظرتها الهادئة تلك ... ما يقبع داخِلها كان رياحاً و أعَاصِير ...
عصفت بقلبها فجعلت حالته أكثر تضررا فوق سوءه....و أكثر سوءا فوق تضرره... تلك النظرة على وجهها لم تكن توحي إلا بقوتها...
لا تسألوا لما... فالشخص الذي يعاني و يخفي ما يثقل صدره هو... الأقوى ...نعم لا يوجد أبدا من سيصل قوته ...ذلك الشخص الذي يُقاسي الآلام...و يُعاني الأحزان...و يتجرع ما لم يتجرعه أحد قبلا ..ثم يُحاول إقناع نفسه بأنه بِخير ...مع أنه ليس كذلك..
تلك الإبتِسامة التي تراها زينة على وجهه سوف تقنعك غصبا عنك... بِأن لاشيء يحدث معه... هو ...على مايُرامتجري بدماغها آلاف الأفكار ... تحاوِل ربط كل شيء ببعضه ...لما يتجنبها؟...ماالذي حدث في ذلك اليوم ليتغير أو ما الذي قد يخفيه عنها؟ ...إنه لا يكاد يراها هذه الأيام إلا في الصف ...لما يتهرب كلما أخبرته أن ترافقه؟ ... ..لابد من وجود شيء
هي مُوقنة تمامت أنه كذلك لكنها لا تعرف ماهو؟ ...هل يجب أن تتبعه خِلسة؟ ...أو ربما تستجوِبه.... لا لا.. متأكدة أنه لن يجيب ...
إنها تشعر بالألم كونه يخفي شيئا عنها ...لقد كانا دائما أكثر من الأخ و أُخته حتى.... لم يكن أي منهما يكتم شيئا دون بوحه للثاني.... حتى هي قد أخبرته بكل ما طاوعتها نفسها إخباره عن الحقيقة
هدأ عقلها لبُرهة و هي تبني ملايين الإحتمالات....إحساسُها بوجودِه أوقف تفكيرها اللامتناهي ...و جعلها تِقف بذُعر تدخل غرفتها لتغير مِن تلك الثياب التي ترتديها
إقتحام غُرفتِها بشكل مُفاجئ جعلها تستدير بفزع بعد أن كانت ستخرج عائدة لشُرفَتها
"يبدو أنكي تأخرت مجددا ...أختي ...أعتقد أنه يجب عليك الإسراع و الذهاب لتفادي العواقب أليس كذلك" قال بِصوتٍ جعل القشعريرة تنتشر في سائر جسدها ..."شركة We will be rich في حي هيروشيكا... العُضو السادس عشر ،العشرون ، الحادي و الثلاثون مِن المؤسسة الإطالية للأجانب "أومئت مُبتلِعة ريقها ..لتنسحب لتلك الشرفة تقفز مِن سياجِها قاصدة سطح أحد المنازل ...يتبعها الحط بأقدامِها على باقي الأسطح متجهة لمقصدها تاركةً الآخر ورائها
لازالت مقلتاه مصوبة إلى نافذة الشرفة... يرفع كفه و يقبضها كأنما يحاول الإمساك بظلها... يقربها إلى وجهه يحدق فيها بقُرمُزيتاه التي اعتلتها نظرة حزينة كانت كمرآة عكست باطنه مظهرة ما كان يحاول إخفاءه بملامحه الجامدة قبل هنيهة...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنزل بسرعة تلك الدرجات المؤدية إلى الطابق السفلي ...تحاول المحافظة على وتيرة أنفاسها الطبيعية... قلبها يأبى التوقف عن الخفقان ، بينما تسللت رائحة تلك الدماء إلى مِنخاريْها تنظر لها و قد صبغت المكان بلونِها القاتم تحت ظلمة الليل الحالك ...
تصلبت بعد أن ظهرت هيئة الآخر قبالها ...شعر أسود حالك و عيون تشبه ذلك السائل القرمزي التي كسى كلا من جسده و المكان حوله بالكامل....يبدوا وجهه خاليا من التجاعيد مما يُخفي عُمره الحقيقي...
"إذا ...ميكا...." بصوت بارد ...مخيف ...بل أقل ما يُقال عنه مُرْعِبْ...قال ينظر إليها نظرة جعلت منها تنتفظ ...تقشعر ..و ترتعد...
"لن أسألك إن أنهيت المهمة لأن هذا واضح ككل مرة بل سأسألك....هل استطعت إيقاظها أم أن جُهدي ذهب سدا ...مما أراه ...يستحيل أنك فعلت....و هذا واضح من حالتك ...تلك التركيبات التي أصنعها ليست بالعادية أبدا... كما تعلمين... حسنا علينا تكثيف الجهد إذا؟" قال ذلك يتقدم منها بهدوء ...يلعق الدماء التي كانت على يده للتو ...قبل أن يستخرج إبرة بسائل زهري مُتَوَهِّج ...
نظرة مرتعبة حافظت على إخفائها تظهر الآن...إهتزاز جسدها الذي قاومته قد استسلمت له لتوها...تبلع ريقها برعب و هي تناظره يأخذ قطرة من دمائه التي تدفقت من كفه بعد أن غرس أسنانه فيها... يضيفها إلى ذاك السائل ثم يدفعه ليُِغرس داخل جلدها... يتدفق داخل أوردتها............

أنت تقرأ
IN YOU LATER
Romance"هل تعتقد أنني أكذب أنا حقا أقول الحقيقة..... لقد وثقت بك و أخبرتك لذا لا أريد أن أسمع ذلك القنفذ يدعوني بالكاذبة غدا هل فهمت؟" أردفت تلك الصغيرة في حزم تكتف يديها إلى صدرها ثم تضعهما على خصرها تنتظر إجابة الثاني"لا تقلقي ميمي-تشان لن أخبر أحدا حتى...