الموقف الثاني عشر
حول تأييد السماء وأهل البيت لصلاة الجمعة المقدسة مراسل الممهدون
نقل لنا أحد الثقاة بعد استشهاد السيد (قُدِّسَ سِرُّه) إن أباهُ قال له لقد حصل لي شيءٌ في حياة السيد وللأمانة والتأريخ أريد نقله إليكم . والله على ما أقول شهيد ، إني أحد أبناء النجف وأعمل سائقاً لسيارة أجرةٍ منذ ثلاثين سنةٍ وفي أحد الأيام . وبالضبط في شارع الطوسي أوقفني أحد الأشخاص وكان يرتدي (كوفيةً) زرقاء ، وهو رجل متوسط العمر وطلب مني إيصاله إلى مسجد الكوفة وكان اليوم جمعة فطلبت منه الأجرة خمسمئة دينار وأثناء صعوده في السيارة بدأ يتحدث عن كيفية ذهابه كل يوم جمعة إلى مسجد الكوفة لحضور صلاة الجمعة المقامة هناك وكيف أن السيد المرجع الذي يقيمها ضحّى بحياته من أجل إقامة هذه الشعيرة وسألني هل حضرتها فقلت له أنا لم أسمع بها ( وكان الوقت بالضبط الجمعة الثانية أو الثالثة ) فقال لي: إحضر معي هذه الجمعة وأرجعني إلى البيت في شارع الطوسي وسأعطيك الأجرة مضاعفةً ، وبالفعل حضرتُ الجمعة وكانت جموعٌ غفيرةٌ في مسجد الكوفة قد حضرت للصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة انتظرت السيد خارج المسجد وقد تأخر قليلاً في الخروج وأوصلته إلى بيته في شارع الطوسي واتفق معي أن أحضر في كل يوم جمعة لأخذه إلى المسجد وإرجاعه إلى بيته وكان طول الطريق يتحدث عن المرجعية والعلماء ويقول لي: إن لي فضلاً كبيراً على العلماء والمراجع وخصوصاً السيد إذ إني نصحته بإقامة صلاة الجمعة ، وهكذا استمر الحال وأصبح السيد من أصدقائي المقربين وفي نهار أحد الجمع والذي صادف الجمعة الخامسة والأربعين ذهبت كعادتي إلى بيت السيد في أحد أزقة شارع الطوسي وركبنا السيارة إلى مسجد الكوفة وبعد حضور الصلاة حيث كانت الخطبة مخصصةً إلى الغجر ودعوتهم إلى التوبة وكانت خطبة ًمفيدةً جداً ، وكان الحضور غفيراً، وأثناء العودة من الصلاة وفي الطريق إلى النجف سلمني السيد الأجرة وطلب مني عدم الحضور لأخذه في الجمعة القادمة ولم أكن اعرف لماذا ظناً مني أنه مشغول في الجمعة القادمة ، وأثناء عودتي للبيت وفي مساء نفس الجمعة سمعنا خبراً صعق آذاننا وهو خبر استشهاد السيد وذهبت بنفسي إلى المستشفى وتأكدت من صدق الخبر فرجعت مسرعاً إلى بيت ذلك السيد الذي كان يحضر معي الجمعة لأخبره الخبر وفهمت لماذا قال لي لا تأتي لي في الجمعة القادمة ولكن فوجئت بعدم وجود المنزل في شارع الطوسي وقد بقيت مدة طويلة في الشارع أبحث عن تلك الدار التي يدخلها ذلك السيد ولكن لم أجدها وقد عرفت بعد ذلك بأن السيد الذي كان يحضر معي الجمعة ربما كان هو الإمام الحجة (عجل الله فرجه)
خمسون موقفا مع السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره
#الموقف الثاني عشر #الجزء الأول
.
أنت تقرأ
خمسون موقفاً مع السَّيِّدِ الشَّهيدِ الصَّدرِ(قُدِّسَ سِرُّه) #الجزء الأول
Historia Cortaخمسون موقفاً مع السَّيِّدِ الشَّهيدِ الصَّدرِ(قُدِّسَ سِرُّه) #الجزء الأول