|8| ابنة الوسيم.

311 46 58
                                    

_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

" ملل، لقد اشتقت لكنّ كثيراً." هتفت لبات وتريس من خلال حاسوبي بينما كنت أستلقي على السرير بكسل، الوضع مزعج، عدم تواجد الكثير من حولك كما اعتدت دوماً، عدم تواجدهن حولي كما كنا دوماً، الأمر يهشم قلبي رويداً رويداً.

" ونحن أيضاً." قالتا، تريس بصوت هامس وبات بصوت حزين، وشعرت بالدموع تلامس أطراف رموشي قبل أن ابتسم في محاولة يائسة لإيقافهم، إلهي هذه المشاعر التي تداهمني في كل مرة أفتح فيها الكاميرا في محادثة مرئية معهم هي الأسوأ على الإطلاق.

لأنني لا أريد أن أحول جلسة محادثتنا اليومية لكآبة وحفلة بكاء جماعية.

لكن أقسم أن هذا مؤلم.

كل هذا التغيّر دفعة واحدة، لا زلت أحاول التأقلم على هذا الوضع الغريب، الريف جميل أجل، لكنه ليس الجو الذي أحبه وأعتاد عليه، ليس المكان الذي خلقت فيه وتواجدت فيه طوال حياتي، ليس المكان الذي أريد التواجد فيه حقاً.

لكن لا أستطيع إلا محاولة تقبل الأمر والسكوت.

تنهدت ورفعت نظري مجدداً للشاشة ابتسم مجدداً، كانت بات تقوم بوضع طلاء الأظافر بلون أزرق كمان تحبه على أظافر يديها وقدميها السمرواين، وتريس مشغولة بتنظيف غرفتها كالعادة.

للعلم فقط، تريس مهووسة نظافة، إن لم تنظف غرفتها في اليوم ثلاث مرات لا تتنفس، وإذا قمت بإزعاجها وإزالة أحد أشيائها من مكانه فأنت في عداد الأموات، بما معناه تجهز للقتل على يديها.

" فتيات، أراكن لاحقاً والدتي تنادي." هتفت تريس تغلق خزانتها وتقترب من الحاسوب مرة أخرى.

" أراك لاحقاً تريس." هتفت بينما ألوح لها وأرسل قبلة طائرة لتلوح وترسل قبلة بالمثل قبل أن تختفي من على الشاشة وأظل أنا وبات نتحدث.

" إذن.." هتفت بصوت ماكر لتضحك من نبرتي.

" أخبريني كيف كان موعدك الأخير؟ ذاك الذي أقفلتِ الخط بوجهي من أجله." قلت ومثلت الانزعاج في نهاية كلامي لتضحك بات مجدداً وتبدأ بعدها سلسلة من الأحاديث المسلية والمليئة بالضحك.

ساعة مرت قبل أن تغلق بات الخط بعد أن ودعتني واتفقنا على الاتصال في وقت لاحق، تنهدت أقف من مكاني وأمدد جسدي بينما أغلق الحاسوب وأضعه جانباً.

ريفيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن