|3| خائفة بشدة.

555 60 117
                                    

_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

" صباح الخير، لقد اشتقتُ لك أيها الوسيم ." قلتُ ذلك وأنا أفتح باب الغرفة الخاص بوالدي لأجده يجلسْ مسنداً ظهره على السرير.

ملأت الابتسامة وجهه الجميل الذي كسته القليل من التجاعيد وزينته لحية امتزج بها اللون الأبيض مع الرمادي والقليل من الشعيرات البنية الغامقة اللون لم يقم بحلاقتها بسبب مرضه، ظهرت غمازة خده الأيسر من بين لحيته، وأعطته جمالاً فوق جماله، سواءً بالنسبة لي أو بالنسبة لأي شخص يراه.

يا إلهي كم أحبه!

وصدق ذلك الشخص الذي قال أن حب الفتاة الأول هو أبيها، كيف لا يمكنني أن أحبه وهو بهذا الجمال؟ كيف يمكنني أن لا أقع له وهو بتلك اللطافة التي كان يسمح لي بها أن أرسم على وجهه بمستحضرات والدتي للتجميل؟ أو أن أصنع الضفائر من شعره الذي لا يزال ناعماً وجميلاً بل وأفضل من شعري؟

" صباح الخير، وأنا اشتقت لك يا ابنة الوسيم." قالها لأضحك بخفة وقد اقتربت منه بعد إغلاقي للباب أجلس بجانبه أمسكُ كفيّ يديه أقبلهما مراراً تعبيراً بسيطاً عن حبي له، عادةً مني منذ أن كنتُ صغيرة.

"هل تناولت فطورك؟" سألتُه بعد أن قبّلتُ خده ليهز رأسه لي ب 'نعم' ونمت ابتسامة على وجهي، التعليمات والأوقات في المستشفى رهيبة ولا يمكنك الاعتراض عليها.

"وهل تناولت أدويتك؟" سألتهُ مرةً أخرى ليهزّ رأسه مرة ثانية لابتسم بسعادة عندما شعرت بتحسنه واحتضنه جانبياً ليربت على رأسي بيده الحرة من المصل الذي قد عُلّق له.

كان الطبيب قد أخبرني أننا سنخرج بعد ساعة إضافية، أي عند العاشرة فلهذا لا زال لدينا متسعُ من الوقت.

"السيدة جين وجورج والجميع يفتقدونك بشدة، لم يتوقفوا عن سؤالي عنك، بالكاد تخلصتُ منهم، أنتَ حقاً محبوب بدرجة لا يمكن تخيلها، كيف يمكنك أن تكون كذلك؟" انتحبتُ وأنا ابتعدُ عنه قليلاً لأرى ابتسامته الحنونة، ومن ثم خرجت من فمه ضحكة لطيفة جعلتني أتمنى أن أعيد ما قلته آلالاف المرات حتى يضحك باستمرار.

ذاك الشعور الذي يكون في قلبك عندما تتمنى أن تكون كل كلماتك نكاتاً في تلك اللحظة حتى يضحك والدك من كل قلبه، ذاك الشعور الذي يداهمك فجأة وأنت تنظرُ لوجه أبيك الذي تحركت عضلاته في ابتسامة أدخلت إلى قلبك كل ذاك السرور، ذاك الشعور الذي تتمنى لو بإمكانك إعادته آلاف بل ملايين المرات لأنك لم ولن تكتفِ منه أبداً.

ريفيّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن