𝑷𝑨𝑹𝑻 𝑰𝑿

1.5K 35 32
                                    

قبل عدة دقائق من وقوع هذا وبينما كنا نسير بطريقنا وانا أتأمل الطريق امر فاليريو سائقه بأن يغير مسار طريقه نحو النفق فنظر السائق له باستغراب واخبره ان هذا ليس الطريق المؤدي إلى وجهتهم إلا ان فاليريو نهره بنظراته وصوته الحاد:"هل تود جعلي أكرر كلامي مرة اخرى؟ اذهب باتجاه النفق وادخل به دون ان تناقشني!"
_
انصاع السائق لامر فاليريو خوفا منه ونفذ ما قاله وأثناء تأملي للطبيعة كنت نصف مركزة مع كلامهما ولكن فجأة انقطع تأملي حينما اظلم المكان وازدادت سرعة السيارة واخذت تذهب ذات اليمين وذات الشمال مع اختراق سمعي اصوات ضرب رصاص وتكسر زجاج نوافذ فصحت بخوف ودقات قلبٍ متسارعة وانا امسك بذراع فاليريو:"ما هذاا؟ واللعنة ماذا يحدث هنا؟"
_
شعرت بيده الباردة ترسو فوق كفي ويربت عليها بهدوء ورغم ظلام المكان إلا أنني استطعت الشعور بابتسامته الخفيفة لقربي منه.. اللعين! يستغل كل فرصة حتى في هذا الوضع!! كنت مدركة لهذا ولكن شيء بداخلي جعلني اتشبث به اكثر حينما ازدادت الأصوات وكأنني اجد الامان معه! ثم خرجت من فاهه بضع كلمات بنبرته الرجولية الهادئة المعتادة:"لا تخافي روسلي! كان هناك احد يتبعنا ويبدو أنهم الآن يظنوننا داخل السيارة التي يطلقون عليها.. انظري سنخرج بقي القليل ، لا تخافي "
_
قال جملته الاخيرة وهو يشير بسبابته نحو نقطة النور التي ظهرت بآخر النفق ولكن كان قد علق ببالي جملته حينما قال ' يظنوننا داخل السيارة التي يطلقون عليها ' هل هذا يعني انه هناك احد الآن يموت عوضًا عنا؟ عوضاً عني؟ يا إلهي!!! هل وضع أُناس أبرياء في هذا الخطر؟ وكأنه استشعر افكاري وتفطن لتساؤلي فأجابني قبل ان افتح فاهي:"لا تقلقي عزيزتي من في السيارة ليسوا مدنيين ، هم رجالي.. ولا تقلقي ايضا لم يموتوا انهم يرتدون دروع واقية! توقعت حدوث شيء كهذا لذلك حينما شعرت بوجود احد خلفنا امرت السائق ان يدخل للنفق المظلم وقمنا باستبدال مكاننا مع سيارة رجالي بكل خفة"
_
زفرت ببعض الارتياح بعد ان ختم كلامه وتزامن ذلك مع خروجنا من النفق لارى ابتسامته بوضوح اخيرا وكانت تلك الشيطانية من زينت شفاهه فالتفت للوراء بسرعة علّي المح تلك السيارة التي بالتأكيد قد تحولت لحطام فصوت الرصاص لم ينقطع حتى الان رغم ابتعادنا عنه لمسافة طويلة.. يبدو ان من يريد قتلنا قد صمم على هذا بشدة!!
_
استدرت لفاليريو مجددا والذي كان لم يُبعد ناظريه عني لدقيقة واحدة حتى ثم افلت ذراعه واستقمت في جلستي لاشد ذيل شعري وارجع للخلف خصلاتي التي هربت من الربطة وتمردت على وجهي ثم سألته بملامح جامدة ونبرة فارغة:"من الذي فعل هذا؟"
_
"اعدائي كُثر عزيزتي روسلين! لا أستطيع ان أُحدد لكِ من الذي فعلها" ، اجابني بهذه الجملتين الصغيرتين وابتسامته ذات الطابع الهادئ مثله ترتسم على شفتيه وهي تكاد تظهر بالقدر الذي يكفي لأن أراها.. حسنا هو محق أنا لا انكر أنه يملك العديد من الأعداء والذين يتجاوزون عدد شعر رأسي بالتأكيد!! ولكن إنني اعيش اشياءً تفوق قدرة تحملي هنا.. شعرت بأنه قرأ هذا بعيناي وفهم شعوري فخلع نظاراته الشمسية التي كانت تُخفي بريق عيناه الزرقاء اللامعة ثم مد يده وأمسك بيدي ووضع يده الاخرى فوقها ثم أردف بهدوء:"حسنا.. أعرف أنه يتوجب عليّ أن أعتذر عما مررتِ به الآن وسابقا ولكنني لن افعل ، اجل لن اعتذر لكِ فهذه هي حياتي! مليئة بالاعداء وسفك الدماء والاجرام والقتل والخطف وكل هذه الامور.. وبما أنكِ تصرين بشدة على عدم إطاعتي والتصرف كما يحلو لك ، انظري انا لا أقول هذا لارهبك او افرض سيطرتي عليك او اخيفك ولكن يجب عليك ان تعرفي هذا وتفهمينه"
_
توقف عن الكلام للحظات وكأنه يود ان يجعلني استوعب ما قاله وقبل ان يفتح فاهه ليكمل كلامه الذي بدأ به توقفت السيارة بنا واخبرنا السائق أننا وصلنا الى وجهتنا فابتسم فاليريو وهو يقول:"لقد وصلنا هيا انزلي ، نكمل حديثنا هذا في وقت لاحق"
_
ترجلت من السيارة واول ما وقع نظري عليه هو بناء كبير ذو هندسة معمارية رائقة وقد جعلني ارفع رأسي كي ارى نهايته فبدى وكأنه يناطح السحاب! فتحت عيناي على وسعها بدهشة عارمة حينما لمحت اللوحة الكبيرة التي تحمل اسم الشركة.. إنها نفس الشركة التي قدمتُ طلب عمل بها!!! يا إلهي! من أين يعرف بها؟ حسنا اخبرته عم امر مقابلة العمل ولكنني لم اقل له اسم الشركة! اذا.. كيف عرف!!!؟ قاطع حبل افكاري إمساك فاليريو ليدي فرفعت انظاري لاجده يرتدي نظاراته بيده الاخرى وقد اكتسحت الجدية ملامحه الشقراء الوسيمة ثم سحبني من يدي وسرنا باتجاه الشركة بينما حراسه يتبعون خطواتنا..
_
في اللحظة التي وطئت اقدامنا داخل مبنى الشركة حدثت حالة من الهرج والمرج والجميع يتهماسون بعبارات استطاعت اذناي ان تلتقط بعضا منها "انه السيد فاليريو!".. "يا إلهي لقد اتى السيد".. "انتهينا! اي خطأ فعلناه حتى اتى".. "السيد فاليريو!!".. "لقد اتى ليقضي علينا وعلى المدير بلا شك!"... التفتُ نحو فاليريو باستغراب أحاول استيعاب ما اسمعه ولكنني لم التقط منه اي جواب إذ أنه كان يسير بوقار وقد احاطته هالة من الفخامة والهيبة وأظن ان هذا ما جعل الموظفين يخافون منه ولكنني ما زلت لا افهم شيئا..!
_
استمر مسيرنا حتى وصلنا الى مكتب المدير فاشرت باصبعي نحو السكرتيرة التي استقامت واقفةً بهلع فور ان رأت فاليريو وفتحت فاهي لاخبره ان نأخذ الإذن ولكنني لم استطع قول كلمة إذ أنه سحبني نحو المكتب ودخل وكأنه يقتحمه فنهض المدير والعرق يتصبب منه ليردف بتوتر وخوف ونبرته متقطعة:"سيد فاليريو!؟ اهلا وسهلا بك تفضل تفضل" ، قال هذا وهو يتنحى جانبا ويبتعد عن كرسيه فانعقدت حاجباي باستغراب يتفاقم كل لحظة وقد ازداد حينما افلت فاليريو يدي واتجه ليجلس مكان المدير الذي كان يقف كتلميذ مشاغب ينتظر العقاب من معلمه على واجب لم ينجزه ثم أسترسل كلامه بتوتر وخوف:"هل قمنا بخطأ استدعى قدومك يا سيدي؟"
_
أشار فاليريو بيده للمدير نحو الباب فلم يتخذ سوى ثوانٍ حتى أصبح في الخارج لاقول باستغراب وانا اعقد ذراعيّ عند صدري وارمقه بحدة:"ماذا يحدث هنا؟ هل لكَ أن تشرح لي؟"
_

Mafia Game __ لعبة المافياWhere stories live. Discover now