𝑷𝑨𝑹𝑻 𝑿

2.6K 50 100
                                    

"كيف تدعون احدا يدخل لمنتصف قصري ويختطف زوجتي يا هذه؟ هل وضعتكم كفزاعات أمام الباب أم لتحموا قصري ومن فيه!!؟" ، زلزل القصر بكامل أركانه وارجائه مع صراخ فاليريو الذي كان قد جمع جميع رجاله أمام البوابة يؤنبهم بحدة وقد جن جنونه بالكمال بعد رؤيته لفيديو روسلين المخطوفة والمُرفق برسالة تهديد واضحة له! لا يكاد يُصدق أنها اختفطت من وسط بيته وحراسه فلا احد رأها تخرج ولا يعرفون أنها هربت لتتسوق ولكن لحظة دخولها لمركز التسوق لمحها أحد رجال اعدائه وابلغوا عن مكانها فورا ليأتوا ويختطفونها بثوان
_
نظر نحو رجاله وعيناه الزرقاء تكاد تطلق نارا وتحرق كل من يأتي أمامها! إستدار للخلف وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره الاشقر مرجعا إياه للخلف ثم فك عُقدة ربطة عنقه بعنف شديد ليلتفت نحوهم ويصيح مجددا بكمٍ هائل من الغضب وكأنه سيحرق كل شيء حوله بنبرة صوته الرجولية الحادة:"اللعنة عليكم يا هذا!! ماذا أفعل أنا بكم الآن؟ هاا؟! ماذا أفعل هيا اخبروني! أأحرقكم الآن أحياء أم اسلخ جلودكم واطعمكم لكلابي؟"
_
ارتجفت اوصالهم جميعا واخذوا يتبادلون الانظار بفزع فهم يعرفون ويدركون جيدا ان زعيمهم لا يهددهم عبثا وحقا قد يفعل بهم ما قاله! لم يتجرأ أحدهم على ان يحرك شفتاه وينطق بأي شيء فهم ما عدا رئيس الحراس الذي كان مُجبرا على الكلام فهو يعرف انه المسؤول خصوصا بعد رؤيته لنظرات فاليريو له فتقدم خطوة وشبك يداه أمامه بينما يحني رأسه ويقول:"سيدي حقا لا ندري كيف دخلوا! جميع الرجال كانوا يقومون بأعمالهم بإتقان ولم نلاحظ اي حركة خارج النطاق الطبيعي .. حقا لا ندري كيف حدث هذا!"
_
سحبه فاليريو من ياقته بعنف والصقه بالحائط بكل قوته لدرجة ان رئيس الحراس قد شعر وكأن فقراته تتحطم فارتعب بشدة حينما صاح به مجددا:"وهل أصبحت طيرا وطارت خارج القصر ايها ال****؟ كيف لا تدرون ماذا حدث؟ أنتم هنا لتحرسوا هذا القصر ليس للتسلية!!" ، ختم كلامه وقبض بيده على عنق رجله يخنقه بقوة وقد تحول لون وجه الاخر للاحمر ولكنه لم يتجرأ أن يمنعه وبقي ينظر بثبات فهو كما بقية رجاله حتى لو ماتوا على يد زعيمهم فاليريو يبقى ولائهم له لابد الدهر!
_
"حسنا فاليريو اهدء ، ستقتله! لن نجد روسلين بغضبك وعنفك هذا!" ، كان هذا صوت آرثر الذي اقترب من فاليريو ووضع قبضته القوية فوق يد الاشقر الغاضب الذي ارخى يده قليلا حينما سمع هذه الكلمات فاستطاع آرثر فكها عن عنق الحارس الذي بدأ يسعل بقوة ويتنفس بشكل سريع ملتقطا انفاسه الهاربة ليكرر آرثر كلامه بهدوء واتزان بينما داخله يغلي خوفا على روسلين:"اهدء فاليريو!! غضبك هذا ليس حلا! غير هذا لا تخف على روسلين إنها قادرة على حماية نفسها!"
_
التفت فاليريو له فورا ورمقه بزرقاوتيه بنظرات حادة وغاضبة وقد عاد غضبه ليتفاقم ولكنه حاول كبته لكي يستطيع التحكم بنفسه ثم اقترب من آرثر واردف بحدة وصوت خافت:"روسلين بيد الياكوزا! أتعرف ماذا يعني الياكوزا؟ يعني قتل، دماء، ذبح، متاجرة بالاعضاء والفتيات والمخدرات، يعني حانات واسواق بيع فتيات.. مهما كانت روسلين قوية لن تصمد امامهم!!!"
_
لم يستطع آرثر أن يُنكر لذاته أن كلمات فاليريو فعلا قد اخافته فهو حتى ولو لم يكن بقدر فاليريو إلا أنه يعرف القليل عن الياكوزا ويدرك كم أنهم دمويون وشياطين بلا رحمة! مسح على وجهه بكفيه محاولا منع خوفه من التغلب عليه والتزم الصمت للحظات قبل ان يقطعه قائلا بنبرة تثير الريبة:"لا اظن أنهم اخذوها من داخل المنزل.. لنفترض أنهم حقا دخلوا ولم يراهم رجالك ألن يراهم أهل بيتك أيضا؟ هم ليسوا اشباحا على كل حال كي لا يراهم أحد!!"
_
خمد غضب فاليريو رويدا بينما يستمع لكلام آرثر ويحلله برأسه فهو محق! بقي احتمال واحد أمامه!! تبادل النظرات مع آرثر الذي طرأت لعقله نفس الفكرة وقد فهم كل منهما من نظرات الآخر أنهم يفكرون بنفس الشيء.. لقد هربت!! رغم إدراكهما المتأخر إلا أن لا أحد منهما قد انصدم ، فآرثر معتاد على هروبها منذ ان كانت مراهقة وقد كان يساعدها في بعض المرات بينما فاليريو رغم أنه لم يواجه الا هروبا واحدا منها وفي نهايته قد امسكها إلا أنه كان قد سمع من اخوتها عن مغامراتها في الهروب.. اذا تجاوزت رجاله وهربت! كان هذا التحليل ما طرأ لعقليهما وهما يتبادلان نفس النظرات ، يا إلهي هذا الأمر أسوء!! مجرد فتاة نحيلة وصغيرة وضعيفة تجاوزت رجالا بقدر الجبال ولربما احجامهم تضاعف حجمها بشكل هائل!
_
في هذه اللحظة احمّرت عينا فاليريو غضبا مجددا وقد حان دور عائلته ليتحاسب معهم على تقصيرهم في الحماية والانتباه لزوجته طبعا رجاله لم ينفدوا بجلودهم ولكنه الآن عليه ان يُعاقب من أدرك أنهم المتسببين! كور قبضته بشدة وخطى بخطواته الواسعة سريعا نحو باب القصر ودفع رُدفتيه بكل قوته ليُفتح أمامه على مصراعيه فاتجه نحو الصالة بعد ان طلب من الخادمة ان تجمع عائلته
_
وفعلا ما هي إلا ثوانٍ حتى وكانت جميع عائلة مارتيني مجتمعةً في الصالة ، هم لا يرفضون أي أمرٍ من اوامره عادةً ولكن الآن..؟! إنه غاضب لدرجة قد يحرقهم ، جميعهم قد ادركوا حبه لروسلين واختفائها هذا بالتأكيد قد جعله يفقد صوابه!! تقدم فرانسوا نحو ابنه متكئا على عصاه ورغم كل ما يحمله بقلبه من قسوة وعنف وقوة إلا أنه وكسائر أفراد عائلته يُدرك أي جحيم على وشك حرقهم الآن! واضعا يده الآخرى على كتف ابنه قال بهدوء واتزان:"اهدء فاليريو! سنجدها لا تقلق ، سنبحث بكامل ايطاليا شبرا بشبر إن اضطر الأمر.. فنحن لن نترك اي فرد من آل مارتيني!!"
_
"لست بحاجة لكم! أستطيع إيجادها بنفسي وسأجدها اساسا!! ولكن.. فقط أود أن أعرف منكم، كيف لم يلمح أي أحد منكم دخول شخص غريب للقصر او خروج روسلين منه؟!" ، أجاب فاليريو أبيه بهذا وهو ينزل يده عن كتفه وقد كان يرمقهم وينقل انظاره بينهم بنظرات تُرديهم جميعا قتلة في لحظة واحدة! كان يود إفراغ غضبه الذي يحشره داخله كي لا يُرعب أمه التي لمح الدموع داخل مقلتيها حينما نظر لها ولكنه لا يستطيع.. الآن خوفه على روسلين أكبر من أي شيء آخر!! رأها تقترب منه بعدما مسحت دموعها التي ظنت أنه لم يراها وأمسكت يده الخشنة الكبيرة بين خاصتيها الصغيرة والمجعدة لتقول بعدها بنبرتها الناعمة المفعمة بالطمأنينة:"بُني يدخل الكثير من العاملين الى قصرنا كل يوم ونحن لا نحفظهم لذلك لن ندرك من الغريب الذي دخل بيننا!! بينما بخصوص روسلين فأنت تعرف أنه لا يكون موجودا في المنزل سواي انا واخواتك وفيرجينيا وزوجة عمك ونحن النساء نلتزم غرفنا حينما تكون انت والرجال في العمل،  يعني ان كانت قد خرجت حقا لن ندرك هذا!"
_
"وهل نحن حراسها الشخصيين لننتبه لها ونرى ان كانت قد خرجت ام لا؟ الواضح انها هربت ولاقت نتيجتها هربها!" ، كان هذا صوت فيرجينيا الساخر التي كانت تشعر بنشوة الانتصار داخلها.. اخيرا ستتخلص من روسلين وسيصبح فاليريو لها! ولكنها لم تكن تدرك أن فاليريو قد يحرق العالم كله ومن فيه فقط كي يجد شمسه!! ابتلعت ريقها بصعوبة بعدما لاحظت نظرات فاليريو القاتلة والتي تحوي بداخلها كل غضبه وثم انسحبت لخلف أبيها وكأنها تختبأ وقد لعنت نفسها بدل المرة ألف مرة لقولها هذا الكلام الغبي دون ان تدرك انها اشعلت فتيل غضبه مجددا
_
قرر فاليريو عدم إجابتها اولا احتراما لوجود أمه معهما وثانيا كي لا يفرغ غضبه المتكدس كله بها أمام أفراد عائلته فاكتفى بالاقتراب من أمه وتقبيل جبينها ثم سحب يده من يداها وانسحب بأكمله من بيننا مغادرا المنزل وبداخل عقله وافكاره يجري شيء واحد.. روسلين!!
_
~
_
ظلام! ظلام ظلام.. فقط ظلام!! لا أرى أي شيء! أشعر بيداي وقدماي مقيدتان على كرسي خشبي يصدر صوتا كلما تحركت بمكاني أحاول تخليص نفسي ولكن الحبل السميك كان فقط يجرحني!! أخذت اهمهم من تحت الشريط الملزق على فمي علّ احدا يسمعني.. يا إلهي أرجوك! لا أود أن أموت هنا ، لا أود ان أموت هكذا!!! أين أنا؟ ومن اخذني؟ ولماذا؟ هل فعلت شيئا لاحد؟ ما الذي يحدث؟ الكثير والكثير من الاسئلة داخل عقلي وكلها تبث الخوف بكياني مع هذا الظلام القوي الذي جعلني أشعر بالضيق الشديد.. انا أخاف الوحدة والظلام!
_
هدأت حركتي وتوقفت عن الهمهمة حينما سمعت صوت باب يُفتح وقد اصدر صريرا مزعجا ثم تلاه صوت اقدام كانت تعلو وتزداد فأدركت انها تقترب مني ، حاولت ان افهم ما يحدث من الحاسة الوحيدة التي استيعن بها الان وهي السمع ولكن عبثا!! ارتجف جسدي بأكمله حينما شعرت بيد تلتمس وجهي ثم ارتفعت نحو الغطاء الذي على عيناي لتخلعه فلم ارى سوى غباشا ، اغمضت عيناي واعدت فتحها لتضح الرؤية لدي ففتحتها على وسعها بفزع حينما رأيت وجها امام وجهي ذو عينان سوداء حادة وملامح تشي بالقسوة تعلوها ابتسامة صفراء شريرة وخبيثة
_
"تشرفت بمعرفتك سينيورة روسلين مارتيني! لا تفزعي واهدئي ، ما زال لدينا الكثير من الوقت لنقضيه معا" ، خرج صوته الذي كان أبشع من شكله وقد جعلت نبرته القشعريرة تسري بكامل جسدي ولكنني لم أرد أن اجعله يتأكد من خوفي فحولت نظراتي المفزوعة لاخرى غاضبة وحادة واخذت اتمتم من تحت اللاصق بعبارات شتم وقد استغللت عدم فهمه لها كي افرغ غضبي.. حينها رأيت ملامحه تنعقد بانزعاج وعدم فهم وهو يقول:"ماذا؟ لا افهمك سينيورة! هل تريدين قول شيء!؟"
_
سحب اللاصق عن فمي بعنف لاغمض عيناي بقوة محاولة كبت المي بسبب فعلته ثم فتحتها مجددا ولم انتظر للحظة حتى أطلق عليه كلامي المسموم:"من أنت ايها الحقير السافل؟ ماذا تريد مني؟ هل تظن أنك ستفلت بعملتك هذه؟ سيجدك فاليريو!! سيجدك ويقضي عليك ويدفنك حيا ايها العجوز السافل!!!"
_
أطلق ضحكة قوية بقهقهة وهو يسخر من كلامي بها فرمقته بحدة وقد ازداد غضبي بسبب استهزائه ثم جلس على الكرسي أمامي واضعا قدما فوق الاخرى ليمرر عيناه عليّ بطريقة خبيثة جعلتني ارتبك واتوتر ثم قال بسخرية لاذعة:"كم أنكِ ساذجة سينيورة! لا لا أنتِ حمقاء وغبية!! هل حقا تظنين ان فاليريو سيأتي لانقاذك؟ يؤسفني أن اخبرك بأنكِ الآن في مكان لا يخطر على بال الشيطان حتى! ولحين وصول فاليريو لك سأكون قد اخذت ما أريد!!"
_
لم اتحمل نظراته المنحرفة لجسدي ومفاتني فجمعت كل ريقي وبصقت بوجهه دون أن ترمش عيناي او أن اخاف من رجاله الذين ادركت الآن أنهم معنا! بصقت بوجهه وعيناي تكاد تخرجان من محجرهما لكثرة غضبي وانفعالي ثم أردفت بغضب وصراخ:"بأحلامك ان تلمسني ايها اللعين!! ستموت حتى قبل ان تفكر بهذا! فاليريو لن يتركك حيا"
_
لا أدري لماذا اكرر ذكر فاليريو ولكنه كان الوحيد الذي يشعرني بالامان! أستطيع ان ادرك جيدا ان هذا الحقير قد اخبره انني بقبضته.. يعني أن فاليريو الآن بالتأكيد يقلب إيطاليا رأسا على عقب كي يجدني!! هذه الفكرة جعلتني ابتسم بانتصار وفخر وقد اثارت ابتسامتي هذه استغراب هذا الحقير بعد ان مسح لعابي عن وجهه ولكنني سرعان ما محوت تلك الابتسامة حينما رأيته يندفع نحوي ويحكم قبضته على شعري بعنف جعلني اتأوه لا اراديا ثم رفع رأسي نحوه واقترب مني هامسا بجانب اذني بصوت اشبه بفحيح الأفاعي:"صدقيني ان قتلتك الآن ودفنتك في مكانك لن يجدك هذا المدعو فاليريو قبل ان تتعفن جثتك وتأكلها الحشرات والافاعي! لذا إياك ان تختبري صبري ايتها الجميلة ، فأنا بحاجتك على قيد الحياة لفترة من الزمن!"
_
أفلت شعري دافعا رأسي بيده بعنف شديد ورغم شعوري العارم بالخوف إلا أنني وكما تعرفون لن استسلم أمامه واظهر ضعفي بكل سهولة فليست روسلين من تستسلم! أطلقت ضحكةً ساخرة خفيفة وانا ارفع رأسي بهدوء ثم نظرت له وانا ابتسم باستفزاز بعد ان اوقفت ضحكتي لاقول له:"سأستمتع بمشاهدتك بينما يقوم فاليريو بتقطيع جثتك لأشلاء!"
_
بهذه الجملة البسيطة فقط استطعت ان أرى كمّ الغضب الذي اعتمر بداخله وظهر من خلال نظرات عيناه ، فقد كان يرمقني بحدة شديدة وشد قبضة يده بعنف لدرجة أن عروقه قد برزت لاضحك مجددا مستمرة بسخريتي وانا اقول:"هدأ من روعك يا رجل! لا تقلق سأطلب منه ان لا يكون رحيما معك ابدا!!" ، نبست بهذا بقوة نابعة من داخلي لم أكن أدرك من أين قد أتت ولكنها اعجبتني! روسلين بينسي مارتيني لا تستسلم بسهولة ولا أحد يسلم من لساني السليط حتى ولو كان قلبي يكاد ينخلع من مكانه خوفا!!!
_
رأيته يشير بعيناه لاحد رجاله نحوي فالتفت له فورا وتأهبت إذ أنه اقترب وبيده لاصق اخر كي يغلق فمي ولكن قبل ان يفعل عضضت ذراعه بكل قوتي جاعلةً منه يصرخ بشدة من الألم وبقيت اتشبث باسناني الفتّاكة به وكأنني سأقتلع جلده ليقترب مني رجلان ويسحبانني مبعدين اياي عنه لانظر الى يده واذ انها تنزف من عضتي.. اطلقت ضحكة ساخرة بقوة ثم لعقت شفتاي ابللها بعد هذا المجهود الذي بذلته لالتفت مجددا نحو ذاك الرجل وقلت له باستهزاء:"أظن أن رجالك جُبناء مثلك! أنت ترتجف خوفا بداخلك من فاليريو وهم خافوا من مجرد عضة!! يا إلهي يبدو أنني سأستمتع كثيرا هنا معكم يا رجال"

Mafia Game __ لعبة المافياWhere stories live. Discover now