05

33 7 48
                                    

°°°

تَوجه هارلِن بِعجل نحوَّ طَابق صَديقهُ، تَوقف فِي المَمر مُحدقًا بِعشوائية لِزحمة الطُلاب مَا بَعد الراحَة. لقدّ عثَر عليهَ، خطَى بِعجل مُحدقًا بِصديقه لِكي لَا يفقدّ أثرهُ، وَ قدّ كانَ مُطأطأ الرأسِ مُخفيًا حِدقتيه بِغرتهُ.

أمسَك يدهُ وَ هُنا تَوقف المعنيُّ مُحدقًا بِه بِقليل الصَدمة، سُرعان مَا أزالها مُشيحًا وجههُ عنهُ نابسًا بِهدوء "أتُريد أمرًا؟ لاحقًا سَنتحدث، سَأتأخر عَلى الحِصة!" عقدَ الأصهبّ حاجبيهُ بِضيق؛ فصديقهُ يَتهرب منهُ بِوضوح!

سحبهُ جانبًا بعيدًا عنّ زحمةُ الطُلاب، أومَأ نفيًا نابسًا بِتساؤل "لِما كذبتّ بِشأن ذهابَك لِلحمام؟!" حدقّ بِحدقتيه بِهدوء مُنتظرًا إجابتهُ، يُريد إجابة واضِحة مِن دونَ كذِب.

تَنهد المعنيُّ داخليًا مُجيبًا بِهدوء "لمّ أكذب، ذهبتُ لِلحمام بِالفعل بَعد ذلك ذهبتُ لِفصلي" أزَال غرتهُ مِن مَرأى حِدقتيه مُكملاً بِأبتسامة "لِما الأهتِمام فجأةً يَا رأس التُفاحة؟ هَل غلبَك الشوقّ لأختِفائي لِبضع دقائِق؟!"

"فَقط أردتُ... لَا يُهم، أرَاك لاحقًا"

"أنتّ، بِجدية مَاذا أردتّ؟ لِما تَرمي الألغاز وَ تَرحل؟!"

تَجاهلهُ الأصهب عائدًا لِفصله، أمَّا كارلوسّ فلقدّ كوّر قِبضتيه بِضيق مُتجهًا نحوَ فصلهُ، أرادَ مَعرفة خطبهُ لأنهُ مِن الغريبّ أنّ يُناديه بِلقبهُ وَ لمّ يَغضب! وصَل هارلِن لِفصلهُ دالفًا لِلداخل.

تَوقف أمَام المُعلم نابسًا بِهدوء "لقدّ كُنت..." بَتر مُعلم التَاريخ حديثهُ نابسًا بِهدوء "تَفضل، لقدّ أخبَرني آلبرتّ لِذهابك لِعيادة المَدرسة" أومَأ بِتفهم مُتجهًا نحوَّ مِقعدهُ، جلسَ عَلى كُرسيه مُريحًا رأسهُ عَلى الطَاولة وَ الأستِياء يُغلفه.

"ألَا يُوجد كلمَة شُكرًا؟ كُدت سَتطرد لولَا إنقاذي لَك بِكذبة!"

"أشكرك"

"أينَ ذهبتّ بِهذه السُرعة؟"

"عِند كارلوسّ، سَألته عنّ عدمّ قدومهُ، لقدّ كانَ بِالفعل عِند فصلهُ"

"أخبَرتك مُنذ البِداية وَ لكنكَ لمّ تُصدقني!"

أومَأ بِتفهم مُكملاً إراحَة رأسهُ عَلى الطَاولة بِرأس مليءُ بِالأفكار، يُريد مَعرفة لِما يَكذب؟ أهُنالك مَا يُضايقه؟ كانَ هارلِن وَ بِكُل بَساطة يَستطيع أنّ يُخبره بِأنهُ بِالفعل ذهبَ لفصلهُ وَ لكنهُ لمّ يُرد. فمِن الواضِح إنهُ يُخفي أمرًا مَا عنهمّ! رفعَ رأسهُ مُلتقطًا قارورة المَاء مُتنهدًا بِسؤم. يَجب عليهِ أنّ يَعلم مَا خَطب صَديقهُ وَ لوّ أضطَر لِحبسه لِكي يَتحدث!

°°°

عَاد آلبرتّ لِلقصر بَعد يومٍ دِراسي طَويل، أستَلقى عَلى السَرير بِأهمال بِجسد مُرهق، يُريد أنّ يُهمل كُل روتينِه وَ يَحظى بِغفوة صَغيرة، حُلم صَغير مِن المُحال أنّ يَتحقق! عَاد لِواقعه مُتوجهًا لِلحمام لِكي يُعيد شَحن جسدهُ بالأستِحمام. خرجَ مِن الحمّام بعدمَا أنتَهى، أرتَدى كنزةٍ ثَقيلة بِلون البُندق مَع بَنطلون بِذات اللونِ. بَعثر شعرهُ بِعشوائية تاركًا خُصلات شعرهُ مُنسدلة.

| مِن الصِفر |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن