06

37 7 21
                                    

°°°


وصَل هارلِن لِلموقع وَ قدّ كانتّ حديقةٍ هادِئة بعيدةً عنّ ضَجيج المَدينة، بَحث بِحدقتيه عنّ كارلوسّ لِفترة وَ لمّ يَعثر عليهِ، سُرعان مَا سَقط قلبهُ بِذعر عندمَا أستَشعر إمسَاك أحدهم لِكتفه، ألتَف لِلخلف بِعجل مُحدقًا بِهوية الشَخص وَ قدّ كانَ كارلوسّ، مسحَ عَلى قلبهُ نابسًا بِأستنكار "هلّ إبتَلع القِط لِسانك؟ نادنِي بِأسمي! تُمسكني وَ كأنكَ خاطِف!"

ضَحك المعنيُّ مُجيبًا بِأستمتاع "أُريد أنّ أعيشّ جوّ المُسلسلات" قلبَّ الأصهبّ حَدقتيه نابسًا بِأستنكار "حتَى مَلابِسك وَ كأنَك خاطِف! لِما تُخفي وجهكَ بِكمامة وَ تَرتدي قُبعة؟!" جلسَا الأثنَان عَلى كُرسي طَويل مُجيبًا بِهدوء "لَأ أُريد أنّ يَتعرف عليَّ أحدّ، السببّ؟ لَا يُوجد سببٌ" أومَأ بِتفهم نابسًا بِتذمر "أذهبّ وَ أشتري لِي قهوة، جسدِي حرفيًا سَيتجمد!"

أخرجَ هارلِن المَال مِن جيبهُ مُعطيًا لِكارلوسّ، وقفَ ذاتَ حِدقتي الُكمثرى رافضًا المَال، نبسَ بِتساؤل "قهوةٍ سَادة أمّ لاتِيه؟" رحلَ كارلوسّ بعدمَا أختَار قهوةٍ سَادة مِن دونِ سُكر، أخذَ يُحدق بِالأطفال وَ همّ يَركضون بِأستمتاع لِلعب كرةِ القَدم.

إنهمّ مُشرقِين لِلغاية، يَلعبون بِسعادة وَ كأنهمّ خاليينّ مِن الهُموم، يُريد أنّ يَكون مِثلهم وَ لكنّ صَفعات الحيَاة التِي وجّهتها لهُ جعلتهُ بِهذه الشخصِية. التَنمر وَ الأهانَات الذِي واجهَها مُنذ صِغره بِشأن يَده رسَمت شُروخٍ عَلى قلبهُ!

تَصاعد دُخان القهوةِ أمامهُ أخرجتهُ مِن شَريط ذِكرياته، ألتقطهَا نابسًا بِهدوء "شُكرًا" جلسّ كارلّ بِجانبهُ مُرتشفًا مِن كوبِ لاتِيه خاصتهُ، نبسَ بِهدوء "لَازلتُ مُتعجب لِطلبك لِرؤيتي! بَدأتُ أُصدق إنَك تَفتقد إزعاجي بِالفعل" ألقَى المعنيُّ نَظرة حادَة مُجيبًا بِتذمر "وَ لِما أفتقدّ إزعاجَك، أُريد أنّ أتحدثّ معكّ" وضَع المعنيُّ كوبَ قهوتهِ جانبًا نابسًا بِهدوء "عنّ مَاذا؟ عنّ آلبرتّ؟"

تَنهد المعنيُّ بِأستياء، تَقابلت حِدقتيهما نابسًا بِهدوء "كارلّ، أصبَح لنَا ثَلاث سِنين وَ نحنُ أصدِقاء، لَا أذكُر فِي هذهِ السِنين إنكَ شَاركت مَا يُضايقك! أوّ هواجسَك!" ضَحك المعنيُّ بِخفة مُجيبًا بِأبتسامة "لأنهُ وَ بِبساطة لَا أملُك، حيَاتي كمَا يَقولوا فِي القِصص ورديةٍ بِالكامل، لَا أملُك مَا يُؤرقني أوّ مَخاوف أعيشُها مساءً، يَا رأس التُفاحة مَابالك أصبحتَ عاطِفي فجأةً؟"

"حسنًا إذًا، لِما بَكيت اليومّ بَعد رحيلكّ مِن عندنَا؟"

"لمّ أبكِي! مِن أخبَرك إنِّي بَكي..."

"كفاكّ كذبًا!" صَرخها هارلِن بِحدة، وقفَ أمامهُ مُكملاً بِحدة "ذهبتُ خلفكَ لِلحمام وَ لمّ أرك! ذهبتُ لِأبحث عنكّ فِي فصَلك وَ لمّ أعثُر عَليك! في نِهاية الراحةِ عِندمَا تَحدثنَا لقدّ رأيتُ حِدقتيك مُحمرة! إلَى مَتى سَتستمر بِالكذب وَ إخفَاء مَشاعرك؟!" طَأطأ المعنيُّ رأسهُ قابضًا عَلى كوبهُ بِقوة.

| مِن الصِفر |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن