مشروع "قصة من الجانب الآخر" كان حلقة سابقة في البودكاست الذي حذفته
ارتأيت أن الحلقة أمتع قراءةً منها كاستماع، لذا فهي هاهنا كما كتبتها دون تعديل...
بسم الله أبدأ...
........
هذه الحلقة مُهداة إلى أرض، إلى شعب، إلى تاريخ... ساعدني لأكون إنسانًا.
والآن... بسم الله نبدأ.
لنكون على بيّنة عن طبيعة البحر قبل أن نغطس فيه، الحلقة ستكون طويلة بعض الشيء، هي عبارة عن خمس مقابلات مع شخصيات مختلفة، هذه الشخصيات سمعتم عنها ولم تسمعوا منها، فـ... في هذه الحلقة أتحنا الفرصة لهذه الشخصيات لتتكلم، وتحكي لنا القصة من الجانب الآخر... وأنا بدوري سأقوم بتزويد المستمعين بملخص بسيط عن القصة المحكية لنا سابقًا، وللشخصية المستضافة سرد القصة من جهتها هي و...
-تقصدين سرد القصة الحقيقية!
-هههههه ليس بالضرورة، للمستمعين الحكم في هذا، فكما ترى أنت أن الحقيقة فيما ستحكي، يرى أيسوب (والذي نقل قصتك) أن الحقيقة في ما حكى... ومعذرة للمستمعين فـلفرط عجلة الضيف (السريع) لم أستطع التعريف به قبل أن يتكلم... أول ضيف لهذه الحلقة هو الأرنب من القصة الشهيرة The tortoise and the hare أو كما نُقلت لنا بالعربية (الأرنب والسلحفاة). هي قصة تُنسب إلى مجموعة خرافات ايسوب، Aesop's Fables ، ايسوب كان قاصًّا من فئة العبيد في اليونان القديمة بين الأعوام 600 و 500 قبل الميلاد، وتُنسب له العديد من القصص الخرافية مثل الراعي والذئب، الثعلب والعنب، الذئب والحِملان، الوزة التي تبيض ذهبًا! ومن ضمن هذه القصص بالأخص قصة رقم 226، الأرنب والسلحفاة. والآن سيد أرنب، هل تسمح لي بسرد القصة كما حكاها أيسوب دون ان تقاطعني أو تنفعل؟ أتفهم جيدًا كم أنك عاطفي تجاه ما حصل ولكن من حق المستمعين أن يعرفوا الوجهين للقصة، ألا تتفق؟
-بلى بلى، لا بأس سأتحكم بانفعالاتي ما استطعت ولن أقاطع، ولكن لي وقتي بعد انتهائك!
-بالتأكيد وإلا لما طلبت منك المجيء، المُهم، تقول القصة أنه كان هناك أرنب مغرور بعض الشيء ومتعجرف تجاه من لا يجارون سرعته، ومر ذات مرةٍ على سلحفاة عايرها ببطئها، فاستشاطت السلحفاة غيظًا من تصرفات الأرنب وتحدته في سباق شهده أهل الغابة جميعًا، وفي يوم السباق كان الأرنب غالبًا في البداية ولكنه قرر أن يرتاح لدى انتصاف المسافة ظنًا منه أن السلحفاة ستتعب ولن تكمل السباق، وهي أصلًا ليست ندًا له... وبالفعل ينام الأرنب في المنتصف وتثابر السلحفاة حتى النهاية ويستيقظ الأرنب مفجوعًا بتقدم السلحفاة غير المتوقع وتربح السلحفاة السباق. حان الوقت الآن لنسمع القصة من جهة الأرنب، تفضل عزيزي.
-اههه، كانت ذكريات تلك الغابة رائعة قبل السباق الـلعـ....
-أأه! اتفقنا ألا نشتم...
-حسنًا حسنًا... لأخبرك أولًا عن الشكل الكامل لهيكلة الغابة في ذلك الوقت... كان لدينا ملك للغابة وحراس ووزراء ومخبرون ورعيّة، ولأني من أسرع الحيوانات كنت في فئة الحرّاس، أجوب أطراف الغابة وأخبرهم على وجه السرعة عن الأخطار المحدقة إن هي اقتربت ليتصرف أولوا الشأن. وذات يوم بينا أنا أؤدي واجبي مرّت السلحفاة علي وكنت أقطع مسافة كاملة ذهابًا وإيابًا وهي لم تتقدم شبرين! فأصيبت بحساسية من هذا الموضوع وشتمتني! فرددت أنا الشتيمة بأخرى وظللنا هكذا حتى اجتاحني الغضب وتجرأت على الحدود الغابيّة وعايرت السلحفاة بشكل أقدامها
-اسمح لي لكن ما قصة الحدود الغابيّة؟
-أوه، إنها حدود وضعها ملك الغابة لكي نستطيع التعايش معًا كـحيوانات مختلفة، فـ ملك الغابة كان يقدّر أن لكل منا كيانًا ولا أحد يختار ضمن أي فصيلة يولد، فمنعنا من معايرة بعضنا بأشكالنا لنحترم الكيان ولا نعير بالًا للفصيلة
-ولكنه مع ذلك وكّل المهام في الغابة حسب الأصناف
-امممم... مضرة صغيرة مقابل منفعة عظيمة، تعرفين... والآن لأكمل... عايرت السلحفاة بشكل أقدامها فـ فُجِعت لاجتيازي ذلك الحد وتحت تأثير نوبة غضب تحدتني في سباق... ما كان علي أن أوافق ولكن حصل ما حصل.. وافقت وعلم كل أهل الغاب وصار حدثًا منتظرًا لتلك الفترة... لم أتدرب، لم أتعب نفسي؛ ففوزي كان مضمونًا حتى ولو كنت مصابًا في إحدى قدميّ! ما بالك وأنا سليم معافى!
قبل يوم السباق لم أنم جيدًا، كنت أؤدي واجبي في الحراسة، ولأن السباق سيأخذ وقت قيلولتي المعتادة قبل أن أعود للعمل مجددًا نمت في منتصفه، لتكون تلك أسوأ قيلولة أخذتها في حياتي!
-وحصل ما في قصة ايسوب
-نعم، ولكن ما لم يخبركم به ايسوب ما الذي حدث بعد السباق... بعدما غلبتني السلحفاة في السباق توّجها ملك الغابة في وظيفتي، حذرته من التبعات لكنه لم ينصت لي، وبتُّ من الرعية بدل أن أكون حارسًا... و في يوم من الأيام كنت أتمشى في أطراف الغابة ولمحت حريقًا ضاريًا يقترب منّا فـ... هربت
-ولم تخبر أهل الغابة؟
-هه! السلحفاة هي من تحرسهم، من واجبها هي أن تخبرهم... إن استطاعت أن تصل قبل أن تشويها النار بالطبع!
-آآآآآمم.... وماذا حدث؟
-كما المتوقع... احترقت الغابة وفرّ من يستطيع الفرار ومات الكثير من الحيوانات جرّاء ذلك الحريق. أما عني فقد ارتحلت إلى غابة أخرى وأصبحت حارسها الوفي بالطبع! وعندما أحالوني من وظيفتي بحجة أني كبرت في السن وهناك أرنب أصغر يريد أن يشغر الوظيفة، تركتها...
ولكن كما المتوقع لا أحد يجيد الحراسة كما أجيد... في أول أسبوع من توظيف الأرنب الآخر شب حريق في الغابة واستطعت الهرب بفطنتي ولياقتي! مات كثيرون في الغابة الأخرى وانتقلت إلى الغابة المجاورة... لكنهم لم يقبلوني في الحراسة!
-دعني أحزر... احترقت تلك الغابة أيضًا؟
-هههههههههه يا لفطنتك!
-لست فطينة صدقني، لكني أسمع ما وراء الكلام... حسنًا سيد أرنب شكرًا لك إذ حضرت، و... أعزائي المستمعين، سمعتم القصة من جهته، ولكم الحكم في أي صف تكونون.