الفصل الأخير
ستظل انت الحبيب والطبيب ولقلبي قريب، ستظل أنت العوض والسند والدواء لكل مرض، ستظل أنت رمزا للوفاء وانتهاء السقاء، ستظل دائما وأبدا أبي وأخي وملاذي وطريق إنقاذي.
دلو من الثلج في شتاء يناير وقع على جسدها مما جعلها تقشعر هذا هو ما شعرت به ولاء عند سماعها لتلك الكلمات.
أشارت لنفسها وقالت: بتحب مين؟! بتحبني أنا!
إبتسم على هيئتها رغم إشفاقه عليها وقال: أيوة، بحبك إنت وعايزك إنت وهتبقي مراتي أنت عشان هتجوزك إنت لأنك جننتيني إنت يابلائي إنت وربنا يصبرتي عليكي إنت.
هل تحلم، نعم هي تحلم كالعادة .
ظلت تهز رأسها يمينا ويسارا وتقول بصوت خافت ولكن وصل إليه: لا ماهو مش كل يوم أحلم حلم شكل، أبتسمت بهيام وقالت: بس الصراحة النهاردة الحلم غير.
ضحك بقوة وهو يقول: عشان المرة دى الحلم حقيقة.
إقترب منها بخبث وقال: تحبي أبوسك عشان تصدقي.
شهقت بقوة وهى تقول: ياقليل الأدب.
فتح عيناه بإندهاش وقال: هو ده مفهومك عن قلة الأدب، لااا داحنا شكلنا هنتعب مع بعض جاامد .
هربت من أمامه وهى تكاد أن تموت خجلا.
إقترب كريم منه. هو يصفق بشدة ويقول : لا معلم ابن معلم دانا نفسي معرفتش وربنا.
أكمل بسخرية: قال وأنا اللى جاي ألحقك قبل ما تعمل مصيبة فى البنيه الغلبانة لقيتك ثبتها بكلمتين لدرجة انى كنت عايز أقولك إن أنا ككريم أتأثرت.
لكزه ولاء بقوة وهو يقول بضيق: إنت هنا من إمتي يازفت؟
ضحك كريم بقوة وقال: لاااا متعدش د من بدري قوووى.
إقترب منه كريم بجدية وقال: مبروك ياصاحبي، متعرفش أنا فرحتلك إزاي بس دلوقت فيه مشكله!
سأله ولاء بترقب: مشكلة إيه دى؟
ضحك كريم وقال: هنقول للمأذون أيه وهو بيكتب الكتاب، هنقوله ولاء محمود مرسي بيتجوز ولاء محمود مرسي أهى دى بقه هتبقي حديث الموسم بجد.
ركض كريم بقوة عندما وجد ولاء يركض خلفه حتي يتمكن منه بعد كلماته تلك .
كانت السعادة تحاوط الجميع، فالحب يشفي القلوب العليلة.
أتت عطلة نهاية الأسبوع عادت ولاء لمنزلها لتخبر والدتها بما حدث تحت نظرات الفرح من الجميع.
إختضنتها والدتها وإخوتها بشدة.
بكت والدتها بقوة وهى تقول بسعادة: طول عمري عارفة إن ربنا هيعوضك أحلى عوض لأنك شيلتي معايا من صغرك وكنت فعلا بنت بميت راجل.
ظل الجميع يرقصن بسعادة حتى أتى المساء فكان موعد ولاء والذى صمم أنه سيكون بنفس يوم عودتها فهو لن يستطيع الصبر أكثر من ذلك.
إتصلت والدة ولاء بعماتها وأخبرتهم لكي يأتوا دون ذكر اى تفاصيل لهم، ورغم إعتراض بناتها ولكنها أخبرتهم أن مافعلته هو الصواب حتى لا يلوم احد عليها.
تحضرت ولاء وكانت معها غيداء والتى تمت خطبتها على حسام وتعيش معه أسعد أيامها وكذلك إخوتها وسام ووئام.
تجلس بتوتر وتكاد تذوب من الخجل. دخلت عليها عمتها وقالت: إيه يا ولاء أمال العريس مجاش يعنى مش معاده سبعة برضه والساعة دلوقت سبعة وربع.
إقتربت منها وسلم وقالت بكبر: معلش ياعمتوا هتلاقيهم مش لاقيين مكان لركنة العربيات بتاعتهم.
شعرت عمتها بالغيظ وقالت: عربيات بيه إن شاء الله، إوعي تكوني ؤفضتي إبني ياست ولاء عشان فى النهاية تتجوزي سواق فى الموقف.
ضحكت الفتيات جميعا وردت غيداء تلك المرة وقالت أكيد : سواق إيه ياطنط، د عريس ولاء يبقى صاحب الشركة اللى احنا بنشتغل فيها.
أجابتها عمتها بضجر: ااااه يعني راجل كبير فى السن، وماله أهو ضل راجل ولا ضل حيطة، أمتل يعنى مين اللى كان هيرضى بيها بعد ماكبرت كده.
كادت أن ترد عليها وسام ولكن رن جرس الباب فغمزت ولاء لأخواتها وقالت: روحوا إفتحوا يابنات.
فهمن عليها ولم يردوا على كلام عمتهم حتى يروا الصدمة على وجهها عند معرفة من هو العريس؟!
جلس الجميع بالصالون وكان ولاء على أحر من الجمر ليرى ولاء فهو قد إشتاقها حد الجنون رغم أنه من اوصلها صباحا بعد إلحاح منه فوافقت على أن يركض معهم غيداء وحسام وقد كان.
أما والدته تسنيم فهي تشعر بالفرحة لرؤية إبنها بتلك السعادة فكل مايهمها هى ووالده أن يرزقه من تعشقه وتصونه، وكذلك أخيه عاصم وصديقي كريم.
رحبت بهم هبة والدة ولاء بشدة وكذلك دخلت عمتها والتي وجدت شبابا جالسين ولكنها لم تعلم أيهم العريس مما جعبخا تشعر بالإحباط عند رؤيتهم ورؤية هيئتهم والتي تدل على الإرتياح المادي الشديد.
تحدثت تسنيم بسعاددة وقالت: إذا كانت الأم بالجمال ده يبقى أكيد عروستنا قمر.
إبتسمت هبة وقد شعرت بالإرتياح لهم، فهى كان بداخلخا تخوف ان تكون عائلته غير موافقة على أبنتها وذلك الفرق بينهم وقالت بسعادة: دى عيونك هي اللى جميلة وكمان إحنا هنيجي في حضرتك فين بس.
إعترضت تسنيم وقالت: بلا حضرتك إيه أنا اسمي تسنيم وبس وكمان إحنا هنبقى أهل ولا إيه يامحمود .
أبتسم محمود وقال: أكيد طبعا وكمان أنا بعتذر عن التأخير لأني تعبت شويه.
صباح ولاء بنفاذ صبر: تمام خلصنا كلام فين بقى ولاء ماتنادوها ياجماعة
ضحك كريم عليه وقال: جرا ايه ياعريس دى قراية فاتحه أمال فى الدخله هتعمل أيه؟!
ضحك الجميع عليه فرد ولاء وقال: ده عشان انت لسه ياخويا مجربتش ياحلو.
دخلت غيداء وبعدها وسام ووئام ،فنظر كريم إلى وسام وقال بإعجاب: شكلي كده هحصلك قريب.
لكزه ولاء وقال: إحارم نفسك يازفت أنت، ثم نظر لأخيه عاصمة فوجده ينظر لوئام يإعجاب فصاح به هو الآخر وقال: جرا ايه منك له هو أنا جاى عشان أخطب ولا تتنيلوا انتوا وتقعولي على بوزكوا.
اقترب منه عاصمة وقال: وحياة والدك ياشيخ اخطبلنا كلنا.
صباح به ولاء بنفاذ صبر وقال: دى لسه فى ثانويه ياخفيف.
فرح عاصم وقال: حلو وانا فى الجامعه يعنى فرق مناسب ، إن شاء الله هنبقى سلايف.
ضربه ولاء وقال: سلايف مين ياحمار إتلهي.
إقترب منه كريم وقال: وانا كمان معاكم فى السلايف وأظن أنها كبيره صح.
ضرب ولاء رأسه بريده وقال أنا وقعت بين إتنين مجاني وربنا.
كانت عمتهم تشعر بالنيران تتآكلها من نظرات الشباب لبنات أخيها وكذلك ذلك العريس الثري وعلى من كانت اتنمى عليها كلما رآتها لتنقص منها.
دخلت ولاء وهى تحمل القهوة على إستحياء فنهض ولاء ليأخذها منها .
سلمت على الجميع واحتضنتها تسنيم بشدة وهي تقول : الصراحة عندك حق يا ولاء متصبرش .
شعرت ولاء بالخجل وهى تقول: شكرا ياطنط.
تحدث ولاء وقال : طب العرروسة وحضرت واحنا كلنا موجودين نقرا الفاتحة بقى والخطوبه يكرة والفرح كمان شهر.
نظر إليه الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، أما ولاء فكانت اود أن تنشق الأرض وتبتلعها، أما الفتيات فكتمن ضحكاتهن على تسرعه.
لكزه كريم وقال: جرا إيه ياولاء، بالراحة شوية مش كدة.
تحدثت عمتها وقالت بتشفي وكأنها وجدت الشئ الذى سينهى تلك الخطبة: هو ايه سلق بيض ولا انتوا مستقليين بينا، لااااا إحنا صحيح على قد حالنا ويمكن ولاد أخويا حالهم أقل وولاء كانت بتشتغل من صغرها وأمها كانت بتطبخ وتبيع بس مش كده يعني.
إغرورقت عينا ولاء بالدموع وكادت ان ترد هبه عليها ولكن تسنيم هي من ردت وقالت: ومين قال أننا مستقليين بيهم ، بالعكس دول يشرفوا أى عيلة، كفاية انهم ممدوش أيدهم لحد ومدام هبه طلعت 3 وردات زى الفل.
أكملت بسعادة: كل الحكاية إن عريسنا مستعجل والحقيقة عنده حق لأن بعد كلامك ده أنا اتطمنت عليه إن لو لا قدر الله حصل لشغله حاجه مراته هتفضل فى ضهره لأنها بميت راجل.
نظرت ولاء إليها بإمتنان وكذلك والدتها وإخوتها، أما عمتها فابتلعت باقي كلامها والتي كانت تريد أن تبثه فيهم، ولكن كيف لها التصديق لتلك العائلة.
بعد مرور عام ونصف يتجمع الجميع بالمشفى فاليوم هو ولادة ولاء لمولودها الأول.
ظل ولاء يأخذ النمر ذهابا وجيئة حتى إقترب منه كريم وقال : إهدى إن شاء الله هتقوم بالسلامة هى والنونو.
اومأ له دون كلام، إقتربت منه والدته وهي تقول: ياحبيبي إقعد شويه دانت بقالك شهر منمتش وقاعد بولاء بسبب تعبها.
نظر إليها وقال بتخوف: خائف ياماما يحصلها حاجة، انت عارفه إن كان حملها صعب، أنا مش عايز غيرها ياماما عايزها هي وبس.
ربنا على يده وقالت: انت عارف اني بحب ولاء وحبيتها أكتر لما اتجوزتوا وصممت إنها تقعد معانا ومتقعدش لوحدها وقد ايه هي بنت أصول وكانت بتراعي لايك أكار مني أنا شخصيا، حتى عاصم أخوك بيحكيلها كل اسراره أكنها أخته.
أكملت بسعادة: طب تصدق أكتر حاجة فرحتني إن عاصم عايز يخطب وئام، خاصة بقه بعد ما كريم خطب وسام ومبسوطة أكتر من خبرة عاصم مع وئام وهي مش راضية تديه ريق حلو.
ضحكت بقوة وقالت بتشفي: خليها تربيه عشان أنا معرفتش أربيه.
أمسكت يده وقالت: أنا كل ما افتكر منظر عمتهم وكريم بيطلب إيد وسام اموت من الضحك؛ كان هيجيلها جلطة ولما بقه تعرف كمان أن عاصم عايز يخطب وئام ساعتها تموت وتريحنا.
ضحك ولاء بقوة وقال: فعلا ست فظيعة ربنا يعافينا.
جاءت هبة مهرولة وهى تقول بفرحة: مبرووووك يا ابو محمود ولاء ولدت والمولود اخدوه على الحضان.
إقترب منها ولاء بسعادة وقال: بجد، طب وولاء عامله إيه؟
أجابته بسعادة وقالت: بيقولوا ربع ساعة وتطلع على اوضتها.
إحتضنها ولاء بقوة وهو يقول : مبروووك يا أحلى تيته فى الدنيا.
بعد مرور بعض الوقت وبغرفة ولاء يجلس الجميع بفرحة لذلك الوافد الجديد.
يحمله جده بحب ويقول: حبيب جده ياناس، محمود الصغنن القمر.
أما ولاء فممسك بيد زوجته ولاء مقبلا رأسها ثم بعدها وقال: حمدالله على السلامة، متعرفيش كنت قلقان إزاي.
نظرت إليه بحب وقالت: شفت محمود الصغير.
نظر إليها بعشق وقال: أطمن على قلبي الأول وبعد كده أبقى أطمن على النونو.
سألته بسعادة: يعنى أنا اهم؟!
أجابها بعشق: أكييد طبعا، إنت الفرحة اللى دخلت حياتي وغيرتها، انت القلب الكبير اللى خلاني أحس إنى مكانش ليا لازمة فى الحياة غير لما شفتك وحبيتك.
نظر لعيناها وقال: بحبك يا ولائي.
نادى والده وقال: ولاء.
أجابه كلاهما بصوت واحد: نعم
ضحك الجميع عليهم وقال كريم: بصوت إمتوا حد فيكم يغير إسمه بدل الحيرة دي.
نظر ولاء الى زوجته وقال: دانا محبتش إسمي غير عشان خاطرها هي.
تمت
سلوى عليبه
أنت تقرأ
نوڤيلا ولائي وكبريائي
Lãng mạnرومانسي تقابلا قدرا لكي يجتمع قلبيهما بعد أن تشابهت أسماءهما رغم أنها ولاء أنثى وهو أيضا ولاء ذكر. فيختلط الأمر ويتهمها بالغش وإستغلال إسمه وهو لايعلم أن اسمها يتشابه مع اسمه ثلاثيا لتتكون تلك المواقف بينهما خاصة وهى تعمل لدية بشركة الهندسة الخاصة...