الفصل الثاني

1.2K 46 20
                                    

الفصل الثاني
ولائي وكبريائي
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
ما اقدارنا إلا كخط مستقيم نمشي عليه ولا نحيد مهما حاولنا الإعتراض فلن نغير شيئا، بل سيكون إعتراضنا ماهو إلا طريق آخر لقدرنا لنقترب منه أكثر وأكثر.
تجلس ولاء وغيداء وهما يشعران بالإندهاش الشديد، إقتربت غيداء منها وقالت: بت يالولو هو الراجل ده إترعب لما سمع الإسم ليه؟
تحدثت ولاء بإندهاش وقالت: وربنا ما أعرف، ثم اعتدلت بجلستها وقالت بفخر: بس عمومًا يابنتي أنا كده ليا هيبة لما أدخل أى مكان بس أنا مبحبش أتكلم عن نفسي.
ضربتها غيداء على رأسها وهى تقول بنزق: ياشيخه إتلهي جاتك خيبة.
تحدثت ولاء بسخرية وقالت: طول عمرك بتحبطيني كده، وعلى العموم المهم إننا ناكل وخلاص وعمومًا هى دى أول مرة وآخر مرة بإذن الله.
مثلت البكاء وهى تنظر لقائمة الاسعار وتقول: أنا إيه اللى خلاني أنسحب من لساني وأقول إنى هعزمك هنا، أنا واحدة كحيانة يبقى إيه لزمته الفشخرة الكدابة دي.
إنتهت كلتاهما من وجبة غدائمها واتجهتا للخروج عند دخول كلًا من كريم وولاء لتناول الغداء بذات المطعم المعروف به كريم وبشدة.
كانتا تضحكان بقوة وولاء تلقي الإفيهات كالعادة على مسامع غيداء والتي تضحكها بشدة.
تضحك ولاء بشدة غير منتبهة لمن يدخل حتى إصطدمت بشخص ما، إستدارت كي توبخه فوجدته المهندس كريم والذي قام معها بعمل المقابلة أثناء العمل، شعرت بالخجل الشديد وقالت بأدب:  آسفه ياباشمهندس.
إبتسم بهدوء وقال: ولا يهمك يابشمهندسة، أكمل برقي: إتفضلوا معانا الغدا.
إبتسمت برقة وقالت: سبقناكم حضرتك، عنئذنك.
ثم سحبت غيداء المندهشة وخرجتا من المطعم.
أما المهندس ولاء فسأل كريم بإهتمام بتلك الفتاة: مين دى يا كريم؟
أجابه كريم بلا مبالاة: دى مهندسة من اللى اتعينوا جديد بس والله مافاكر حتى إسمها.
إبتسم ولاء وقال: فظيع انت يا أخي، مش إنت برضه اللى عامل الأنترڤيو مع الكل.
إبتسم كريم وقال: فعلا والله بس كل تركيزي كان على المؤهل والكورسات وكنت بنادى للكل باشمهندس أو باشمهندسة هو أنا لسه هحفظ أسماء.
جلسوا على إحدى الطاولات لتناول الغداء وهما يتحدثان بأمور شتى بخصوص العمل وحياتهم الشخصية.
فهما صديقان منذ الطفولة وبينهما كثيرًا من المواضيع المشتركة.
مر يومان لم يحدث بهم الكثير غير إنهاء ولاء لتصاميم مشروعها وتوترها البالغ خوفًا من عدم إجتيازها وألا ينجح ولا يتم إختياره.
ورغم طمأنة غيداء لها بأن تصاميمها رااائعة بل إنها تفوق تصاميم غيداء نفسها إلا أنها تشعر بالتوتر الشديد.
قدمت كل منهما تصاميمها المدون عليه أسماؤهما.
كانت اللجنة مكونة من كريم ومعه بعض من كبار مهندسي الشركة وكذلك الشركة المشاركة لهم ببعض من مهندسيها حتى يتم إختيار أفضل تصميم.
بدأوا فى مناقشة جميع التصاميم حتى أتى تصميم ولاء والذي كان آخر تصميم.
إنبهر الجميع به فهو تصميم رائع وتم إستغلال جميع المساحات بطريقة فنية رائعة يدل على ذكاء صاحبه وكفاءته.
إتفق الجميع على ذلك التصميم وعندما قرأ كريم الإسم شعر بالإندهاش فكيف ذلك؟
فهو يعلم تمام العلم أن ولاء لم يقم بتصميم أى شئ فكيف ذلك؟
إستأذن من الجميع وأخذ التصميم وذهب إلى ولاء بمكتبه والذى كان ينتظر نتيجة الإجتماع، فهو لم يحبذ فكرة الحضور حتى يختاروا مايريدونه دون الرجوع إليه.
دخل كريم على ولاء بعد ان دق الباب وقال بغضب:
مادام إنت كده كده ناوي تعمل التصميم بنفسك يبقى ليه نعشم المهندسين الجداد،  وكمان بتعمله من ورايا وتخلي شكلي زي الزفت.
وقف ولاء وقال دون فهم: تصميم إيه اللى عمله من وراك؟ أنا مش فاهم حاجة!
ألقى كريم التصميم على مكتب ولاء وقال بغضبٍ مازال قائمًا: إتفضل التصميم اللى اللجنة إختارته من كتر ماهو بيرفكت بس طبعا مش غريبة يكون بالإتقان ده لما يكون اللى صممة المهندس: ولاء محمود مرسي.
فتح ولاء التصميم والذي أنبهر به بالفعل وقال: رغم دقة التصميم وحلاوته فعلا، بس مش أنا اللى صممته، نظر لكريم وقال: وكمان لو هصممه هخبي عليك ليه بس؟!
شعر كريم بالإندهاش وقال: يعني إيه؟ طب وإسمك اللى عليه ده؟
لم يجيبه ولاء لبرهة ثم قال: فعلا حاجة غريبة! طب مثلا ممكن حد من المهندسين كتب إسمي مثلا على أساس إنهم يختاروا التصميم، بس برضه لو ده حصل هيستفاد إيه؟!
إستدار ولاء وقال: بص كده كده إحنا كنا ناويين نجمع المهندسين ونعرفهم المشروع اللى تم إختياره ونناقش الباقي فى أخطاؤه صح؟
أومأ كريم بالموافقة.
فأكمل ولاء وقال: وده اللى هيحصل وساعتها صاحب المشروع لما يعرف أنه هو اللى نجح هيعترف بنفسه إنه ده بتاعه وساعتها هتعرف ليه كتب إسمي عليه تمام.
أجابه كريم وقال: تمام، بس الأول أروح أخلص الإجتماع اللى طلعت منه ده، وهقولهم أننا هنعمل إجتماع تاني مع حضرتك عشان نناقش المشروع بما إننا إخترنا التصاميم.
تم إستدعاء المهندسين الجدد حتى يتم مناقشتهم بمشاريعهم.
كانت ولاء تشعر بتوتر شديد وكذلك غيداء ومعهما إثنان من المهندسين، كل يشعر بالتوتر لتلك المقابلة والتى تتضمن رئيس الشركة والذين سيعرفونه لأول مرة.
جلس الجميع حول الطاولة المستديرة وهم يترقبون تلك الوجوه، فهم يعرفون المهندس كريم أما ذلك الآخر فلا يعرفونه غير ان غيداء لكزت ولاء وهى تقول بهمس: مش ده اللى كان مع المهندس كريم فى المطعم؟
ردت عليها ولاء بنزق وقالت: ياختى أنا فاكره، بالله عليكي سيبيني فى اللي أنا فيه.
بدأ كريم بمناقشة المشاريع بعد ان ينادي على الإسم المكتوب أسفل التصميم، يتم مناقشته بمواطن القوة ونقاط الضعف وكل شئ يخص التصميم.
حتى أتى دور غيداء وقامت بمناقشة كريم فيما يخص تصميمها برصانة، قوة أعصاب وثقة بالنفس، كان مشروعها هو ثاني مشروع من حيث الدقة والإتقان بعد مشروع ولاء.
كانت ولاء تجلس وهل تبتلع رمقها منتظرة دورها أن يأتي ولا تدري لمَ ينظر لها ذلك القابع بهذا الكرسي ولم يتحدث منذ بداية الإجتماع؟
إنتهى كريم من مناقشة غيداء ولم يتبق غير ولاء والتى تنظر إليهم منتظرة دورها.
أمسك كريم التصميم الخاص بها وقال بمغزى: وطبعًا وده التصميم اللى وقع عليه الإختيار وهو من تصميم المهندس ولاء محمود مرسي، شعرت ولاء بالفرحة والفخر والتي سرعان ما خبت عندما أكمل كريم وقال: رئيس الشركة.
صاحت ولاء دون وعي وقالت: نععععععم رئيس شركة مين إن شاء الله ده تصميمي أنا.
وقف ولاء أمامها وقال: ومادام هو تصميمك يا باشهمندسة كاتبه إسمي عليه ليه؟
شعرت ولاء بالحيرة وقالت: إسم مين حضرتك ده إسمي أنا.
صاح بها وقال: إحنا هنستعبط ولا إيه؟ المشروع مكتوب تحتيه ولاء محمود مرسي.
نظرت إليه  ولاء دون فهم وقالت: وفين الغلط بقه حضرتك؟
إقترب بغضب وقال: أنت هتستهبلي ولا إيه؟
ردت عليه ولاء بغضب مماثل وقالت: إحترم نفسك، للأسف كنت مفكراكم شركة محترمة بس طلعتوا بتطلبوا مهندسين جداد عشان تستحلوا تعبهم وتاخدوا تصميماتهم.
إقتربت منها غيداء وهى تقول بصدمة لما يحدث: إستهدي بالله ياولاء لغاية مانشوف الموضوع بس.
إنتبه ولاء للإسم وقال: هو حضرتك إسمك إيه بالظبط؟
تأففت ولاء وقالت: ماهو الإسم مكتوب تحت التصميم حضرتك ولاء محمود مرسي.
نظر إليها بعدم تصديق وقال: إنت تعرفي رئيس الشركة يبقى مين؟
أجابته بنزق: أكيد يعني أعرف، المهندس محمود علم الدين.
هنا ضحك ولاء بقوة تحت نظرات الجميع المندهشة، إقترب منه كريم وقال: بتضحك على إيه دلوقت؟!
توقف ولاء عن الضحك ونظر للجميع ثم ركز بنظراته على ولاء والتى كانت تفتح أعينها بشدة عند سماع كلماته عندما قال: أعرفكم بنفسي أنا المهندس ولاء محمود مرسي علم الدين ومعروف للجميع بالمهندس ولاء محمود مرسي وبس.
وهنا وقد فهم كريم ما يرمي إليه صديقه فشعر بالصدمة لتلك المفارقة العجيبة والتى لا تحدث إلا نادرًا.
صاحت غيداء بعدم تصديق وقالت: يعنى حضرتك إسمك "ولاء محمود مرسي" وولاء صاحبتى إسمها "ولاء محمود مرسي" وعشان كده حصل اللخبطة دي، مش كده؟
رد عليها ولاء وقال: أيوه ده اللى حصل بالظبط.
سألته ولاء بعدم تصديق وقالت: معلش يعني إزاي حصل اللخبطة دى وباشمهندس كريم المفروض أنه عارف أسماءنا من الإنترڤيو وال سي ڤي بتاعنا اللى كان معاه.
شعر كريم بالإحراج وقال: الصراحة ياباشمهندسة أنا ضايع فى حفظ الأسماء وعشان كده كان اللى بيهمني فى السي ڤي بتاع أى حد هو مؤهلة والكورسات وكده يعني.
أومأت بهدوء وهي تقول: تمام ، يعني كده خلاص سوء التفاهم راح مش كده.
إبتسم كريم بقوة وقال: هي مفارقة عجيييبة جدا بس خلاص كده سوء التفاهم راح ومبروك عليكي المشروع الجديد يا باشمهندسة ولاء وطبعًا إنت وبقيت المهندسين هتشتغلوا عليه بس هيكونوا تحت إدارتك وغير كده حضري نفسك للسفر عشان تبدأي الشغل على أرض الواقع.
شعرت ولاء بالخجل من نفسها رغم أن كل الحق معها، إلا أن المهندس ولاء ليس له أي ذنب هو الآخر.
نظرت ولاء إلى المهندس ولاء وقالت بأسف: طبعا أنا آسفة جدا على أسلوبي بس أكيد حضرتك مقدر إحساس إن مجهودك حد تاني بياخده منك، فياريت تتقبل أسفي.
نظر إليها ولاء بتمعن وقد أسره خجلها وإعترافها بخطأها رغم عدم ذنبها به.
أجابها بإبتسامة هادئة وقال: أسفك ملوش أى لازمة لأن اللى المفروض يتأسف على الغلط ده هو إحنا او بالأحرى باشمهندس كريم اللى الأسماء منه ضايعة وكان هيضيعنا معاه.
ضحكت ولاء بخجل مما جعل قلبه يدق بعنف ولا يعلم سببًا لذلك.
اتجهت ولاء إلى صديقتها غيداء وهي تحثها على الخروج بعد ان شعرت بنظرات المهندس ولاء تجاهها مما جعلها تشعر بالخجل أكثر مما هي عليه.
خرج الجميع بعد أن إنتهى الإجتماع الغريب على الجميع وذلك لتلك الصدفة الغريية على الجميع .
يجلس ولاء على كرسي مكتبه المتحرك وهو يحركه يمينًا ويسارًا وهو يفكر بأمر ما يجعله يبتسم تارةً ويشرد تارةً أخرى مما جعل كريم ينظر له بهيام ويقول دون سابق إنذار وهو يغمز بإحدى عينيه: هي السنارة غمزت ولا إيييه يا هندسة.
إنتفض ولاء جراء شروده مما جعله يمسك بالقلم ويقذفه على كريم وهو يقول بغضب: إمشي إطلع برة ياكريم أحسنلك.
ضحك كريم بقوة فهو الأكثر فهمًا لشخصيته ويعلم انه الآن لايريد أن يراه أحد وهو  بتلك الحالة التى سينكرها حتمًا أولاً قبل أن يعترف بما يعتمل بداخله.

 نوڤيلا  ولائي وكبريائي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن