Part 1

330 23 1
                                    

لنَدُن - الثَانية عَشرة ليلاً
شَوراع مُظلمة و أمطراً غزيرة و الطُرقات فَارغةٌ ، يسَيرُ ذلك الجَسد مرتدياً معطفاً اسوداً يُغطي ملمحهُ بَواسطة قُبعة ذلك المَعطف بينَما يُراقص تلك الجَوهرة الغالية بين أناملِهُ راسماً أبتسامة متفاخرة و جانبية على ثغره يرميها عالياً و يعيدها بين كفه أنها " الكوهينور " ..

لنَدُن - مَقر شِيغَلا- الَواحدَة ظُهراً
تستطف سيارةٌ سَوداء حديثة الطراز أمام ذلك المبنى الشاهق لينزل منهَا العقيد " جيون جيهيونغ " بلباس الجَيش الكَوري خّاصتهُ وخلفهُ عَدداً من الحُرس ليحمونهَ دَاخل لذلك المبنى مقابل النقيب " ناندا " الذي مد كفهُ مصافَحاً العقيد " تحيا كوريا الجنوبية " ليجيبه النقيب بنبرة رزينة " تحيا كوريا الجنوبية.. أعَرفُك هَذا ريتشارد باردكر من الاستخبارات السرية " لهمهم العقيد " تشّرفتُ .. أخبرتني أن لديك هدية لبلادي أوليس" " ذلك فعلاً ، تفضل أرجوك " ..

يسير ذلك العقيد قرب ريتشارد باردكر رئيس الاستخبارات ليتسائل العقيد " كيف أُلقي القبض عليه ؟ " " في مطار هثرو يحمل وثائق مزورة - أوليڤر باريت - مجرم كوريا الأكثر طلباً " يستمران بالسير لدخلا المصعد الكهربائي مردفاً العقيد " كنّا نبحث عنهُ لعدّة سنوات ما الذّي كان يفعلهُ في لَنَدُن !.. "
" هناك جزيرة خاصة بالقرب من السّاحل الروسّي ، عّلمتا أنه كان هنا ليشتريها " يضغط الرئيس على احدى الازرار المصعد ذاهبين لطابق الرابع بهذا المبنى وأذ به هاتف العقيد يرن وكانت المتصلة والدته لترتسم ابتسامة خفيفة بثغره ليجيبها قائلاً " نّعم أميَّ ؟" " جيهيونغ ؟.. هل وصلت ، هل كُل شيء على ما يُرام بُنِي ؟ " " نعم أمي كُل شيء على ما يُرام " " هل ترتدي سُترتك ؟ " " آلهي نعم أمي ، أنا أرتدي سُترتي " يحادثها بصوته المنخفض لتجيبهُ هيّ " أنَا مُتأكدة أنك لم ترتديها " ليرفع حاجبهُ " كيف تعرفين أني لم أرتديها !! " تزفر هي تجيبهُ " أنا أعرفُكما جيدان انتما الاثنان " "أمي ليسوفا اعاود الاتصال بكِ لاحقاً " ليغلق الهاتف واضعاً أياهُ بجيبه .

لتفتح باب ذلك المصعد و يخرج رئيس الاستخبارات و قربهُ العقيد - جيون - يسيران بتلك الممرات الواسعة وأذ بهما يقفان أمام باب بحماية تكنولوجيا الدفاع ليقف الرئيس واضعاً بصمتهُ على ذلك الجهاز لتفتح أبواب ذاتية الفتح ليسترسل الرئيس قائلا للعقيد امامه " كامل التوفيق لك " " شاكراً لك ايها الرئيس " ليرحل الرئيس تاركاً العقيد يخطو خطواته لداخل تلك الحجرة ذات اجهزة امنية متقنة الصُنع ليتقدم لذلك السجن ذو الحراسة الأمنية المشددة و الحَرس يملؤن الحجرة . 

ليفتح أحدى الحرس باب ذلك القفص - السجن - ليدخل العقيد لذلك المجرم الدولي - أوليڤر باريت - الجالس أرضاً ببدلته ذات اللون الوردي الباهت و صلعتُه تلمع أثر الضوء و قربه كرتون ورقي به بيتزا ليرسم ابتسامة ساخرة بثغره قائلاً " عجباً ! .. مرحباً أيها العقيد جيون ، بحثك عني كان مكثفاً جداً " يحوم العقيد و يسير بارجاء ذلك السجن امام ذلك المجرم الجالس الذي يأكل بيتزا بكل برود دمه ! ليتابع حديثه " كنتُ سأنهض وأقوم بتحيتك ، لكن كما ترى لديّ بيتزا .. وأنا متعب قليلاً اليوم  ، أتود قطَعة ؟ " يدفع بكرتونة البيتزا قليلا ناحية ذلك العقيد الذي يرمقه بنظرات لا تفسر ويجيبه " تناولها .. عندما تصل لبوسان ، البيتزا القادمة ستكون في يوم اعدامك ، كأخر أمنية لك .. مع الجبن الاضافي "
ليسترسل المجرم قائلاً بسخرية " أستيقظ أيُّها العقيد هذه ليست - سيول - خاصّتك ، أنها لندن ! .. أخبرني كم عدد المجرمين في الواقع الذين تمّ تسليمهم الى كوريا من لندن ؟ لا أحد .. ولا حتى واحد !" 
يكتف العقيد كفيّه خلف ظهره مجيباً " معاهدة تسليم الجديدة جاهزة بينما نتحدّث الان والتي تنصُّ على أنَّ :'أي مجرم سيُسلم الى وطنه خلال أثنان و سبعون ساعة بدون أستئناف " ليبتسم بثقة " قريباً جداً سوفا تستجدي الرحمة في محاكم كوريا يا أوليڤر "
يبتسم المجرم بخفه " و بعد ذلك .. ماذا بعدها ؟ " يقطع من البيتزا قطعتاً صغيرة ليرميها لجانب العقيد الواقف " هذه لأجل النائب العام ، وهذه للقاضي و هذه للشرطة و الوزراء " يستمر برمي تلك الفتات عند نطقه بكل أسم لينهض متابعاً حديثهُ " دولتك تتضور جوعاً أيُّها العقيد و مليئة بالفاسدين .. الدولة التي كلّ شخصِ بها يستجدي لأجل شيء ما .. و وزرائك دائماً على استعداد لأن يتخلّوا عن نزاهتهم و يبيعون أرواحهم " ليتقدم خطوتين واقفاً امام العقيد تماماً " لذا أخبرني .. ماذا عنك ؟ هل أنت مكّارّ مثلهم ؟ أم مجرد مخلص كالكلب تتبع الأوامر ؟ " لتدوي فجأةً صفعة حادة قد حطت على وجنة أوليڤر من قبل العقيد الغاضب ليحرك أوليڤر رأسهُ يرمق العقيد بنظرات مرعبة وأذ بأصوات تكسير زجاج حوائط المبنى الاستخبارات أثر أقتحام رجال أوليڤر المكان لتدوي اصوات اطلاق عيرات النارية من تلك المسدسات المطورة يسقطون رجال الامن و الحرس أرضاً  ليقتحم حجرة السجن الخاصة بالمجرم من قَبل مُساعدهِ - دَنڤر-  يسير داخل الحُجرة و يطلق النار على الحَرس الموجودين موقعاً اياهم شُهداءً ليتحدث ذلك المجرم ببسمة خبيثة " أهلا بك بعرض - أوليڤر باريت - ."

يستخدم مساعدهُ بصمة احدى رجال الحراسة بعدما قطعهُ عن كف الرجُل ليفتح بصمة الامنية و يدخل لسيده معطياً أياهُ مسدساً ليرفع ذلك المسدس موجهاً أياهُ مباشراً لرأس العقيد الواقف بدهشة من الذي حدث ليخبرهُ " أي أمنية أخيرة ؟ .. لربَّما بعض البيتزا بالجبن الاضافي ، هاه ؟ .. لكنك ليس لديك ثلاثون دقيفة لأن العدّ التنازلي لنهايتك قد بدأ " يرسل كلماته بينما يحوم حول العقيد ذول الملمح المتهجم الصامت ليقف أمام المجرم متحدثاً بثقة " أولئكَ الذين يخدمون وطنهم يبدأ العد التنازلي لموتهم مِن أوّل نفسٍ لهم .. ولابد أنّك قد أخذت حياة الكثيرين يا أوليڤر " يعتدل بوقفته مكملاً " لكن أمعن النظر جيّداً في هذه إلعينان .. لا يوجد حزن أو خشية من الموت ، هناك عزة فقط قريباً .. سترى موتك في أعينٍ مماثلة ، العدّ التنازلي لك سيبدأ حالما تضغط على الزناد .. عشرة .. تسعَة .. ثمانية.." ليوقف حديثه أطلاق اوليڤر على جهة اليمنى من صدره قائلاً " صفر !" ليتعثر العقيد بوقفته و يسرع مساعد أوليڤر بأمساك و جمع يداه خلف ظهره ليصدح فجأة صوت رنين هاتف العقيد و يمد المجرم أوليڤر كفه داخل جيب العقيد ليخرج هاتفهُ ليرى المتصل وأذ بها والدة العقيد ليردف أوليڤر " هل ترغب في الحديث مع والدتك للمرّة الاخيرة " يناظره العقيد بحنق اثناء محاولته للفرار من قبضة مساعد المجرم امامه وأذ ب أوليفر يرمي هاتف العقيذ أرضاً ليفتح الهاتف و يخرج صوت والدة العقيد متسائلة بقلق " جيهيونغ ؟ بُني " لتصدح صوت رصاصة قد اصابت معدة العقيد ليسقط أرضاً لتبدأ والدة العقيد بالصراخ بقلق " جيهيونغ !! ماذا يحصل ، هل انت على ما يرام ؟ " يسعل العقيد الملقى أرضاً يحاول الزحف للهاتف بينما والدته تستمر بالنداء على اسمه بخوف طاغي على نبرتها " جيهيونغ .. لا استطيع سماعك بُني .. أخبرني مالخطب ؟ "

يسير مُساعد أوليڤر حول العقيد الذي يحاول الزحف أرضاً يسكب مادة تساعد على صنع حريق حول العقيد أثناء صراخ والدة العقيد ببكاء " جيهيونغ !! .. جيهيونغ بني تحدث معي ، جونغ - والد جيهيونغ - حدث شيء ما ل جيهيونغ ! " تستمر بالبكاء بحسرة وخوف بينما يخرج أوليڤر رفقة مساعده الذي يسكب مادة الحرق على ارض ليرمي أوليڤر شعلة صغيرة على تلك المادة لتهيج النيران و تتعالى لخرج أوليڤر مع مساعده من المبنى تاركين العقيد يسمع صوت والدته الباكي بحسرة بينما يشتعل جثمانهُ المصاب بتلك النيران التي ابتلعته داخلها .

يسير أوليڤر فوق سطح مبنى الأستخبارات متجه إلى الهليكوبتر خاصته بينما مُساعده الخَاص بفتح لهُ الباب ليجلس و قربه دنڤر لتقلع بهما ليتحدث أوليڤر " هل سمعتَ عن المعاهدة الجديدةَ ؟ " " سمعتَ ، يا زعيم اذا وقعت هَذه الاتفاقية ، فرجالنا لن يكونوا بأمان في أيّ مكان " ليرتدي أوليڤر نظارته مردفاً " لن توقع ، الجرح القديم لم يلتئم حتى الان و من آجل احيائه نحن بحاجة الى .. الكوهينور - لوسع دنڤر عيناهُ بدهشة " سرقة الكوهينور غير ممكنة " " أجعلها ممكنة ، أنا أريدها واللص يجب ان يكون كورياً .. في تعداد السكان البالغ ١.٢ مليار لابد وأن هنالك شخص بمقدوره القيام بهذا العمل .. جدهُ !! " 

نهَاية البَارت الاول

Bang Bang حيث تعيش القصص. اكتشف الآن