كوجيرا! 鯨

6 2 2
                                    


لا أجد متعةً كبيرة في مشاهدة المسلسلات والأفلام مقارنةً بقراءتي للروايات، إلا أن مسلسل "المحامية الاستثنائية وو" أثار حماسي منذ قرأت عنه!
تعاني المحامية "يونغ وو" من اضطراب طيف التوحد، كما أنها تمتلك معدل ذكاءٍ عالٍ خولها للحصول على هذه الوظيفة، وأيضًا تتفوق على زملائها بذاكرة قوية تساعدها على حل القضايا، ورغم أنها تفتقر للتعبير العاطفي والمهارات الاجتماعية، إلا أن هذا كله يتغير عندما يصل الأمر إلى شغفها بالحيتان!. ولأنني أمتلك شغفًا مشابهًا في حب هذا الكائن، حيث كثيرًا من الأحيان أرسم مشاهدًا في مخيلتي لحيتانٍ تسبح في السماء، وصوتها بالنسبة لي يعد معزوفة تريح مسمعي، بل وأجد الحيتان كائنات حنونة بطريقةٍ تجذب للعناق، لذا فقد راقتني تفاصيل هذا المسلسل منذ البداية وحتى النهاية.
بعد أن أنهيته تذكرت أنني قبل عدة أعوام كتبت عن هذا الكائن المدهش، فبحثت هنا وهناك إلى أن وجدت النص، وقد كُتب فيه:

نمتلك الكثير من الأحلام بعضها يسهل تحقيقها إلا أنه لم يحن وقتها بعد، والبعض الآخر من الصعب حتى التفكير بها لكننا نتشبث بفكرة تحقيقها في يومٍ ما، أما أنا ما كان يستهويني حقًا لا هذا ولا ذاك بل "الأحلام المترفة".
أتعلم ما هي الأحلام المترفة؟! هي تلك التي تحتاج إلى معجزةٍ لتحقيقها كـ مصباحِ علاء الدين السحريّ مثلًا!
حُلمي المترف قد يبدو غريبًا بعض الشيء أو بالأصح حُلمًا يشبهني: مكتبةٌ صغيرة تقبع في زاوية شارعٍ في مدينةٍ كلاسيكيةٍ ما زالت تحتفظُ بطابعها العتيق، تعبق شوارعها برائحةٍ دافئةٍ تشبهُ رائحة نهارٍ ممطرٍ ممزوجٍ بـ رائحةِ القهوة.
تمتلكُ هذه المكتبة تصميمًا خارجيًّا غير مألوف؛
فجُدرانها مطلية بلونٍ حالك السواد، يعتليها سقف على هيئةِ قبةٍ زجاجيةٍ تنعكسُ عليها حلوى السماء، أما من الداخل فـ هي أردوازية اللونِ بـ رفوفٍ سوداءٍ مقوسةٍ كهلالٍ يحتضنُ في داخلهِ كُتبًا مميزةً لا يوجد منها سوى نسخةٍ واحدةٍ فقط في هذا العالم.
لكن.. هناك شرطٌ واحد لـ اقتناء إحدى هذه الكتب!
عليك أن تختار رقمًا ثم الحرف الأول من اسمك، وبعدها تتوجه نحو الرفوفِ التي تحتوي على الكتب التي تبدأ بحرف اسمك وتقف عند الرقم الذي اخترته، سيكون حينها ذلك الكتاب هو قدرك وعليك أن تحبه.
قد تتساءل الآن لما كل هذا التعقيد؟ لكنه حلمي المترف يا هذا!
كما أني أنبهك فالحلم لم يتوقف إلى هذا الحد بل أن هناك في الجهةِ الأخرى من المكتبةِ توجد نافذةً كبيرةً تطلُّ على بحرٍ يتلألأُ بزرقةٍ صافية، ولنصل بالفعلِ إلى الترفِ الحقيقيّ فهذه النافذةُ هي حلقةُ الوصلِ بيني وبين صديقي العزيز "إيروس"، والذي لم يكن سوى حوتٍ بهيّ الجمال يحمل في داخله صوتًا موسيقيًّا سلب قلبي منذ اللحظةِ الأولى.

والآن ما رأيك..
هل تعتقد بـ أن مصباحًا واحدًا يكفي؟!

9/11/2020

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سحر! وأشياءٌ أخرى..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن