الفصل الأول : البداية

11 1 0
                                    


هَل سبـق لكَ ؟ وَأن عرفتَ ماهية الفراغ ؟
أن تدور في الفِـراغ ؟ أن تمشي وَتمشي إلى أن تَقع وتَلهـث من التعب..
لكِن ماذا ؟ تدرك أنك في نفسِ موضعك.. لم تتحرك ولو بنص شَعرة !
أنكَ راكدٌ صامت في الموضع نَفسه تنظر وَإذا بالظِلام يكتسحُ ويغـطي المكان.. لا شيء يَرُد مَهما ناديـت..
سِوى صدى صوتكَ البائِس يرُد عليكَ ، وكأنه يستـهزئ ليؤكد حَقيقة أنكَ "وحـيد" وَحيد في الظلام تدورُ في الفراغ .

--------------------------------------------

فَتحتُ عيّني ليتبدد الظلام..

أشخاص متجمعين حوليّ ينظرون بقلق، صاحت إمرأة جالسة بقربي بأنتباه وكأنها أدركت متأخرًا أستيقاظي..

-لونـا ! هل أستيقظتي ياأبنتي!
كان صوتها مُزعجًا فأغمضت عينيّ بأنزعاج
لكنني فتحتها على صوت أحدِ الرجال الذين كانوا واقفين قربَ السرير الذي كنتُ نائمة عليه.

-لونا ، أنا عمكِ ريتشارد هل تتعرفين عليّ ؟

كان رجلًا طويل القامة ذو لحية بنية اللون كَثيفة ومَلابسًا سوداء اللـون.

خرَج صوتي بصعوبة جهلتها
-أين أنا ؟ وَلما ترتدون ثيابًا سوداء اللـون جَميعكم ؟

-ياالهي أنها لا تتذكر شيئًا! يالَ الفتاة المـسكينة..
تكلمت المرأة الجالسة بقربي مرةً أخرى بحزنٍ بعيونٍ دامعة.

-ثم مَن يتبناها الآن.. سيد ريتشارد أنتَ عمها والأحق في تربيتها بعد والديها

قال سيّد ريتشارد: سيد نوري أنا بالفعل لدي أطفال كثُر ومصاريفنا كثيرة لا تتحمل فرد جَديد ! سيدة رينا أنتِ خالتها ، أطلب منكِ تحمل مسؤوليتها

ردت السيدة رينا الجالسة على طرف السرير : كنتُ أود ذلك لكن زوجي لن يقبل ، ثم أن حالتنا الماديّة لا تسمح...

أصبح كل من الغرفة يتناقش وبصوتٍ عاليّ، لقد عرفتُ لاحقًا أن جميعهم أقرباء لي..
وضعتُ يديّ على أذناي وأغمضت عيّناي..
لم أعرف كيف أصف شعورٍ كهذا. شعور أنني غير مَرغوبة بأي مَكان..
لا يوجد مكانٍ يأويني وهؤلاء الناس يؤكدون ذَلك .
يرمون مسؤولية رعايتي بينهم ..
فأدركتُ حينها أنني بِلا أهل !

ركضتُ خارِج الغِرفة أكفكف دموعي
النازلة على وجنتاي بحرقة ، فقط
ركضت لم أعلم إلى أين أذهب ؟

كان المكان الذي كنتُ راكدة فيه مُستشفى.. الممرضين والمارّة ينظرون لي بأستغراب..
فَلِما طفلة صغيرة تجري وتبكي هكذا ؟
ركضتُ إلى أن وصلتُ إلى زاوية تحت دَرج ، جلستُ هناكَ واضعة رأسي بين قدماي أبكي..

سمعتُ صوت خطوات بالقَربَ منّي
فرفعتُ رأسي لأجد رجلٌ ضخم البنيّة
ومُخيـف ، كان رأسه عَديم الشـَعر مع
وشوم تغطي جسده وَوجهه أما
ملابسه فكانت سوداء يطغى عليها الثَراء.

-هل تأتين معي يا صَغيرة ؟






نَطق ذلك الرجل بصوت خَشن وبأبتسامة ومدّ يدهُ نحوي




يتبَـع.

--------------------------------------------

تُرى من ذٰلكَ الرجُل المُخيـف ؟

وَلِما أتى إلى بطلتنا لونا ؟

وماالذي سيحدث مع لونـا لاحقًا ؟

--------------------------------------------

مرحبًا جميعًا ، أود سماع آراكم عن أول فصل، وأذا كان لديكم أي ملاحظات أتمنى منكم كتابتها لأستفاد مِنها وأطور مِن نَفـسي.

فقط ذلك، كونوا بخير وَترقبوا الفصول القـادمة 💋✨

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سَواد المَـلاك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن