المزرعة

17 4 0
                                    

سور ماريا:-

تسير خلفه على الطريق الترابي تحيط بها الحقول من الجانبين بعد ان ذهبت مع ليفاي لسور ماريا بعد ان تمكنا من العثور على عربة تأخذهم، كانت قد نامت في العربة من شدت تعبها نتيجة البحث عنه رغم أنها قد قاومت النوم بقدر ما تستطيع خشيت ان يتركها مجددا لكن انتهى الأمر بها نائمة في العربة (تنظر لظهره) أستيقظت تجد العربة متوقفة وهو غير موجود لتشعر بالحزن والفزع لكنه أطل من باب العربة ينظر لها بعيونه الحادة يحمل حقيبتها يخبرها ان تنزل إذ أنهما سيكملان سيرا بالاقدام وها هي تسير خلف ظهره منذ أكثر من ساعة لم تشعر بالملل ولا التعب ففكرة انه لم يتركها هذة المرة تشعرها بالسعادة..ربما..ان أستمر في البقاء معها سيحبها تؤمى نافين لنفسها بحماس تحرك راسها عدة مرات "اجل اجل ساجعله يحبني بالتأكيد".
يلوح منزل خشبي كبير في الافق لتلمع عيون نافين بحماس تتقدم أمام ليفاي الذي نظر لها ثم تلتف تنظر له بحماس وعيون مشعة : هل سنعيش هنا؟.
-ليفاي ببرود: نعم.
- نافين بحماس وهي تقفز : مرحى لطالما أردت أن أعيش في منزل في الريف (تعبس تمد شفتها تتذمر) لكن ابي لا يحب الريف لهذا لم يسمح لنا بالذهاب حتى للعطلة.
يسير ليفاي يتجاهلها كأنها مجنونة تحدث نفسها انظر لظهره بغيظ تكمل السير خلفه، يتوقف الاثنان أمام المنزل الكبير به ثلاثة طوابق ونوافذ كبيرة مستطيلة لكنه مغطى بالغبار والاتربة مما جعل نافين تستنتج انه لم يكن ماهؤلا منذ مدة طويلة.
- ليفاي وهو يتقدم : هيا لنذهب.
- تنظر نافين لحقيبتها في يده : أشكرك لحملها عني.
- ينظر ليفاي للحقيبة في يده : ماذا احضر هذة؟ (يرميها لها) لقد طلب صاحب العربة ان ننزل لهذا اخذتها حتى لا تنسيها وقد نسيت اني أحملها لا تظني ان فعلت هذا لأجلك.
- نافين بابتسامة وهي تحمل الحقيبة : نعم نعم.
ينظر لها بتعابير غير مقروءة جعلت الاخرى تعجز عن تفسيره، يفتح الباب يدخل تدخل خلفه تنظر للأثاث المغطاء بقماش أبيض يغطي الاخير الغبار وبيوت العنكبوت، تسري رعشة في جسد الصغيرة وهي تنظر لبيوت العنكبوت تشعر بالقرف.
- هيا أبدي بالتنظيف.
تنظر نافين له تتعجب منه متى احضر عدة التنظيف؟
- ليفاي بصرامة : سانظف الطابق الثاني وانت نظفي هنا (يلتف يصعد الدرج) الطابق الثالث لن نفتحه (ينظر لها بحدة ونبرة تهديد) نظفي جيدا والا ستنامين في العراء.
تبتلع ريقها من نظراته تؤمى برأسها عدة مرات تتحرك بسرعة تبحث عن عدة التنظيف ينظر لها ثم يكمل سيره للأعلى.
تربط قطعة قماش بيضاء تغطى فمها وأنفها تبدأ بإزالة الملايات عن الأثاث تنفضها من الغبار ثم تبدأ في تنظيف الغبار ثم مسح الأرض ثم الاثاث ثم النوافذ مرورا عبر المطبخ والغرف في الطابق السفلي لتنتهي اخيرا في الحديقة بعد ان أزالة الحجارة وتنظيف أوراق الأشجار، تمد يديها في الهواء وتمد جسدها تقف على أطراف أصابع قدميها علها تزيل بعض التعب من جسدها ترفع نظرها للشجرة أمامها انها زابلة بعض الشيء لكن بقليل من الاهتمام ستعود مزهرة وجميلة، تبتسم باتساع وقد قررت أن تهتم بالحديقة منذ اليوم تلتف تنظر للمنزل لكن عيناها تنتبه للرجل الواقف في الطابق الثالث ينظر لها من النافذة وقد غطى وجهه بقطعة قماش مما أبرز عيونه الرمادية التي غطتاها لون من الزرقة تحت أشعة الشمس، رغم الهالات أسفلها هي جذابة أسرة، نظراته الحادة تخترقها تغوص عميقا الي روحها تعبث بها وتبعثرها، تنزل نظرها للارض وقد غطى الاحمر وجنتاها تشعر بالارتباك تريد الدخول لكنها تخشى التحرك تحت نظراته، ترفع نظرها خلسة لترى ان رحل لكنه لا زال في مكانه تخفض نظرها بسرعة ماذا سيفكر الان تتوقف عن العمل وتنظر له؟ تهرول للداخل بتوتر تفتح الباب تجري لاحد الكراسي تلقي بنفسها عليه تستند على الطاولة تغمض عيناها تتنفس بتعب تغمغم : سأموت قريبا ان أستمر الوضع بهذة الطريقة.
يمر طيف عينيه في مخيلتها لتشعر بالألم في معدتها، نظراته تجلب لها شعور غريب لا تستطيع وصفه ولا تستطيع الجزم انها شعرت به من قبل؛ انه ينظر لها بطريقة مميزة نظراته حادة عميقة ثابتة ثاقبة تجعلها كالورقة في وجه الرياح، تفتح عيناها لتقابلها نظراته الحادة التي تعبث بها تقفز من مكانها جافلة ليختل الكرسي تسقط للخلف على مؤخرة رأسها تأن بألم.
يقترب ليفاي منها بخطوات بطيئة يقف فوق راسها تماما قدماه على مقربة من رأسها تتجنب النظر له تشعر بان وجهها سينفجر من الحرارة تقسم انها تنافس الطماطم في اللون.
- يرفع قدمه يضرب بها رأس نافين عدة مرات يقول بصوته البارد : انهضي أيتها المزعجة طلبت منك التنظيف لا اللعب (تظلم عيناه) هل انتهيت من التنظيف؟.
تبتلع نافين بقوة تلملم جسدها تحاول النهوض لكنها لا تقدر تنظر له بطرف عينها تجده ينظر له بنظرات جليدية تنحنح حلقها باحراج تقول : نعم انتهيت من التنظيف.
يبتعد عنها يذهب للمطبخ تستغل هي الأمر تنقلب على جانبها ثم تنهض تصفع نفسها عدة مرات تصرخ في داخلها "اوه لو راتني السيدة ميشيغن لماتت يا لي من فتاة خرقاء من قد يصدق باني ابنته عائلة أرستقراطية نبيلة اوه يا للغباء يا للحسره على كل تلك السنوات" واستمرت في النحيب داخلها ولطم خديها تشعر بالاحراج يدخل ليفاي الي الصالة يحمل كوب الشاي في يده يتوقف ينظر لها وهي تضرب نفسها تتوقف هي تنظر له تلعن الأرض أسفلها لأنها لم تنشق وتبلعها اجل انه خطأ هذة الأرض الصلبة، يتحرك هو للكرسي يسحبه يجلس عليه يتمتم : مجنونة.
نسفت! تبخرت! لم يعد لها وجود! الهرب الهرب هذا كل ما تفكر فيه نافين تقرر الذهاب للطابق العلوي لكن صوته اوقفها.
- ليفاي بصوت بارد وهو يمسك بكوب الشاي : الي اين؟.
- تتلعثم قبل ان تجيب : ل..لأعل.ى(تنحنح حلقها) للأعلى.
- انظري لي عندما اتحدث معك (تلتف ببطء تنظر له تجد نظراته الجليدية لتهوي بنظرها لحذائها الاسود) ستنامين في هذا الطابق الطابق الثاني لي (يقول بصوت بارد) احذرك من الصعود للأعلى.
تقول بهمس : ألم تقل ان الطابق الثالث غير مفتوح...
- يقاطعها بحدة : لا شأن لك ان لم يعجبك الأمر عودي لمنزلك.

أكرمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن