اسبوع ثقيل يمر على مدللة عائلة فير فبعد تلك الليلة لم تخرج من غرفتها الا قليلا جسدها لا قوى على حملها وهي لا ترغب في الذهاب لاي مكان تغوص عميقا في بحر أفكاره الذي يجرفها تاره الي جزيرة الفردوس وتارة الي أعماق اليأس تاركاً اياهها تتخبط وسط أمواجه تتظاهر بأنها لا تعرف طريق النجاة فهي ربما تفضل الغرق وسط هذا البحر...
العودة خالية الوفاض ام الاكمال بطريق مجهول.. التراجع عن قرار والانسحاب ام الاكمال..
كلا الأمرين ينتهيان دون كرامة وكبرياء مما يجعلها تشعر بصغر نفسها وكم هي خاوية.
تلتف لجانبها الايسر عل الافكار تخرج من اذنها لكن هيهات تنظر للباب تتسأل ان كان موجود ام لا؟ تحمر عيناها من الألم والغيظ حتى في أحلك لحظاتها وشعور الحزن يلفها تتسأل أين هو وماذا يفعل؟ ان كان بخير ام لا؟ لكنه لا يفكر بها يتجاهلها فقط.. احيانا تشعر بأنه ينسى انها موجودة معه! طوال هذا الأسبوع لم يأتي سوى مرتين فقط وقد كانت زيارات خفيفة أحضر فيها بعض الوجبات من قرية هيلز ورحل بعدها كأنه يطعم كلب او حيوان ما، في المرة التالية التي عاد كان الوقت متأخرا في منتصف الليل عندما كان يحدث ضوضاء في المطبخ فخرجت ظن منها ان هناك لص او حيوان ما لتخرج من غرفتها تاركه قلبها على السرير تحمل معها دموعها تتسلل تريد الهرب لكنها وقبل ان تفتح الباب كان قد خرج من المطبخ يحمل كوب الشاي في يده ينظر لها وكأنها قادمه من كوكب أخر أو انها شيء غريب سرعان ما أكمل سيره دون ان يهتم لها او يسألها لماذا تبكي.تلتف للجهة الاخرى تشهق وتزفر بسرعة تحاول أن تهدأ لا تريد أن تخوض في نوبة بكاء مثيرة للشفقة مجددا فقد سئم رأسها منها وهو مستعد لتسجيل الخروج في اي لحظة... ستفقد عقلها نعم ستفقده تبتلع غصتها..مرة..أثنتين..تنهض من السرير تركض للحمام تغسل وجهها بالماء البارد عدة مرات تنظر للمرآة عينها متورمت وقد امتزق بني عيناها بالأحمر تحمل منشفة تجفف وجهها ثم تعلقها تخرج من الحمام تقف وسط الغرفة تشعر بالكآبه تنبعث من المكان يجب أن تفعل شيء حتى يتغير هذا، تفتح خزانتها تخرج فستان اصفر مشرق بحمالات يكشف الصدر والاكتاف ترتديه فاردة شعرها يغطي ظهرها تنظر للمرآة تبدو جميلة لكنها شاحبة، باهتة، وهناك حزن يغطي عيناها، تحرك راسها يمين ويسار دعنا نطرد هذة الافكار في الوقت الحالي ترتدي حذاءها تخرج من الغرفة دون ان تلتف تحاول أن تدير ظهرها ولو مرة واحده لافكاره التي تخبرها ان تتوقف تتفقد ان كان موجود ام لا لكنها تجاهد ضد ذاتها فربما هذا أفضل لها لكن صوته الهادئ المبحوح يوقفها.
ليفاي : الي أين تذهبين؟.
- تلتف له نافين تقول بهدوء عكس داخلها : هل كنت تخبريني أين تذهب؟
- ليس الأمر اني اهتم أين تذهبين ومع من تلاقين لكني اريد ان اعرف ان كنت ستعودي الي منزلك أو لا حتى أغادر هذة المزرعة.
- تنظر له في أستنكار بالغ : تغادر؟ هل انت جاد؟ هل بقيت حتى تغادر؟.
- يجيب بلامبلاه يرفع كوبه لفمه : نعم أرى اني بقية هنا وقت طويل وقد اهدرت عليك الكثير من الوقت لكنك لم تملي (يضع الكوب قبل ان يرتشف منه) كم تريدين ان تهدري بعد؟.