12

4.1K 139 26
                                    

بدر اخذ شمس يمشون في المنطقة بهدوء والليل خَيّم بظلامه عليهم، كانت المنطقة هادية واغلب السكان نايمين والاضاءة خافت او شبه منعدمة بهالوقت، لما ابتعدوا عن انظار الجميع شمس وخرت يده عن كتفها، تنهد بدر وكمل طريقه بهدوء
جلسوا على كرسي خشبي يتأملون جمال المنطقة والهواء يهب بينهم ويكبر المسافة..والصمت طال
قال بدر: قررت ارجع
ناظرته: ترجع؟
ألتفت عليها وعيونه لمعت: ارجع للفورمولا والسباقات
لانت ملامحها: كيف اقتنعت؟
هز رأسه: قابلت مدربي السابق أمس
تمنت يقول انتي السبب واقتنعت لكن ظنها خاب
وكأن بدر فهم سكونها ابتسم ونطق: مدربي جاد مجرد انه طمني اني اقدر افوز، لكن اللي اقنعني شخص ثاني
ميلت راسها تشوف ابتسامته وكمل بدر: انتي حفزتي الشغف اللي بداخلي يوم نزلتي معاي حَلبة السباق، كنتي خايفة لكن تجرأتي عشاني..
حاولت شمس تخفي شعورها لما قال: و شأنج كبير عندي
نزلت عيونها على كفوفها اللي بحضنها تداري نفسها من عيونه ونظراته، ازعجتها نسمات الهواء الباردة اللي تطير فستانها وتلاعبه عقدت حاجبها تمد كفوفها على فخذها تثبت الفستان، كان بدر يراقب محاولاتها المُلحة لتثبيت الفستان لا يطيره الهواء، ابتسم لأن حتى الهواء يبغى قربها وتمنعه! لكن الهواء غريمه نال من قربها القليل ولامس بشرتها اللؤلؤية الناعمة..
قالت له: الهواء قوي خل نرجع
هز رأسه بالايجاب ووقف وهي معاه يجرون خطواتهم للبيت، لما دخلوا البيت كان هدوء الظاهر الجميع نيّام من تعب السفر ووراهم مشوار الصبح لحقل الشاي والفراولة ومخططات جيداء اللي ما تخلص..
بدلوا ملابسهم واستعدوا للنوم بدر سبق شمس وتمدد على السرير يتعبث بجواله، ويشوفها تأخرت قدام التسريحة تحط كريماتها وعنايتها الليلة رفع حاجبه: متى تخلصين؟
استغربت: ماعليك مني نام..
قال وهو يرمي جواله على السرير بخفة: ماحب انام وانتي صاحية فوق رأسي، تعالي
تقدمت من السرير وعقدت حاجبها: بداية زواجنا كنت ماتقدر تنام وانا عندك بالغرفة لدرجة اني كنت اتعمد أتأخر بغرفة قمر عشان تنام وترتاح، اشوفك تغيرت الحين ما تنام ولا يهدأ لك بال الا وانا يمك؟
كانت ملاحظتها قوية حتى هو ما لاحظ هذا التغير اللي فيه، فعلاً كان يستغربها ولا يرتاح بالنومة جنبها ويحس بشعور غريب كيف هي نايمة عنده ولا همها! عكس الحين ما ينام الا بحضورها حتى في ذيك الليلة اللي نامتها برا الغرفة ظل صاحي وما غمضت له عين أبداً...
ما انتظرت جوابه تمددت على السرير جنبه وحطت المخدات بينهم مسافة أمان وناظرت عيونه: نام و تهنى اليوم..
ابتسمت تغيضه وصدت عنه وهو تجمد مصدوم، من ملاحظتها لعدم قدرته على النوم بعيد عنها ومحاولتها استفزازه بالموضوع وابتسامتها الماكرة..بلع ريقه يناظرها صادة عنه وقلبه داخل في سباق من ابتسامتها، بهاللحظة أصبح مُدرك ان شمس مو مثل أي حد دخل حياته ولا راح تمر مرور الكرام، واذا الشمس تغير حاله بنظرة ماراح يستغرب لو تنوي تقتله وتذبحه بيخضع لها و يستسلم لها ويكون راضي..

علمتنا الشمس نرضا بالرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن