6

3.7K 138 19
                                    

بدر رفع عينه على الدكتور: طبيعي ان نظري يرد لي بعد الحادث؟
انصدم الدكتور وجلس يناظره بذهول: تشوف؟
هز رأسه بدر: بس مابي حد يعرف
بدأ الدكتور يفحص سلامة عيونه، وأخذه غرفة ثانية مجهزة بالكامل يفحصه ويتأكد من استقرار وضعه
ابتسم الدكتور: هذي معجزة يا بدر!
كان بدر مصدوم كأنه بحلم وعيونه بترجع ضريره لما يصحى، لو كان هذا حلم ما يبي يصحى منه..
ناظر بدر للدكتور: لا تعلم أهلي، انا اعطيهم خبر بعدين
هز راسه الدكتور يتفهم رغبة بدر
دخلت عَالية ومعاها سهيل وجاسم وجيداء وجواهر
بدر يلقى صعوبة في أنه ما يناظرهم ويثبت عينه على الفراغ
جيداء ترددت، كيف تعبر الحاجز اللي بينها وبين بدر؟ من وعت على الدنيا وبينهم مليون حاجز ولا مرة تجرأت تكلمه او تبادر معاه، لكن هالمرة غير تشجعت وقدام عيون أمها ركضت له تحضنه، رمش بدر عيونه بصدمة من حضنها وغمض عيونه ما يبي ينفضح سره، جيداء قالت بصوتها العذب: خفت عليكم، لما شفت السيارة تحولت لركام..خفت
وقف بدر جامد بدون ما يتحرك من صدمته، ما يدري يبادلها الحضن ولا يتجاهلها، ترك ايدينه مستريحة على السرير
تنحنح: انا بخير لا تخافين
قربوا سهيل و جاسم: الحمدلله على سلامتك يا بدر
اما جواهر كانت واقفة بعيد جنب أمها تناظره بهدوء، ومستغربة انفعال جيداء وانهيارها على "بدر" اللي ما يجمعهم فيه الا الدم ولا بينهم اي ذكريات او عواطف إخوة

شمس اللي كانت عند الممرضة تغير لها الضماد اللي على راسها وتستبدله بلصقة طبية كبيرة تغطي يمين جبينها
كانت قمر معاها من يوم الحادث وهي خوفها على شمس زاد
ابتسمت شمس: شفيج لاصقة فيني
قالت قمر: خفت تتركيني بروحي..مثل امي وأبوي
ارتخت ملامح شمس: وين اخليج؟ مستحيل لو ما اشوفج دكتورة بعيني ولابسة الأبيض واتطمن عليج ماعندي نية
ضربتها قمر: لا الحين ولا بعدين، لا تتركيني! خفت والله
حضنتها شمس: شدعوه حادث بسيط، صح تكنسلت السيارة بس في الحديد ولا فينا معجزة طلعنا بسلامة من الحادث
لما خلصت الممرضة وقفت على حيلها توجهت لغرفة بدر، دخلت تشوف أهله عنده وتنهدت بضيق، تخطتهم بدون ما تنطق حرف وجلست على طرف السرير عند بدر تمسك ايدينه: يعورك شي حبيبي؟
عقد حاجبه بدر من اسلوبها والدلع اللي تتدلعه فجأة لكن فهم انها تبي تصرف أهله: لا مافيني الا العافية
مدت كفها تلمس خدوده وتنزل على عنقه تتفحص لو فيه حرارة: حرارتك طبيعية الحمدلله
بلع ريقه بدر بارتباك وصد للجهة الثانية ما يبي يواجهها يخاف ما يتحكم بنظراته
تنحنحت عَالية: يلا احنا نستأذن
ناظرتهم شمس: لا خلكم قاعدين تو الناس؟
قال سهيل: نخليكم براحتكم، عموماً بدر اليوم يرخصونه العصر
جيداء غمزت حق شمس وبدر شاف غمزتها
ضحكت لها شمس بخفة: انتبهي على قمري يا جيجي
اشرت لها جيداء على عيونها: قمرج بعيوني..
أخذت قمر معاها وطلعت
لفت على بدر: أبصم بالعشرة ان اللي ورا الحادث هاجر
عقد حاجبه بتفكير: ويمكن ابوي او عزيز او جاسم! صرت منافس لهم جميعاً
هزت سبابتها تنفي افكاره: جاسم مستحيل ماظن عنده هالطبع الحقود والغدر والخيانة
لانت ملامحه من دفاعها عن جاسم: وليه واثقة فيه هالكثر؟
قالت وهي تشرح: صارلي 5 سنوات اشتغل تحت ادارته واللي اعرفه انه شخص مايحب الغدر لو يبي يطيحك يواجهك مباشرة
عقد حاجبه وصد عنها، يشوفها وقفت صوب الدريشة وماسكة جوالها تتصفح الواتساب.. غريب شعور انه يشوفها قدامه صوت وصورة فِكر و شعور، قبل كان يتعامل معاها على شعوره وحسه الخارجي بوجودها معاه الحين يستغرب جداً وجودها كيان كامل قدامه، يستغرب ويزيد ارتباكه..

علمتنا الشمس نرضا بالرحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن