«زورو: عندما تقرر أن تُبحر في المحيطات، كل ما سيحدث أنت المسؤول عنه، فلا تلم البقية».
تمتمتُ هذه العبارة مرارًا وتكرارًا وأنا أعيد ترجمتها وصياغتها من اليابانية إلى اليونانية. يا لها من عبارة، إنها تحمل توبيخًا مهذبًا إلى حدٍ ما.
أطلقتُ تنهدًا مثقلًا بالهمّ، ثم تراجعتُ أستند بظهري على متكأ كرسيي غير المريح. بملل شطبتُ العبارة مجددًا، فهذه الترجمة لم تعجبني أيضًا. رميتُ قلم الرصاص على مكتبي الخشبي الصغير، لقد سئمتُ الجلوس هنا بعقل فارغ لا يقوى على ترجمة كلمات بسيطة إلى صياغة أستسيغ نطقها. انتهى بي المطاف وأنا أضع قبعتي الرياضية على رأسي استعدادًا لمغادرة المكتب.
«هل أنتِ مغادرة يا كاليستو؟» اصطادني أندرياس فتصنمتُ في مكاني، يا إلهي كم أكره سرعة انتباهه البغيضة. لقد قمتُ بمداعبة الأرض بأصابع قدميّ والتواري قدر المستطاع من أمام عينيه، ولكن كل ذلك لم يفلح مع هذا القندس!
رفعتُ له هاتفي كإثبات، ثم ألقيتُ عليه وابلاً من الكذبات بابتسامة زائفة: «لقد اتصل بي أليكسيس كي أصطحبه من المدرسة».
«كاليستو» قال أندرياس وهو يرمقني بنظرة توحي بإخفاق كذبتي كالعادة.
«نعم» أردفتُ.
«اليوم سبت».
جرى صمتٌ رهيب فيما بيننا، فاستسلمت وتقدمت نحوه أشكو إليه حالي: «أنتَ أدرى بظروفي أندرياس، إنني أعاني الكثير في هذه الآونة ومخيلتي ميتّة وفارغة، لست كالسابق...».
تداخل صوته مع صوتي بشراسة وهتف مستنكرًا مبرراتي: «أنا أعرف ما جرى لعائلتكِ جيدًا واحترمتُ ظروفكِ عدة مرات، ولا يمكنكِ نكران أمر الإجازات المتكررة التي استهلكتها».
سكت لوهلة ثم واصل بنبرة أشعرتني بالذنب تجاه نفسي: «لقد تأخر نص الحلقة مدة طويلة، وبسبب هذا الأمر يؤسفني أن أخبركِ بأنني سأتعذر عن تقبل خدماتكِ إن تكرر هذا التأخر مجددًا».
«حسنًا، سأبذل قصارى جهدي» قلتُ بصوت خفيض وأنا أطأطأ رأسي.
«فليكن هذا» قال ثم غادر مخلفًا موجة هدوء اجتاحت الأستوديو.
غادرت الأستوديو ثم توجهت إلى دراجتي السكوتر المركونة جانب مبنى الأستوديو الصغير.
أدعى كاليستو بارلاس، خريجة جامعة باتراس، ومتخصصة بعلم الفلك. أبلغ من العمر الخامسة والعشرون، ووصيةً قانونية على كارثة تصغرني بعشرة سنوات.
على الرغم من أن عملي لا يمت صلة بتخصصي الجامعي، إلا أنني مستهيمة به أشد الهيام. مذ صغري أحببتُ مشاهدة الأنمي، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة أشد وقعًا وهي حبّ المسلسلات الكورية، وجنونًا إلى متابعة المشاهير الكوريين المعروفين باسم "الآيدولز"، والعمل على نشر أخبارهم وترجمتها من عدة لغات، مما دفعني إلى تعلم اللغتين: اليابانية والكورية خلال فترة دراستي بالثانوية. ولا أنكر أن زوجة أخي كان تأثيرها قويًا على تعلمي اللغة الكورية.
أنت تقرأ
Evil vs. Love| الشرّ إزاء الحُبّ
Fanficبعد أن سُجن أخيها بتهمة قتل زوجته الكوريّة أوه سومين، عُيّنت كاليستو بارلاس وصيةً قانونية لابنهما القاصر أليكسيس. ولكن هذه الوصاية فتحت عليها أبواب الجحيم، ذلك عند ظهور قريب زوجة أخيها وخطيبها السابق، أوه سيهون، الذي هبّ إلى اليونان مطالبًا بوصاية أ...