جوليا
......كنت لا أزال أرتجف عندما دخلت غرفة نومي بعد لقائي الأول مع كاسيو، لقد كان شديد البرودة ناهيك عن كونه مسيطراً جدا. يأمرني بتغيير ذوقي في الملابس ؟ كيف يجرؤ ؟
ها أنت ذا أين كنت ؟ دلفت أمى للغرفة متوجهة بخطوات واسعة نحو خزانة ملابسي : "يجب أن تجعلك مستعدة، بحق الله جوليا ، ماذا ترتدين ؟ نظرت لفستاني بعدم رضا وبدوري تجاهلت تقيمها لي، لذا قلبت عيني بملل و بدأت بنزع فستاني، لكن سرعان ما أعطتني نظرة فضولية قائلة: "ما خطبك ؟" أجبت بهدوء: "لا شيء." التفتت أمي إلى الخزانة مرة أخرى ونظرت لمحتواها: "لا أصدق أنك لا تملكين فستاناً محترماً واحداً يصلح للمناسبات ...." كنت دائما أتجنب الذهاب إلى المناسبات الرسمية لأنني كرهت التملق الغير مهذب والطعن في الظهر من أولئك الذين حضروا تلك التجمعات اللعينة ما خطب الفساتين التي أملكها ؟ أمي اختارت ثلاثة فساتين لا بأس بها من مجموعتي، جميعهم كانوا على طريقة أودري هيبورن والمفضلة لدى أمي، ولكن أخيرا استقر نظرها على فستان أزرق منقط بالأبيض: "اليس لديك أي شيء ذو لون أغمق ؟" " لا " أجبتها بملل، ألم تنتبه أبداً لملابسي ؟ كان علي أن أشكر أبي على حريني في ارتداء ما أحب بينما كان محافظا جدا، كان لديه مشكلة في قول لا لي ولم یكن لأمي خيار سوى الرضوخ لأوامره. تنهدت أمي ثم سلمت الفستان الأزرق لي: "هذا يطابق عينيك. دعينا نأمل أن يروق هذا الفستان السخيف لكاسيو .. ارتديت الفستان دون أن أنيس بكلمة، متذكرة كلمات كاسيو عن ملابسي وخصلاتي المتمردة " . ضعي المكياج جوليا ، يجب أن تبدي أكبر سنا." قالت بیاس أعطيتها تعبير غاضب لكنها كانت في طريقها للخروج قبل أن تقول: "وارتدي الكعب العالي " أخذت نفسا عميقا ورمشت بعيني لأمنع الدموع من السقوط .
كنت محظوظة حتى الآن لكن فضلت ألا أفكر في واقعي المرير، أعرف جيدا ما يجري وراء الأبواب المغلقة، كان عالمنا قاسياً وكان أبي لطيفاً معي. لكنني كنت أرى كم من أبناء أعمامي تعرضوا للإساءة من قبل أبائهم، وكيف كان أعمامي يعاملون زوجاتهم
من قبل آبائهم، وكيف كان أعمامي يعاملون زوجاتهم بطريقة مخزية. كان خطيبي الأخير قريبا من عمري . صبي هادئ تقريبا وخجول أيضا أختاره أبي ليحميني ويقدرني لكن هذه ستكون مهمة صعبة مع كاسيو ومع ذلك لم أرغب في الاستسلام للمشاعر السلبية لكن خوفي خلف ألماً حادا في صدري، أمسكت بالكعب الأزرق، وتوجهت إلى الحمام، عيناي كانتا زجاجيتان عندما تفحصت انعكاس صورتي، لذا وضعت مكياج أكثر من المعتاد، لكن لا يزال أقل بكثير مما تتوقعه أمي وكاسيو على الأرجح عندما نزلت للطابق السفلي للتعارف الرسمي، تمكنت من تهدئة نفسي ... كانت عيناي لا تزالان تحرقاني كثيرا بفعل الدموع تقريبا، لكن ابتسامتي لم تتذبذب وأنا أنزل من الدرج نحو أبي وكاسيو ورفيقه فارو. أمسك والدي بيدي وعصرها بلطف بينما قادني إلى زوجيالمستقبلي، كان تعبير كاسيو تحفة من التهذيب المنضبط كما كان ينظر في الصباح. كانت عيناه زرقاء داكنة مثل عمق المحيط ، وأعطت الانطباع بأنها يمكن أن تبتلعك تماما مثل البحر الذي لا قاع له، ولكن لمحت الضيق على تقاسيم وجهه عندما تفحص فستاني... حسنا لا أهتم.
"كاسيو، قابل ابنتي جوليا " رئت إشارة تحذير في صوت أبي، الذي ارتد مباشرة من سلوك كاسيو الرزين
"من دواعي سروري مقابلتك يا جوليا . " فمه ارتسم بابتسامة تكاد تكون معدومة، ثم أمسك بيدي وقتلها. ارتعدت بفعل ملامسته الغير متوقعة ونظرت له بعينى الزرقاوين، وقمت بتعديل وقفتي قائلة بتهذيب: "الشرف كله لي كاسيو " نظر أبي بقلق بيني وبين كاسيو، ربما أدرك أخيراً أنه زماني إلى ذئب مخيف، حاول أبي إخافة زوجي المستقبلي بنظرة مظلمة، لكن الخروف لم يصبح مفترسا بارتدائه فراء ذئب، وأبي لم يكن أكثر من فريسة بين الوحوش المتعطشة للدماء في دوائرنا. استقام کاسیو متجاهلا
نظرات أبي وتوجه نحو رفيقه ليعرفني اليه : " هذا يدي اليمنى ومستشاري..... فارو مددت يدي برسمية، لكن فارو لم يأخذها بل أحنى رأسه بأدب..... تجاهلته واقتربت أكثر من أبي الذي قام بلمس وجنتي بلطف بدا ممزقاً وخائر القوى ورؤيته هكذا جعلتني أشعر برضا مريض بسبب صراعه الواضح حول هذا الزواج. "سأرسل خزانة ملابس جديدة لجوليا، أرجوك أ. أخبر زوجتك أن تأخذ في قياسات ابنتك."
قال كاسيو ونظراته تمسح جسدي "أحتاج لإمرأة بجانبي، لا لفتاة."
دقق والدي النظر لكاسيو وقال بجدية: "ربما كانت هذه غلطة ويجب أن ألغى اتفاقنا."
YOU ARE READING
إغراء فاتن
Randomعندما قابل كاسيو خطيبته للمرة الأولى نادته ب "سيدي " بعد فقدان زوجته كرس كاسيو وقته لرعاية طفليه الصغيرين إضافة إلى فرض حكمه وهيمنته على فيلادلفيا، لكنه الآن يحتاج إلى أم لأطفاله وشخص يمكنه تدفئة سريره بالليل. ولكن في عالم تقليدي كعالمه فإختيار زوجة...