7||chapter

8.6K 289 114
                                    

كاسيو
....
لم اكن من المعجبين بالتلامس الجسدي في الليل، حتى أنني غالبا مالم اشارك زوجتي المتوفاة الفراش ولكن هذا لا يعني أنها كانت ترغب بقربي في الليل فهي لم تكترث قط بإخفاء ترددها في قربي منها ، وخصوصا عندما ننام معا،إلا إذا كانت تريد شيئا مني ، لكن جوليا طلبت قربي وأنا رفضتها كان ضوء الصباح الباكر يضيء وجهها المنتفخ، والتصقت الدموع الجافة بجلدها كانت قريبة مني لدرجة شعرت برغبة غير معقولة في لمسها وليس بطريقة جنسية. كانت مسنود على كوعي ، أشاهدها تنام بسلام ، وكما هو الحال في العديد من الليالي السابقة ، صور جايا المغطاة بالدماء طاردت أحلامي .
نادرا ما حلمت بالناس الذين قتلتهم ومع ذلك زوجتي الميتة مازالت تملأ ليالي وهي غارقة بدمها .
تحركت جوليا وشفتيها افترقتا في تنهيدة ناعمة . كان ذلك دليل على استيقاظها دفعت نفسي إلي الأعلى بسرعة وأرجحت رجلي من السرير وأدرت ظهري لها. تحرك السرير بجانبي فألقيت نظرة من كتفي على جوليا التي كانت جالسة تفرك وجهها بشعر فوضوي، لا حظت تحديقي لها وعيناها قابلة خاصتي وابتسمت بتردد لان جوليا بدت جميلة جدا بطريقة فتاة مراهقة جدا . اللعنة على كل شيء....
وقفت هادرا بصوت بارد " يجب ان نستعد ، النساء سوف يسترجعن الشراشف قريبا ."
أخذت جوليا ساعتي من المنضدة قائلة :"إنها الثامنة فقط ، هل تعتقد حقا انهم سيزعجوننا في هذا الوقت الباكر بعد ليلة زفافنا؟" ربما لن يفعلوا ، ولكن لم يكن لدي نية لإضاعة الوقت في السرير . لقد رتبت عدة اجتماعات طوال اليوم أهمها مع لوكا على الغداء ، أردت أن أستغل الفرصة لوجوده في المدينة قبل أن يعود الي نيويورك أخذت هاتفي من المنضدة و أرسلت رسالة ل مايا بأن بإمكانكم أخذ الشراشف في غضون ثلاثين دقيقة فجاء ردها الفضولي على الفور .
ألم تنم حتى بعد ليلة زفافك؟
البقاء بعيدا عن عملي كان كل ما كتبت في الرد.
وضعت الهاتف جانبا ، متجاهلا تقييم جوليا .
أمسكتها تراقبني ليلة أمس والأن هذا الصباح فاجأني رد فعلها... بالطبع ، كانت مفاجأة سارة أنها منجذبة لجسدي وليست مفزوعة مثل جايا .
"ميا و الأخرون سيأتون بعد ثلاثين دقيقة هل تريدين أن تستحمي اولا ؟ أستطيع أن أحلق ذقني في عضون ذلك ."

عضت جوليا شفتها ، ونظرت بعيدا قبل أن تومئ برأسها: "حسنا. " نزعت الأغطية ووقفت ، أخذت عيناي تراقبها ، وللحضة فكرة في إخبار ميا بأنهما يمكنهما الإنتظار أكثر ، كانت جوليا جميلة بشكل لا يطاق ، وفكرة دفن نفسي داخلها مرة اخرى كانت مغرية للغاية ، لكن بقع الدم على الشراشف ذكرتني أنه لن يحدث ما أفكر به الأن .
بعد خمس عاشر دقيقة ، استحممت جوليا وارتدت ثيابها ، ضفتوجهتو بعدها إلي الدش، كانت قد اختارت أحد الفساتين التي أسلتها والدتهت ، قطعة حمراء أنيقة طويلة الاكمام تعنق قدها النحيف ، ولكن على الأقل لم تكن تبدو مراهقة كما كانت من قبل بلبدت جميلة و أنيقة للغاية."
"هل يجب أن أغطي. عيناي المنتفختين بالمكياج أم تريد أن يعرف أنني بكيت بالأمس ؟ " توقفت بقدم واحدة داخل الداش ثم استدرت إلي زوجتي وهيتحوم حول مدخل غرفة النوم.
"لم أردك أن تبكي فلماذا أريد أن يعرف الناس أنك فعلت ذلك؟" لم تكترث لي و فتشت وجهي متمتمة بسخرية:"ظننت أنك ربما تريد أن أن يظن الناس انك اذيتني بما فيه الكفاية لتجعلني أبكي."
لقد فكرت بالأمر حقا فالرجال في الطابق السفلي سيتوصلون إلى استنتاجات خاطئة ويخافون مني لذلك ، ولكن أيضا الرجال في الطابق السفلي لم يكونوا محترمين وأنا لم أكن كذلك حتما ولسبب وحيد قلت ببرود:" لا أريد أن تستاء أخوتي إذا لاحظوا بكائك، لذا غطي الأمر بالمكياج." حدقت بي أكثر من لحظة ولم أستطع ان أعرف السبب وراء نظرتها تلك ، كان الأمر غريبا.
"حسنا! لا أريد أن أمنعك من الاستحمام ، أعرف كم أنت مشغول اليوم." دقت في صوتها إشارة الرفض.
لم تكن ردة فعلها عندما أخبرتها أنني سأقضي اليوم في اجتماعات العمل حتى نتجه إلى قصري وأطفالي في وقت متأخر بعد الظهر.
"أنا أعمل كثيرا جوليا ، وأنا لن أشرح نفسي لك.
كامرأة وظيفتك الوحيدة هي أن تربي أطفالي ، ليس أن تظهري بأناقة أمام الآخرين." اشتعل الغضب في عينيها، لكنها استدارت وغادرت.
لم أكن بمزاج يسمح لي بالنظر في تصرفاتها الغريبة ومن الافضل أن تتخلص منهم قريباً. عندما ارتديت بدلة داكنة أخرى من ثلاث قطع بعد خمسة عشر دقيقة ، وجدت جوليا على الأريكة في غرفة الجلوس في جناحنا ، تكتب شيء ما على هاتفها وهي تبتسم بهدوء.
"مع من تتحدثين؟"
أدارت رأسها وحواجبها ارتسمت معا بتساؤل :
"عفوا؟"
"مع من تتحدثين ؟" قلت مرة أخرى بنفاذ صبر.
القلق عبر وجههت ، لكنني لم اهتم إذا كانت متضايقة.
"من ؟ " صرخت مما جعلها تشهق بفزع.
"أختك ميا."
أخذت الهاتف وجوايا اطلقته بدون احتجتج، ودققت النظر في الرسالة المبعوثة من قبل شقيقتي :"أعتءر عن وقاحة أخي لأنني أعرف أنه لن يفعلها أبدا ، سأقول ذلك لأنه رجل ، لكن لا علاقة لذلك بالكروموسومY.
وقفت جوليا قائلة بتهكم: "أخبرتك الحقيقة"
تفحصت الرسائل السابقة لأرى ما قالته جوليا لأختي ، لكنها كتبت أنه لايزال عليها التعود علي بعد أن سألتها ميا إن كانت بخير.
هزت جوليا رأسها ناحيتي ثم تنهدت: "الثقة هي أساس الزواج."
"كيف تعرفين؟"هل كانت حقا تحاول أن تخبرني شيئا عن العلاقات ؟
"أعتقد أنني أعرف عن طريقة عمل الزواج أكثر منك يافتاة."
نظرت لي بألم شديد:"أتساءل إن كنت جايا ستوافقك الرأي." أغلقت شفتيها بسرعة وعينها اتسعتا.
انفجر الغضب من خلالي في نفس الوقت ال ذي دق فيه الباب . فابتلعت غضبي واتجهت نحو الباب سعيدا بالمسافة التي قطعها ذلك بيني وبين جوليا حتى لا أفرغ جل غضبي فيها.
ابتسامة ميا سقطت عندما رأتني ثم ارتطمت عيناها بشىء خلفي:"هل كل شيء بخير ؟"همست بخفوت .
فتحت الباب على مصراعيه وراء ميا وانتظرت إيلاريا، والدة جوليا ، آريا ، ونساء أخريات لاسترجاع الشراشف،
"ادخلوا! أحضري الشراشف ليس لدي الصباح كله."
نظرت لي ايلاريا بسخط وقالت وهي تمر بجانبي: وقح كالعادة." ترددت ميا للحظة ، فاقتربت منها وسحبتها إلى الجانب :" رأيت ماكتبته لزوجتي."
نظرت لي بغضب:"هل تتجسس عليها"
"سوف تبتعيدين عن زواجي ميا، سأقول هذا مرة واحدة فقط تذكري مكانك والأهم من ذلك، لا تتحدثي مع جوليا عن جايا ، مفهوم ؟ "
شددت قبضتي عليها ، ثم أومأت برأسها : "بالطبع ." ابتسمت جوليا للنساء اللواتي نظرن اليها نظرة متعاطفة ، فذهبت إلى زوجتي الشابة قبل أن تشركها احدى النساء وخصوصا ميا في محادثة فضولية . وعندما وقفت بجانبها لمست جوليا ذراعي برفق وهي تهمس: " أنا آسفة على ذكر زوجتك الراحلة كاسيو لم أقصد أن أغضبك." ملأتني المفاجأة من حديثها ، ولكن عيونها وتعبيراتها كانت جادة.
أومأت برأسي ووضعت يدي على أسفل ظهرها مجيبا: "هيا! دعينا ننزل إلى غرفة الطعام حيث سيتم تقديم الإفطار. "ألا يجب أن ننتظرهم حتى ينتهوا ؟ " أشارت برأسها نحو باب غرفة النوم حيث انبعث منه ثرثرة النساء المتواجدات خلفه. "لا أحتاج لرؤية هذا ."
ابتسمت بخجل وردت: "أنت على حق. ترددت قليلا و كنت على وشك قول المزيد، لكن تنهدت بإستسلام وأخرجت جوليا من جناحنا مرت رحلة المصعد بصمت، لكن توتر جوليا كان واضحا . "لقد تخطينا الأسوأ جوليا . " وجهها احترق بالخجل وشفتيها ارتجفتا : هل تتحدث عن ليلة زفافنا ؟ " ادرت راسي نحوها و بالنظر إليها من الواضح أنها كانت تقاتل الإحراج المنبعث من كلامي : " ليس عليك أن تتظاهري بأن الليلة لم تكن تثير خوفك لقد شعرت بارتجافك ." "صحيح أن . ذلك أخافني، ولكن الأمر انتهى ولم يكن مزعجاً كما كنت أظن."
ارتفعت حواجبي ولا أعرف ماذا أفعل من صدق زوجتي، بالرغم من أننا كنا متزوجين حديثا إلا أن الطريقة الغير مشددة التي تحدثت بها معي تعودت عليها بسرعة : "هذا جيد على ما أعتقد." أطلقت ضحكة صغيرة وقالت: "نعم، أفترض ذلك أيضا." فتحت أبواب المصعد ، مما أدى إلى انهاء محادثتنا الغريبة ، قدت جوليا الى أكبر غرفة طعام بالفندق كانت مليئة برجال عائلتي وعائلة جوليا، بالإضافة إلى أهم أعضاء الفاميليا .
قالت جوليا تحت أنفاسها : " هل سيبدأ عرض الشراشف ." قمت بالضغط على جانبها على سبيل التحذير واضطررت الى خنق ابتسامة : " أنت الآن زوجتي ويجب أن تتصرفي وفقاً لذلك أنا ، لا أستطيع تحمل فقدان ماء الوجه في الأماكن العامة." تمتمت بتوتر : "أعرف ."
لم يكن علي القلق بشأن هذا ورثت جوليا موهبة والدتها في التحدث مع الناس حتى الغرباء، ولكن على عكس ايجيديا ، كانت جوليا ساحرة وجميلة تلف الجميع حول إصبعها بسهولة. العديد من الرجال راقبوها بطريقة جعلتني على حافة الهاوية، ولكن لا أحد تجرأ على مصافحتها. غمز لي فارو بينما كان يتحدث مع بعض قادتنا لكني تجاهلته وحولت إنتباهي إلى الباب حيث دخلت أمي وأم جوليا مع الشراشف بينهما .
ثم اتجهوا إلى جانب الغرفة وغطوا النسيج الملطخ بالدماء على كرسيين. أطلقت جوليا صوتاً خانقاً صغيراً، وتخضبت خدودها في اللحظة التي رأتهم فيها: "هذا مهين . "
حدقت بالشراشف ثم اعدت نظري لجوليا، لم أكن محرجاً، لكنني أيضاً لم أحب أن أعرض هذه اللمحة من حياتنا الخاصة على العامة. مع جايا لم أهتم، ربما لأنني كنت صغيرا ومتلهفا لإثارة الإعجاب، لكن الآن الوضع يختلف : "إنها علامة على شرفك ، لا شيء لتخجلي منه ."
" وعلامة على قساوتك ، أليس كذلك ؟ " كان هناك رعشة صغيرة في فمها وتلك اللمعة المفاجئة في عينيها كما لو أنها أطلقت نكتة سرية. "أعتقد أنه كذلك نظراً لعمرك كان يجب أن تنتابني هواجس من ايذائك بقسوة حسب طبيعتي " بعد انتهاء الضجة الاولى والتصفيق حول الشراشف الدامية، اتجهنا أنا وجوليا إلى المائدة الأقرب إلىعائلتنا ولوكا وزوجته وفور وصولنا تقدمت ايجيديا وعانقت ابنتها . ربت أبي على كتفي وفحص عيني، وأيا ما كان قلقاً من رؤيته ، فلن يكون موجوداً في غرفة طعام مع معارفه.
عانقتني ميا رغم ترددي في اظهار المودة علنا و همست: " أتمنى حقاً أنك حاولت أن تكون إنسان جيدا مع تلك الفتاة.
لم أكن متأكد من قدراتي على أن أكون جيدا على الإطلاق، لم يكن الأمر في طبيعتي، لكنني لم أكن صبورا أو قاسيا مع جوليا. اهتمي بشؤونك الخاصة . " ضيّقت عيونها نحوي لكن لم أهتم، كنت قد فقدت العد من المرات التي قلت لها هذا ، لكنها فشلت في الامتثال لرغباتي. " هل كل شيء على ما يرام ؟" همست جولیا ونحن نجلس في مقاعدنا على رأس الطاولة. إتكأت أقرب وتمتمت: "أختي قلقت من أنني لم أكن جيدا معك " " بسبب الشراشف ؟ " رنّ الرعب في كلمات جوليا "بسبب طبيعتي . " اومأت جوليا برأسها بتلك الطريقة الغريبة التي اعتدتها ، كانت رائحة شعرها كالفراولة الطازجة في فصل الصيف، والرغبة المجنونة في إدخال أنفي فيه ارتفعت بداخلي لمست يدي التي ترقد على فخذي بأطراف أصابها و شعرت بالأعين تراقبنا ، استدرت إلى الطاولة وكان كريستيان فيليكس، وأبي يراقبون الوضع بغرابة لدرجة أن تعابيري أصبحت مشدودة .

إغراء فاتن Where stories live. Discover now