جوليا
.....غادر كاسيو بعد وقت قصير من تقديمي لحراسي الشخصيين الجدد و اعتقدت بأنه قد يتناول الفطور معي أنا و الأطفال ، لكن على ما يبدو أن العمل كان أهم من عائلته. لقد فاجأني عندما انحنى من أجل قبلة الوداع لأنني لم أعتقد أنه من نوع الرجال الذين يظهرون المودة للعامة لكن ربما تلك القبلة كانت تهدف لإظهار الهيمنة ، ومع ذلك بدت القبلة لطيفة نوعا ما. عندما أغلق الباب الأمامي وراءه ، وقفت في الردهة، وأنا أشعر بالضياع قليلا ، شعرت بعيون إيليا ودومينيكو تراقبني وهم يحومون بجانبي بضع خطوات ، ينتظرون منى الأوامر . كنت سيدة هذا المنزل لآن ، مسؤولة عن طفلتين صغيرين وكلبة صغيرة. حاولت ألا أفزع وابتسمت لحراسي الشخصين لأن دائما ما كانت الابتسامة تنفذ الموقف.
"سأتناول الفطور مع الأطفال أولاً بعد ذلك ، يمكننا الذهاب للتسوق ، هل ترغبون في الانضمام إلينا على الإفطار أو لديكم غرفة تفضلون فيها الراحة حتى أحتاج إلى خدماتكم."
أومأ دومينيكو برأسه قائلا:"هناك منزل حرس في القصر ون..."
"نود أن ننضم إليكم على الإفطار ."قاطعه ايليا بسرعة. عبس دومينيكو لكنه لم يقل شيئاً، أقام ايليا اتصالاً بصريا معي للحظة، لقد بدا ودوداً ومنفتحاً جدا لكن دومينيكو قام بدور الحارس الشخصي الجاد على عكسه.
"حسنا، لماذا لاتمضون قدما... "تراجعت ثم قلت: "هل تعرفون أين يتم تناول الإفطار عادة؟"
ابتسم إيليا بهدوء أما دومينيكو قام بهز رأسه فقط.
ابتسمت ابتسامة محرجة وتمتمت:"حسناً إذاً،سأذهب للمطبخ لأجد سيبيل." جايا كانت تأكل في غرفة الطعام لكن الغرفة كانت كبيرة ورسمية بالنسبة لذوقي ومع ذلك ، كان المطبخ على غرار المنزل الريفي الأبيض مع نوافذ كبيرة و طاولة خشبية طويلة ، بدا اكثر اريحية لي في تناول الطعام. بينما كانت سيبيل تطبخ نوعاً من الفطور بالبيض والسجق ، كانت سيمونا تنظر الي نظرة ناقدة ، لكنها كانت مشغولة بتدوير عجلات ملونة على صينية في الجزء الأمامي من مشايتها.
"لماذا لاتذهبون وتجلسون بينما أحصل على دانييل ؟" قلت بهدوء ودومينيكو وإليا غرقا على الكراسي في الحال.
"إنه لايتناول الفطور ، وهو يختبئ عادة عندما أحاول احضاره."
التفت إلى سيبيل وقلت:"سوف أنزله ، لاتقلقي ، هل أخرجتِ لولو للمشي بعد؟"
"لا، أنا لا أفعل ذلك عادة السيد موريتي منع ذلك وغالبا ما تبقى في الغرفة المخصصة لها."
"سأدعها تدخل الحديقة حتى أجد الوقت لأمشي معها لاحقاً
استدارت سيبيل نحوي بعيون واسعة : " السيد لا يريدها في الحديقة."
" لقد وضع لولو هناك الليلة الماضية لذا لا يبدو أنه يمانع." " لا ، لا ... كان ذلك لمعاقبتها فقط ، ولكن ليس من المفترض أن تتبول في الحديقة." " حسنا ، هذا سيتغير الآن . " إيليا و دومينيكو نظرا لي بغرابة لكني أعطيتهم ابتسامة أخرى قبل أن أتوجه للأعلى. كان لدي شعور أنني أعرف كيف أخرج دانييل من غرفته وعندما دخلت كان قد رحل ولم أجده في غرفة نوم والدته القديمة أيضاً لكنني سمعت صوتاً من تحت السرير وعرفت أنه يختبأ هناك.
"دانييل... سأدع لولو تخرج إلى الحديقة حتى تتمكن من الركض قليلاً هل تريد أن تنضم إلينا ؟ " انتظرت وبعد بضع دقائق رأس أشقر داكن خرج من تحت السرير فإستقام على قدميه ونظر لي بريبة، وأمسك اللوح الإلكتروني في صدره. مددت يدي بإبتسامة تعال ، أنا متأكدة من أن لولو لا يمكن أن تنتظر لرؤية الحديقة ." لم يمسك يدي، لكنه تبعني إلى الطابق السفلي خطوت أمامه وعندما فتحت الباب إلى غرفة لولو نظرت أمامي مباشرة للأرضية التي كانت مغطاة بالبول والبراز تنهدت وانحنيت ناحية لولو وأخذتها للأعلى شاهدني دانيل بفم مفتوح لولو وأخذتها للأعلى شاهدني دانييل بفم مفتوح عندما لمست فراء لولو ووجهه كان مليء بالشوق والحماس ، تذكرت كلمات كاسيو عن غضبها واندفاعها أمام الغرباء وقررت ألا أدعه يلمسها في الوقت الراهن، كان لا بد من تحسنهما هما الإثنين قبل أن يصبحا صديقين حقا تمشى دانييل بجانبي عندما عبرت غرفة المعيشة إلى الأبواب الفرنسية، كان هبوب هواء نوفمبر البارد في وجهي يجعلني أفضل البقاء في الداخل، وضعت لولو أسفل على الشرفة. للحظة... هي لم تتحرّك ، فقط رفعت أنفها بلطف وتركت الريح تسحب فرائها . لكن سرعان ما اندفع قلبي بسرعة ظنا منه أنها تحاول الهرب لكن بدلا من ذلك، ركضت فقط ، تلتف وتستدير مثل الأرنب البري. ركضت وركضت كما لو أنها مرتها الأولى في الخارج. وقفت دانييل بقربي يتتبع بأعين واسعة كل شيء بإعجاب طفولي، وجلست بجانبه رغم أن بنطالي غير المريح صعب علي الأمر .
"إنها سعيدة ، أترى ؟ "أومأ برأسه لكنه لم يبعد عينيه عن لولو. بقينا أنا ودانييل هكذا لمدة عشر دقائق تقريباً ولولو توقفت مرة واحدة فقط للتبول قبل أن نقرر المغادرة مجدداً لأن الجو كان باردا جدا، وبعدها استقمت واقفة، دفعت اصبعين بين شفتي وأطلقت صفارة للولو مما جعل رأس دانييل يندفع تجاهي وفمه الصغير انفتح بذهول. صفرت مرة أخرى على الرغم من أن لولو كانت تحوم في طريقي : " أتريد أن تتعلم كيف تصفر هكذا ؟" أومأ دانييل ببطء ، فقلت : "إذن سأعلمك ." لاحظت توتر لولو تجاهنا ، لكنها حافظت على بضع خطوات بيني وبين دانييل. ولم أكن أعلم إن كان هناك شيء قد حدث أو أنها لم تتعلم التعامل مع الأطفال بعد. دخلنا أنا ودانييل المطبخ وكانت رائحة لحم الخنزير المقدد والقهوة المخمرة الطازجة تغلف المكان اشتدت معدتي في الحال لأنني لم أكل كثيرا الليلة الماضية قبل أن أتي إلى بيتي الجديد والآن كنت أتضور جوعاً ، كانت لولو على بعد خطوتين خلفنا وذيلها مدسوس بين ساقيها، وكان من الواضح أنها جائعة أيضا ... أعرف كيف كان ذلك الشعور. هزت سيبيل رأسها نحو لولو قائلة : "هذا ليس جيداً، السيد لن يعجبه ذلك . " ابتسمت فقط وتجاهلتها : "شكراً على إعداد الفطور لنا . كانت سيمونا جالسة على كرسي أطفال عالي، لكن بجانبها كرسي مماثل آخر، وضعت سيبيل طبق الفطور على الطاولة ثم أمسكت بدانييل الذي بدأ بالصراخ وعلى الرغم من صراعه معها أخذت منه اللوح وحاولت دفعه إلى كرسيه العالي. نهض دومينيكو كما لو أنه سيساعدها في كبح جماح الطفل لكن اوقفته قائلة له بحزم: "لا." كلاهما أعطاني نظرات غير مفسرة بينما بقي إيليا يراقبني بتمعن قالت سيبيل: "لن يأكل إذا لم يجلس على كرسيه ." أخذت دانييل منها ، والذي لم يكن سهلاً بسبب صراعه ، ثم وضعته على كرسي بجانبي: "هل تريد كرسي فتى كبير ؟" هدأ ثم اندفعت عيناه نحو اللوح . "لا." قلت بهدوء : "يمكنك أن تأخذ لوحك بعد الفطور، ولكن لا أحد منا يمارس الألعاب اثناء تناولنا الطعام. أنت فتى ناضج يا دانييل وهذا هو السبب في أنك لا تستطيع اللعب أثناء الوجبات وليسمح لك بالجلوس على كرسي الكبار." عيناه قابلتا عيناي وللحظة الحزن بداخلها بدا كبيراً جداً على شخص بهذا الصغر ليحمله، ابتلعت الشفقة بداخلي دون تفكير ولمست رأسه ، بقي صامداً وبتصفية حنجرتي، استقمت ودفعت كرسيه بالقرب من الطاولة. "هل يمكنك الحصول على وسادة ؟ " سألت دومینيكو الذي اختفى وعاد بعد بضع دقائق مع وسادة. "يجب أن أرفعك لكي يضع دومينيكو الوسادة على الكرسي لكي تكون أطول، حسناً ؟ " أعطاني دانييل إيماءة صغيرة ، فأمسكت به تحت ذراعيه ورفعته ثم أنزلته بسرعة على الوسادة والآن رأسه كان مستويا مع الطاولة. أخذت المقعد الذي بجانبه وسيبيل أعطتني إيماءة شكر صغيرة قبل أن تعود إلى سيمونا التي رفضت أن تطعمها بالملعقة.
"كلوا ." أخبرت حراسي قبل أن أغرف القليل من الطبق في صحني : "هل تريد أن تشاركني الطبق ؟" طلبت من دانييل وأنا أمد له الشوكة وبعد لحظة من التفكير ، أخذها . ثقبت شريحة من السجق وحشوتها في فمي: "إنها جيدة ، جربها . " حرك دانييل الطعام فقط بالشوكة وسرعان ما حامت لولو تحت الطاولة آملة كما يبدو أن تحصل على فضلات وقبل أن أتمكن من إيقافه، ألقى دانييل شريحة من النقانق على الأرض، والتي نزعتها لولو في الحال.
"دانييل هتفت سيبيل ، لكنني رفعت كفي لها ، رفع دانييل ذقنه ناحيتها ونظرة واحدة إلى عينيه أخبرتني أنه على وشك التبول على نفسه إن لم أفعل شيئاً . "إذا كنت تريد أن تطعم لولو، عليك أن تأكل أيضا، ما رأيك بهذا ؟ لكل قضمة تعطيها لها ، تحتاج إلى أن تأكل واحدة في المقابل ؟ " فكر دانييل في ذلك للحظة قبل أن يقوم بإيماءة سريعة ثم قام بإمساك أصغر شريحة من النقانق على الطبق ودفعها إلى فمه. مضغ وابتلع ، ثم ألقى واحدة أخرى لولو. سیبیل تنهدت وهي تتمتم: "السيد لن يعجبه ذلك، ليس من المفترض أن تكون الكلبة في المطبخ، ناهيك عن الحصول على الطعام من الطاولة . أعلم أن الأمر لم يكن مثالياً ولم يكن مرغوبا به أيضا، لكن إذا كانت هذه الطريقة جعلت دانييل يأكل ، سأتبعها حتى أعرف لماذا تصرف بهذه الطريقة ويصلح الأمر. كدت أضحك كيف من المفترض أن أصلح الأطفال المصدومين ؟ كلب مهمل ؟ لكن كل من سيمونا ودانييل ولولو وربما حتى كاسيو كلهم يحتاجوني وعلي فعل شيء حيال هذه العائلة المتشتتة. بعد الإفطار ، لولو التي شبعت بالسجق والبيض أكثر مما ينبغي أن يكون كلب صغير، كانت ملتفة تحت الطاولة وتنام بعمق . ذهب دومينيكو وإيليا إلى تجهيز السيارة لرحلة تسوقنا فيما كانت سيبيل مشغولة بتنظيف غرفة لولو، التي ما كانت لتكون كذلك من هذا اليوم. تركت وحيدة في المطبخ مع دانييل الذي لا يزال جاثماً على الوسادة، والآن مع اللوح في حضنه وسيمونا التي تدلت على كرسيها العالي بنعاس، هذان الطفلان لي الآن لأعتني بهما ، لقد كان عبء على كاهلي وأنا أراقبهما . لم أشعر بأنني أم لكن هل سيقبلوني يوماً ما ؟ ربما يجب أن أخفض توقعاتي وأبدأ بأن أصبح صديقتهم تلك كانت الخطوة الأولى . اقتربت من سيمونا وابتسمت لها ، نظرت لي بغرابة "مرحباً سيمونا ، أنا جوليا ." بعض من دقيق الموز الذي تناولته على الفطور ملتصق بخدها وصلت لمنشفة شاي وبللتها ببصاقي قبل أن أمسح جلد سیمونا يا إلهي ، لقد كنت أتحول إلى عماتي اللواتي لطالما كرهتهم عندما يمسحون شيئاً بالبصاق الخاص بهم، والآن أصبحت مثلهم. سيمونا ارتبكت قليلا لكنها لم تبكي لقد اعتبرته نصراً صغيراً: "انتهينا من كل شيء، الآن نحن بحاجة إلى إخراجك من هذا الكرسي والاستعداد لرحلة التسوق." أمسكت بها تحت ذراعيها ، ورفعتها من الكرسي، ثم وضعتها على بين ذراعي كما يفعل الآخرون. كانت سيمونا صامتة لكن عينيها أصبحتا كبيرتين من المفاجئة ؛ لم تقتنع بي بعد لمرة واحدة ودانييل لم يكن ينظر إلى شاشته الآن بل نظرته الثاقبة كانت موجهة نحوي أنا وسيمونا . "لا يجب أن تقلق على أختك دانييل، سأعتني بكما ." "إنهم أصغر من أن يفهموا كل شيء تقولينه لهم. ربما يجب أن تفسري هذا ، أنت راشدة ، ولست بحاجة إلى تبرير أفعالك لهم . قالت سيبيل من المدخل عبست لأنه كان من الواضح أنها تعتقد أنني طفل آخر يجب الاعتناء به ، كنت صغيرة وعديمة الخبرة عندما كان الأمر يتعلق بالأطفال، ولكن كان من المفترض أيضا أن أكون سيدة المنزل الجديدة والقدوة لهؤلاء الأطفال. كان علي أن أضع قدمي في هذا البيت: "شكرا على مساهمتك سيبيل. ولكن كيفية تربية دانييل وسيمونا هو فقط من شأني أنا وكاسيو." بعد لحظة من الصمت المذهل، أومأت سيبيل برأسها: "بالطبع." ما زال الرفض ينثر من كل مسامها ولم ألمها حقا ، كان من الغريب أن يكون لديها شخص صغير مثلي كرئيسها وهي بعمر جدتي.
" الإفطار كان لذيذاً جداً، شكرا لك على ذلك. " قلت كعرض سلام. لم أرد أن تكون سيبيل عدوتي، أنا في حاجة إلى كل المساعدة التي يمكن الحصول عليها . المفاجأة عبرت وجه سيبيل ثم أومأت برأسها وأومض كبرياء في عينيها مددت يدي من أجل دانييل وهتفت: "تعال، دعنا نذهب للتسوق، سنشتري لك حذاء جديد وقمصان رائعة . نظر دانييل إلى حاسوبه اللوحي وإذ كنت أبحث عن طريقة لإقناعه، استقرت رفع دانييل رأسه بسرعة ، وقفز من الكرسي في الحال. عيناي على لولو التي كانت نائمة تحت الطاولة. "نحن ذاهبون لشراء أشياء جديدة للولو أيضا، ألا تريد أن تساعدني في اختيار أفضل الألعاب لها ؟ " "اللوح يجب أن يبقى هنا لذلك يجب أن تنتبه الى كل الالعاب . " تردد وضغط اللوح على صدره. ثم ببطئ وضعه على الكرسي وأتى نحوي، كانت سيمونا تنظر لي بغرابة أما دانييل لم يمسك يدي ، لكنه تبعني إلى مدخل القاعة حيث كان إيليا ينتظرنا. "أتحتاجين إلى مساعدة ؟ " قال وهو ينظر لسيمونا " في الحقيقة، نعم ، لا أستطيع ارتداء حذائي ومساعدة دانييل بارتداء سترته وأنا أحمل سيمونا. ابتسم إيليا وأتى نحوي ، وبينما أخذ سيمونا مني لمست أصابعه يدي ولسبب ما لم أشعر أنها حادثة . تجاهلت الأمر ونظرت ناحية سيمونا ، حتى لو از عجتني صرخاتها ، فرحت سرا لأنها لم تبكي وهي بين ذراعي، لبست بسرعة ووجدت سترة لدانييل قبل أن تنطلق أخيراً. كنت محشورة بين مقعدي الطفل في الجزء الخلفي للكاديلاك بينما كان إيليا ودومينيكو جالسين في الأمام. عندما ذهبت للتسوق في الماضي، كنت قد أستغرق ساعتين أو ثلاث على الأكثر، ولكن مع طفلين صغيرين، كانت الأمور مختلفة جدا في النهاية تخليت عن جعلهم يجربون الملابس وحملت القطع أمامهم على أمل أن يناسبهم ذلك وعلى الرغم من نوبات البكاء، كان من الممتع للغاية شراء ملابس الأطفال. كان هناك الكثير من القطع الجميلة التي جعلت قلبي يرفرف بسعادة، لم أستطع الانتظار حتى يراهم كاسيو، حتى و لو كنت قلقة بعض الشيء بشأن ردة فعله تجاه الفساتين اللطيفة التي اشتريتها لسيمونا. أحدهم لديه أزرار عباد الشمس. بالنسبة لدانييل حصلت على بعض القمصان اللطيفة التي ساعدني بإختيارها عمال المتجر إضافة إلى قميص مكتوب عليه * الأخ الكبير " والذي أبدى اعجابا به وأخبرت دانييل بما قالوه وذلك جعله يبتسم قليلاً. عدنا الى البيت بعد ست ساعات، ثلاث ساعات من البكاء، وثلاث أخرى غيرنا فيها الحفاضات والأمر الصعب جدا إضافة الى عشر أكياس تسوق ، كان الطفلان قد ناما في الطريق إلى القصر ولم يستيقظا حتى عندما حملناهما إلى الداخل، سيمونا بين ذراعي ودانييل بين ذراعي إيليا.
بعد أن أحضرناهم للفراش، تبعني إيليا للطابق السفلي وهو يقول : "لديك موهبة التعامل مع الأطفال." " شكرا لك . "
لم أكن متأكدة تماماً إن كان ودودا أو لا، لكن كان هناك شيء غريب به بالتأكيد. "لولو" ناديت وصوت خدوش خلف باب غرفة التخزين تلاه نباح جعلني أتنهد فاتحة الباب. لابد أن سيبيل حبستها مجدداً، ربما تبوّلت لولو داخل المنزل مجدداً، لقد إحتجت إلى إكتشاف جدول يسمح لي بالإعتناء بالأطفال ولولو تركتها في الحديقة وإيليا بقي بجانبي ، فرمقته بنظرة فضولية وقلت: "هل كنت تعمل لدى كاسيو لفترة طويلة ؟ " "كحارس شخصي ؟ أقل من سنة لكنني عملت معه في وظائف أخرى منذ ما يقارب العشر سنوات" " هل حرست جايا أيضا ؟ " تعبيرات إيليا تغيرت في الحال وأومأ برأسه نحو الحديقة : "هل من المفترض أن تحفر لولو حفرة ؟ "أدرت رأسي بسرعة : "ماذا ؟ . " كانت لولو في الواقع تحفر حفرة ، ونصف جسمها الصغير يختفي في الأرض بالفعل. هرعت للخارج بسرعة : "لا لولو، لا." حدقت بها ثم استمرت بحفرها وكأن شيئاً لم يحدث اختطفتها من التربة، لقد كانت قذرة، والآن أنا أصبحت كذلك . انتقلت مرة أخرى إلى المنزل والأوساخ أمطرت على الأرض بسببي أنا وفراء لولو الذي لا يمكن إنقاذه فهتفت بتوبيخ: "إنه وقت الاستحمام." لدهشتي ، لولو لم تقاتلني عندما وضعتها في الحوض، بل وقفت هناك فحسب وسمحت لي بتنظيفها و بعد أن قمت بتجفيفها ، أمسكت بالمقص الذي اشتريته واستقرت على أرضية قاعة المدخل مع لولو في حضني، عندما أحضرت المقص بالقرب من جسدها، ارتبكت، ولكن في النهاية عندما أدركت أنني أحاول مساعدتها، استرخت وتركتني أقص فرائها، والفراء المهشم جعل جلدها يحك عندما انتهيت، وأصبحت بنصف حجمها السابق وبدت جميلة بشكل مستحيل فقلت لها : "انتهينا ."
**
کاسیو
....
بعد أن تفحصت مختبر الأدوية الجديد لدينا والكازينوهات تحت الأرض، توجهت إلى بيت والدي لأن أبي طلب مني أن أقابله وبالطبع، كنت أعرف ما الأمر المستعجل الذي أراد الحديث عنه. جوليا .... قبل أن أخرج من السيارة، أرسلت رسالة إلى إيليا الذي إتصال بي بعد فترة وجيزة:"كيف تسير الأمور ؟"
"الوضع. متوتر من حولي، يبدو أنها لاحظت أن هناك شيء مريب، لكن لا أعتقد أنها تثق بي حتى الآن. إنها جيدة
مع الأطفال والكلب."
"هل هي كذلك؟"
"نعم!!صبورة جدا، ومحبوبة أيضا." الجميع استخدم تلك الكلمة لزوجتي ، واللعنة ، كانت حقا جميلة ومحبوبة:"لا تترك الشكوك خلفك ، جوليا حذقة جدا لذا الأمر سيجعلها ذلك مرتابة."
"حسنا يا زعيم." أغلقت الخط وغادرت السيارة، فُتح باب منزل والديّ قبل أن أقرع الجرس ، فأعطيت أمي نظرة ساخطة:"هل كنت تنظرين من النافذة؟"
تجاهلت الأمر وأردفت:"كنت أتساءل فقط ماكنت تفعل في السيارة."
"أعمل يا أمي ، أنا دائما أعمل."
"حتى بعد وقت قصير من زواجك من تلك الفتاة؟"
"اسم تلك الفتاة جوليا ، وتوقفي عن مناداتها بالفتاة يجعلني هذا أشعر بأنني عجوز." لمست والدتي خدي برقة "أنت لست عجوزاً."ابتعدت عن متناول يدها وقلت بجفاء:"أين أبي؟"
"في صالة التدخين ، إنه لايستمع لي ، ألا يمكنك أن تخبره ان يترك هذه العادة الفظيعة ؟ لقد اصيب بالفعل بثلاث أزمات قلبية والتدخين لا يساعده."
"أبي لن يستمع لي أيضاً." توجهت نحو صالة التدخين التي امتلأت برائحة السيجار الكوبي الحلوة كان أبي جالسا على الكرسي أمام الموقد، وكأسا فيه ويسكي ، وسيجارا في يده الاخر. ابتسم لي والتجاعيد في وجهه ازدادت وضوحا : "من الجيد رؤيتك يا كاسيو اجلس . "
غرقت في الكرسي المجاور له وهززت رأسي عندما عرض علي سيجاراً، لكن رفضتها ، فلم يعجبني طعمها أبداً: "ما الذي أردت مناقشته ؟ "
" كيف هي الأمور مع جوليا ؟ " أعطيته نظرة غاضبة: "هل هذا ما يدور حوله هذا الاجتماع ؟ استشارات الزواج ؟ " انحنى أبي إلى الأمام ووضع سيجارته في الطبق: "رجالنا معجبون بك ، إنهم يخافونك أيضا، البعض قد يكرهونك وإذا انتهى زواجك الثاني كما انتهى زواجك الأول، فقد يهيمن البغض والخوف أكثر مما ينبغي."
اندفعت من الكرسي، لكن أبي وضع يد مجعدة على ذراعي: "ابق ... أنا رجل عجوز ومسموح لي أن أخبر ابني الحقيقة."
" إنها الحقيقة كما تراها يا أبي." نظر ليده الممسكة بذراعي ثم تنهدت وغرقت مرة أخرى إلى الأسفل وانحنيت إلى الوراء : الأمور على ما يرام، بالنظر إلى عمر جوليا والوضع ككل. لا شيء في هذا الزواج مثالي، أنا فقط أحاول أن أمارس السيطرة على الأضرار الناجمة عنه ."
سخر أبي قائلا : "السيطرة على الأضرار الزواج مسألة عاطفية وإذا كنت تتوقع الأسوأ، في الأسوأ هو ما ستحصل عليه."
" إذا كنت تتوقع الأسوأ ، فأنت مستعد للأسوأ، ولن أتفاجئ ثانية ابدا."
"ربما يجب أن تعطي جوليا مساحتها من الحرية، إنها فتاة محبوبة ، إنها لا تشبه جايا في شيء."
" أنا لا أعرف أي نوع من النساء هي جوليا ."
" وذنب من هذا ؟ " سأل أبي . هززت رأسي قائلا : وهل تخدم هذه المحادثة غرضا آخر غير انتقاد الطريقة التي أتعامل بها مع زواجي ؟ " قال أبي بهدوء : "أنا قلق عليك يا كاسيو ." امتلأت عيناه بالحزن وتابع: "أنت كل ما أردته في إبني ، أنت قوي ، ولا تخجل أبدا من القرارات الصعبة لم أشك أبدا في قدرتك على حكم فيلادلفيا ."
"لكن الآن أنت تعرف ؟" هز أبي اكتافه المترهلة ووصل إلى السيجار مرة أخرى: "يحتاج المعبد إلى أكثر من عمود ليقف الحياة أكثر من العمل." حدقت في لهيب المدفأة متمتما : " العمل هو الثابت الوحيد في حياتي الآن ." لقد كان اعترافا ندمت عليه في اللحظة التي قلته فيها . انحنى أبي إلى الامام وربت على ساقي : "إذن غيره.
نظرت إلى ساعتي وقلت : " أحتاج للذهاب الآن، سأقابل كريستيان لمناقشة النتائج التي توصل إليها حول هذا الجزء الجديد من نادي الدراجات النارية، إنهم يظهرون مثل الأعشاب الضارة ويجب علينا اقتلاعها .
لقد وقفت وهذه المرة أبي لم يحاول إيقافي، أمي تبعتني إلى الباب، تحاول إقناعي بالبقاء للغداء، لكنني لم أكن في مزاج لتدخلهم بعد الآن. قبلتها ثم أسرعت إلى سيارتي. أنا وكريستيان تقابلنا في مكان إيطالي صغير يقدم أفضل طبق "ريزوتو" في المدينة، كريستيان كان يجلس في مكاننا المعتاد عندما دخلت. فأعطيته إيماءة قصيرة عندما انزلقت إلى المقعد المقابل له . " أي أخبار عن الجزء ؟ " لم يقل كريستيان أي شيء لفترة لكنه نظف حلقه قائلا : "كيف حال جوليا ؟ " لم يعجبني تيار التحذير الخفي في صوته ولو قليلاً. "إنها بخير، هي زوجتي الآن كريستيان، إنها ليست من شأنك ، إنها لي."
"أستطيع أن أقبل ذلك طالما وعدتني أن مصيرها لن ينتهي مثل جايا . قفزت على الطاولة، فأمسكته من حنجرته ودفعته الى المقعد. وجهه تحول للون الأحمر، لكنه قابل نظرتي : "احترس يا كريستيان، في هذه المدينة كلمتي هي القانون ، حماية والدك، تلك محدودة، تنتهي عند حدود بالتيمور."
"أنا لست بحاجة إلى حماية والدي وإلا لما كنت هنا أعمل تحت إمرتك، جوليا هي اختي الصغيرة سأحاول حمايتها قدر استطاعتي." شددت أصابعي على عنقه : "جوليا بأمان معي، إنها لا تحتاج لحمايتك." أطلقت سراحه وجلست أعدت ربطة عنقي الى الوراء تحت سترتي وعدلت هندامي . دلك كريستيان رقبته وهو يراقبني : " لا عجب أن يحبك كثيراً أنت وهو لديكما نقاط مشتركة ." تجاهلته قائلا: "سائقو الدراجات يخططون لشيء ما، انظر ماذا فعلوا في نيوجيرسي ونيويورك يجب أن نراقبهم ."
" أنا أفعل ذلك ، ليس من السهل إقامة اتصالات بكل أنحاء نيويورك." تحدثنا فقط عن العمل بعد ذلك، حتى لو كان واضحا أن كريستيان لم يكن سعيدا بذلك.
الكثير من الناس كانوا يحاولون التدخل في زواجي، وأنا لم أقدر تحمل ذلك على الإطلاق.
كان منتصف الليل تقريبا عندما فتحت الباب الأمامي ودخلت قاعة المدخل الضوء من غرفة المعيشة لفت إنتباهي ... لن ينتظر إيليا هناك. وكان للحراس منزلهم الصغير في المكان الذي يمكنهم قضاء ليلتهم فيه . شيء اندفع نحوي وأخذ مني الأمر لحظة لأفهم أنها كانت الكلبة التي بدأت بالنباح، أعددت نفسي لأمسكها مرة أخرى قبل أن تدمر سروالي. "لا، لولو تعالي الى هنا " جوليا أمرت وظهرت عند مدخل غرفة المعيشة، وهي ترتدي سوى ثوب نوم حريري ، كانت حافية القدمين وشعرها كان مشعثا قليلا كما لو كانت نائمة على الأريكة. ولدهشتي توقفت الكلبة عن هجومها وهربت الى زوجتي الصغيرة التي انحنت وربتت عليها ، وكان ذلك عندما أدركت أن معظم فروها قد اختفى: "أخذتها إلى مصفف الكلاب ؟ " ضحكت جوليا وعيناها لمعت بالمرح وهي تستقيم: "لا، أنا لا أعرف أي مصفف كلاب، لقد قصصت فرائها ، كانت متسخة جدا." أومأت برأسي، لست مهتماً بالكلاب ولولا دانييل لكنت سأتخلى عنها منذ وقت طويل ولكن في كل مرة أنظر إلى هذا الشيء، تظهر في رأسي صور لا أحتاج لتذكرها. إتكأت جوليا على إطار الباب، وكانت تبدو جميلة. جلست الكلبة مطيعة إلى جانب ساقها ، معتبرة أنني دخيل في بيتي. لقد بحثت في الجوار عن سبب استيقاظها وقلت: "لماذا أنتِ مستيقظة ؟ " عبست بلطف وأجابت: "كنت أنتظر عودتك للمنزل." تجاهلت معطفي وعلقته قبل أن أعود إليها : "هل حدث شيء ؟" هزّت جوليا رأسها برفض وجاءت نحوي، حدقت للأسف بقدميها الحافيتين وثياب النوم الرقيقة، وأصبح التباين بيننا أكثر وضوحاً . وضعت يدها على صدري وارتجفت : "يا إلهي ، البرد شديد في الخارج . سارت القشعريرة على طول جلدها الشاحب، وتبعتهما عيناي الى فتحة ردائها حيث انحصر ثوب نومها .. "إنه الشتاء." كان الكلام غير ضروري على الاطلاق لكن الوقت كان متأخرا وشوش قربي من جوليا ذهني: "أجيبي على سؤالي هل حدث شيء ؟"
ابتسمت بدون شك : "لم يحدث شيء كاسيو لكنني أريد أن أكون هنا عندما تعود من العمل، أليس من المفترض أن يكون الأمر هكذا ؟ " حدقت بها بصمت فمنذ أن انتقلت من منزل والدي ، لا أحد انتظرني، ولا حتى جايا أبداً." لست بحاجة لتشعري بأنك ملزمة بانتظاري، أعمل لساعات طويلة ." ضغطت بكفي أسفل ظهرها ودفعتها نحو الدرج : "دعينا نأخذك إلى السرير."
" أنا لست طفلة ، كاسيو."
تبعتنا لولو بينما كانت جوليا تصعد الدرج لكنني منعتها: "لماذا ليست محبوسة في غرفتها ؟ هذا غير مسموح به في الطابق العلوي " لن تبقى في تلك الغرفة بعد الآن." حواجبي ارتفعت بدهشة ، وقفت جوليا على الدرجة الأولى لذا كانت تقريبا على مستوى العين معي : "لم أدرك أنني اتخذت ذلك القرار."
"أنت لم تفعل، لكنني فعلت ." أمسكت وركها قائلا بتحذير : " أنا سيد المنزل . " رباه ، رائحة الفراولة الحلوة تلك كانت تقودني للجنون.
" أتتوقع مني أن أطلب منك الإذن لكل شيء صغير ؟ أستطيع التعامل مع لولو، لذلك دعني أتعامل معها." قلت لها بحزم : "لن تصعد الى الأعلى." أومأت برأسها وأعطت الكلبة أمراً ولدهشتي، هرعت لولو عائدة إلى غرفة الجلوس : "لقد وضعت سلتها هناك، ومن المفترض أن يكون ملاذها الآمن." هززت رأسي وصعدت السلالم ، كنت منهكاً جداً لهذا الهراء ، جوليا تبعتني بهدوء لكنني شعرت أنها بحاجة للحديث دخلنا غرفة النوم وأغلقت الباب: "كيف سارت الأمور مع أطفالي ؟"
" جيدة ، ذهبت للتسوق معهم، نحن نتعرف على بعضنا البعض وأنا أحاول أن أصبح صديقتهم ."
YOU ARE READING
إغراء فاتن
Randomعندما قابل كاسيو خطيبته للمرة الأولى نادته ب "سيدي " بعد فقدان زوجته كرس كاسيو وقته لرعاية طفليه الصغيرين إضافة إلى فرض حكمه وهيمنته على فيلادلفيا، لكنه الآن يحتاج إلى أم لأطفاله وشخص يمكنه تدفئة سريره بالليل. ولكن في عالم تقليدي كعالمه فإختيار زوجة...