《تحكمات رجل》2

2.1K 68 0
                                    

في غرفة الاجتماعات، كان اللوء "عامر" واقفاً في وسط الغرفة بهيبةٍ ووقار، يشرح للخريجين الجدد بعض المعلومات الخاصة بالمهمة الجديدة وكان من ضمن المجموعة ابنه "أدم"، وهنا أردف في لهجة جادة:
- اتمنى تكونوا فهمتوا ايه المطلوب منكم هناك، أنا مش عايز أي غلطة لأن الغلطة الواحدة قصدها حياتكم وكمان المقدم "عمران" هيبقى القائد بتاعكم والمسؤل عنكم هسيبكم دلوقتى تتعرفوا عليه وهو هيعرفكم أكتر عن المهمة اللى هتقوموا بيها.

تقدم منهما "عمران" بثباتٍ حيثما قاموا جميعاً برفع أيديهن له بالسلام تعظيماً واحتراماً لمقامه الرفيع، فهو ظابط مخابرات ذو شخصية قوية و لديه طباع حاد، وفي العقد الثالث من عمره، ومن أمهر وأكفأ الظباط في مقر عمله، وهذه فرصة جيداً لهما كى يستفيدون من خبرته.
وقف أمامهم وهو يعطى لهما بعض الأوراق الخاصة، وقال بصرامة:
- دا ملف فيه كل المعلومات اللى هتحتاجوها، وطبعاً زي ما أنتم عارفين إن دي هتكون أول مهمه لينا مع بعض وعلشان كدا في شوية حاجات لازم تعرفوها، أولاً أنا بحب الانضباط، والجد، والنشاط في العمل، ثانياً أنا مابحبش الغباء لأنه بيخسرنا كتير، وما بالكم أننا رايحين للموت برجلينا فأي غباء أو تهور منكم كلنا هنضيع، ثالثاً اللى خايف على نفسه من خدشايه صغيرة يتفضل يعتذر عن طلوعه للمهمة دي، لأن أنا مش عايز معايا أي نفر جبان وده لأننا ممكن مانرجعش ودي حاجه احتمال أكون متأكد منها.

نظروا إليه بثقة وغرور ولم يرف لهما جف، فأخذهم الحماس أخذاً مبيناً، حين صاحوا بالموافقة على كل ما قاله فهم رجال أقوياء مستعدين بالتضحية بأرواحهن من أجل الوطن، وفي هذا الأثناء هتف "أدم" بسرور وقال:
-وياترى بقى المهمة دى طالعنها فين.

نظر إليه "عمران" من طرف عيناه، وأجابهُ في لهجة تحملُ قدراً من السخرية:
- هو حد قالك إن احنا طالعين رحلة سعيدة نفرفش فيها على نفسنا ونغير جو، لا صحصح كدا معايا أنت وهو احنا رايحين لقدركم الأسود، وعلى العموم المهمة في سيناء وكمان هنكون متعاونين مع العساكر وضباط الجيش، وبعدين متنسوش أنكم هتتعاملوا مع أرهابيين وناس مسلحة والأسوأ إن معظمهم مصريين ولكنهم بايعين بلدهم، والغلطة منكم هناك هتقضي على الكل مش عليك لوحدك فهمتوا، أنا مش عايز اشوف استهتار من أي حد فيكم، لأن لو شوفت حد مستهتر وربنا ماهحرهموا.

ولما استدار بظهره مبتعداً عنهما قليلاً، أضاف قائلاً:
- قدامكم خمس ساعات تجهزوا فيها لأن هنتحرك بإذن الله تعالى على بليل و يلا اتفضلوا مش عايز تأخير.

☆☆☆☆☆☆☆

عند "فيروزة" كانت واقفة أمام المرآه لتضع سلسلة فضية على عنقها الطويل، ثم تحسستها وهي تبتسم برضا على مظهرها الهادئ واللائق، فهي تعشق تلك المجوهرات والأمور الهادئة، فلما انتهت من تأملها جذبت هاتفها وحقيبتها ومفتاح سيارتها من على الفراش، وأتجهت إلى باب غرفتها ولكنها توقفت مكانها حين وجدت "وليد" مستنداً على ذاك الباب.
فارتسمت علامات التعجب على وجهها، لذا تسألت:
- أنت بتعمل ايه هنا وواقف كدا ليه؟.

"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن