الفصل الثاني

1.4K 49 1
                                    

فى صالة التدريب كان اللوء "عامر" واقفاً فى منتصف القاعة بهيبة ووقار، يشرح  للخريجين الجدد بعض المعلومات الخاصة بالمهمة الجديدة وكان من ضمنهم ابنه "أدم"، فتفوه  بجدية:
- اتمنى تكونوا فهمتوا ايه المطلوب منكم هناك مش عايز أى غلطة لان قصدها حياتكم وكمان المقدم "عمران" هيبقى القائد بتاعكم والمسؤل عنكم هسيبكم دلوقتى تتعرفوا عليه وهو هيعرفكم أكتر عن المهمة اللى هتقوموا بيها.

تقدم منهما "عمران" ليضربون له السلام تعظيماً ووقارً لمقامه، فهم يسمعون عنه كثيرآ فهو ظابط مخابرات ذو شخصية قوية وله انطباع حاده وعمره ٣٢ سنة ومن أمهر وأكفأ الظباط فى مقر المخابرات وهذة فرصتهم حتى يتعلمون من خبرته.
وقف أمامها بوقار ليقول بصرامة وهو يعطى لهما ملف:
- دا ملف فيه فى كل المعلومات اللى تحتاجوها وطبعا دى اول مهمه هتكون لينا مع بعض وفى شوية حاجات كدا لازم تعرفوها هقولكم عليها لكن مش دلوقتى، واه كمان لازم تبقوا عارفين أى مهمه هنقوم  بيها هنواجه الموت و ممكن منرجعش منها ف اللى خايف على نفسه وروحه يقدر من دلوقتى يتفضل يعتذر عن طلوعه للمهمة دى.
أردفوا بحماس بأنهم على أستعداد لتلك المهمة، بينما قال "أدم" بسعادة:
-وياترى بقى المهمة دى طالعنها فين.

نظر إليه "عمران" من طرف عيناه ليقول بنبرة تحمل قدراً من السخرية:
- هو حد قالك أن احنا طالعين رحلة سعيدة نفرفش على نفسنا فيها ونغير جو، لا صحصح كدا معايا أنت وهو احنا رايحين للموت برجلينا والمهمة اللى رايحنها فى سيناء على الحدود وهنتعامل مع أرهابيين وناس مسلحة والغلطة الواحدة هناك هتقضي على الكل مش عليك و بس فهمتوا، أنا مش عايز اشوف استهتار من أى حد فيكم، لأن لو شوفت حد مستهتر وربنا ماهحرهموا.
أستدار بضهره مبتعداً عنهما قليلاً ليكمل حديثه مرة أخرى:
- قدامكم ست ساعات تجهزوا فيها لان هنتحرك بإذن الله تعالى على بليل و يلا اتفضلوا مش عايز تأخير.
              ********************
فى غرفة "فيروزة" كانت تضع سلسلة فضية على عنقها الطويل لتقوم بتحسسها وهى تبتسم برضى على مظهرها الهادئ واللائق، فهى تعشق تلك الاكسسوارات والأمور الهادئة، أخذت هاتفها وحقيبتها ومفتاح سيارتها وأتجهت إلى باب غرفتها لتجد "وليد" واقفاً مستنداً على ذاك الباب..
نظرت إليه متعجبة لتتسأل:
-وليد أنت بتعمل ايه هنا ووقف كدا ليه؟.

نظر إليها بنظرات ذات معنى ثم قال:
- هى الهانم خارجة ولا ايه ؟.

زفرت "فيروزة" بهدوء وقالت:
- اه خارجة عندك مانع .

- وياترى على فين العزم إن شاء الله.

- خارجة مع "لارين" والبنات هنشتري شوية حاجات من المول.

تحدث "وليد" ببرود:
-بس أنتى مدتنيش خبر بأنك خارجة ولا حتى استأذنتِ منى ياهانم.

أردفت بتعجب قائلة:
- بس أنا استأذنت من بابا وهو وافق ومرفضش.

"لحن الزعفران" مكتملة🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن