" اُضحي من أجلكِ "

314 13 4
                                    

مشهد خاص ♡♡♡

كانت "فيروزة" جالسة على المغسلة في المطبخ، تؤرجح ساقايها المتتدلّيان وهي تشاهد زوجها وهو يعد لها كعكة خاصة لعيد ميلادها، فكيف لها بأن تفوفت تلك الفرصة التي لأن تتكرر مرة أخرى، فالمقدم "عمران" شخصياً يقوم بهذا العمل بنفسه دون مساعدة، وهذا من أجل إسعادها، ظلّت تراقبه بتسليه وهو يخلط مكونات الكعكة معاً، وفيما راحت تنضج في الفرن، قفزت من على المغسلة وهي عازمة على تنفيذ ما جاء في رأسها، وقبل أن تتحرك اوقفها "عمران" متسائلاً:
-رايحة فين؟.

أجابته بتلقائية:
-هعمل حاجه بسيطة لزوم السهرة لحد ما أنت تخلص مهمتك.

وفيما هي تغادر سمعته يقول:
-حاولى ماتتأخريش ياروزا.

جاءهُ صوتها المتحمس من الخارج قائلة:
-ماتقلقش مش هتأخر.
بعد بضع دقائق معدودات، وقفت "فيروزة"  أمام مرآة الحمام لتقم بوضع طبقة من أحمر الشفاه بعدما أرتدت ثوبها الأبيض، وعدلت من هيئة شعرها لتجعله ينسدل على كتفيها بأريحية، فهي تشعر بالحماس والإثارة كونها ستسعد وتهنئ بقضاء وقتاً ممتعاً بصحبة شريكها في الحياة، وعندئذٍ أسرعت في الخروج من غرفتها حين سمعت صوت دقات الساعة معلنة عن منتصف الليل.
عندما كان يسحب آلة الأشعال من على الطاولة ليشعل الشموع، لاح طيفها مقبلاً عليه فرفع مقلته نحوها ببطءٍ شديدٍ ليطالعها بعمقٍ، فجاءتهُ هي على استحياء ووقفت قابله بدلالٍ وبدأت مذهلة وأنيقة في ثوبها وعيناها الزمردتين المُزينة بالكحل الأسود، بينما هو قد سرّهُ جمالها لذا لم يقاوم رغبته المُلحة في تقبيل خدها، خفق قلبها بشدة عندما قبّلها برقة بالغة ثم ابتعد عنها قليلاً وراح يحدق بها مطولاً ليمتع عيناهُ بالنظر إليها، وكأن نظرته الرائعة تلك تعبر عما داخله وتقول لها تدللِ مادمت هنا بجانبكِ فالتسعدى.
تبسمت بسعادة حين سمعت "عمران" يغني بصوتٍ راقى وهو يشعل الشمع، ثم قال باسماً و بدعابة:
-عيد ميلاد سعيد...عيد ميلاد سعيد ... ميلادك سعيد روزا.

فضحكت بسرور على هذا الأطراء، وعندما انتهى وقف بالقرب منها وأمسك يدها وقال بود:
-قبل ما نطفى الشمعة اتمنيى أُمنية.

اومأت برأسها للأمام بنعم، وراحت تحملق به بفرح وهي تتمنى أمنيتها التي طالت انتظارها وهي أن تحملُ في احشائها طفلاً منه ثم أطفأت الشمعة، فسألها بفضولٍ:
-ايه هي أمنيتك؟.

رددت بدلالٍ وهي تحاوط عنقه:
-لو قولتلك ايه هي مش هتتحقق، وأنا بصراحة متلهفة للأمنية دي بقالي فترة.

مسد على شعرها بحنان وقال بنبرة هادئة ودودة:
-ربنا يحققلك كل أحلامك وأمنياتك، لكن أكيد هيجي يوم وهعرف ايه هي.

أنهى جملته وبدأ يتفننُ في قطع الكعكة ووضعها في الطبق، ثم أخذ جزء صغير بالشوكة وأطعمها أياها، ولبث منتظراً رأيها، تذوقت مذاقها اللذيذ بشهية، وقالت باسمة:
-واو بجد تحفة تسلم أيدك ياعمورة.

"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن