《محاولة قتل》 4

3.4K 82 1
                                        


ثوانٍ وصرخت عالياً بذعرٍ عندما رأته يرفعُ السكين ويسقط بها نحوها ليغرزها بها، ولكن على الفور ضربته بقوةٍ في ركبتيه فاختل توزانه، ثم رمت نفسها على الأرض، وقبل أن تنهض وتفر جرى إليها مسرعاً، وأمسكها من قدماها، فجاهدته بكل قوتها وهي تزحف على كلتا ذراعيها رغم رعبها وخوفها، وشعرت بأن حياتها على شفا حفرةٌ من الموت، و لكنها لم تستلم له بهذه السهولة لذا صارت تناضل معه إلى فترة قصيرة وهي تسدد له بعض الضربات برجليها، ولكن مقاومتها بدأت تضعف شيئاً فشيئاً، وما أن جاءت تصرخ وتستغيثُ مدّ يده كاتماً لأنفاسها، وفي هذه اللحظة شعرت بألم مبرح في ظهرها وكأنه سيخاً من النَّار قد اخترقها، وفجاةً دوت منها صرخةٌ مكتومةٌ عندما أخرج الملثم نصاله من ظهرها فتناثرت الدماء على الأرضية، وقبل خروجه من حيثُ أُتى نظر إليها بإنتصار شديد بعدما حقق مبتغاهُ، ثم ولّى مدبراً.
خرج "معاذ" من غرفة أبناء أعمامه قاصداً غرفته وأثناء سيرهُ في الممر، سمع صوت أحد يئن متألماً فاتبع مسار الصوت، والذي على أثره علم بأنه صوت "لارين"، فاقترب من باب غرفتها بقلقٍ وهو يناديها، أما هي نظرت نحو الباب وهمست باسمه بوهن وأغمضت عيناها بإغماء، وما لم يتلقى منها رداً دب الرعب في أوصاله، وإذ به يحاول جاهداً بكسر الباب، وحينها فُتح الباب وأُدخل بخطوات راكضة، وأقبل عليها جاثياً صاعقاً بجانبها محتضناً لها بقلبٍ منفطر، وأخذ يضرب على خدها برفقٍ وهو يبكي:
-لارين حبيبتي أفتحى عينك أنتِ سمعاني، لارين ردي عليا أرجوكِ.
فقام بضمها بقوةٍ إلى صدره، وصرخ صرخةٌ جادت لها نفسه، فجاء الجميع مهرولين على صوته، ودن منهما الطبيب "أنيس" حزناً وقلقاً، ورفع شقيقته بين ذراعيه متجهاً بها إلى المستشفي.
كان اللواء "عامر" يأخذ الممر المؤدي إلى غرفة العمليات مجيئةً وذهاباً، وهو يردد مناجياً منتحباً:
-لطفك يارب، لطفك يارب،، يارب سلم، وارحم عبدك الضعيف، اللى مش حمل إنه يتعذب بموت حد تاني من ولاده يارب.

فدن منه شقيقه "خالد" وربت على عاتقه، وتسأل بقلق:
-عامر أنت كويس؟.

نظر إليه الآخر وبدأت عيناهُ تفيضُ بالدمع، وشعر حيال ذلك بأنه أشقى رجل على وجه الأرض، ثم رد عليه وقد توغّر صدره غضباً:
-لا مش كويس بنتي في أوضة العمليات وبتموت مني، وأنا واقف هنا ولا حول لي ولا قوة، ومش عارف هي كويسة ولا لأ!، أنا حاسس بنار جوايا يا خالد، ولو طفحت لتحرق الكل.

شدّد على كتفه مواسياً، وقال في كمد:
-تفائل بالخير وإن شاء الله هتبقى كويسة فمتقلقش، وبعدين أخوها معاها جوة ومش هيسبها تخرج من هنا إلا وهي بخير و بصحة سليمة.

رفع مقلته إلى الأعلى محدثاً ربه:
-يارب... يارب دي لو حصلها حاجة هموت فيها.
مرت دقائق معدودات، وكان "عامر" يتحدث في هاتفه في لهجة تلظّى:
-وأنا أعرف منين شايفني بشم على ضهر أيدي، لكن ورب الكعبة أول ما أعرف مين الحيوان اللى عمل كدا لهقتله يارؤوف، سامع هقتله، ودلوقتى أنا عاوزك تتحرى عن الموضوع ده وتشوف كاميرات البيت.

"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن