《مجرى الحياة》 6

1.9K 60 0
                                    


مرت أيام قلائل وعاد كل شيء لمجراهُ الطبيعي، وفي صباح يوم آخر، ملأت "نازلى" السفرة المستديرة بالإفطار الشهي والشاي الساخن، فجلس الجميع فى حالة هدوء يتناولن الطعام قبل الاستعداد إلى الذهاب لاعمالهم، لاحظ "عامر" شرود "فيروزة" التى تعبث بخصلات شعرها ولم تأكل أي شيء وضع كفه على يديها بحنان وقال:
- مش بتاكلى ليه ياروزا.

نظرت إليه بملامح باهتة وقالت:
- ماليش نفس للأكل ياحبيبى.

تحدث والدها بعدم رضا:
-حبيبتى مينفعش كدا كلى لقمة قبل ما تمشي على الشغل!.

أردفت بهدوء:
-مش قادرة يابابا لما أجوع هبقى أطلب أي حاجة في الشغل، وبعدين فين طارق وعمر؟.

أجابتها "نازلى" بضيقٍ من هؤلاء المشاغبون:
-البهوات لسه نايمين ومش عايزين يقوموا وأنا غلبت معاهم.

نهضت من مكانها وأتجهت إلى الأعلى وهى تقول:
- أنا بقى اللى هاصحيهم بطريقتي.

دلفت إلى غرفة الثنائي فأبتسمت على طريقة نومهم المضحكة ثم تحولت نظرتها إلى نظرات أخرى خبيثة، والتفتت حولها لتجد زجاجتين من المياه، فقامت بأخذهم من على الطاولة وسكبت واحدة على "عمر" الذى شهق بفزع وقال:
-في إيه !.

ثم أقتربت من "طارق" الذى كان نائمة بعرض السرير وفاتح ذراعيه وقدميه بطريقة عشوائية، فجعلته يستيقظ سريعاً مفزعاً ساقطاً عن السرير، حين سكبت عليه الزجاجة الأخرى، وحينها سمعته يتمتم بقولهُ:
- أنا بغرق بغرق حد يلحقني يابابا ياعمي.

كتمت "فيروزة" ضحكتها وهي تحملق به بشفقةٍ، ثم قالت:
- غريق إيه ياهبل قوم يلا وراك شغل.

فلما استوعب "عمر" ماحدث، رمقها بضيق وهو يمسح تلك القطرات الساقطة من عليه قائلاً:
- حرام عليكِ يافيروزة بقى دي طريقة تقومينا بيها احنا بنأدمين وربنا!.

ربعت كلتا يديها وقالت بهدوءٍ:
- وهو في حد قالك أنك من جنس الحيوانات مثلاً.

أستدارت بجسدها قليلاً لتنظر إلى "طارق" فوجدته جالساً على الأرض مندهشاً متحيراً، وخصلات شعره تقطر مياهاً، فقالت:
- ماله دا ....واد ياطارق مالك عامل زي الصنم كدا ليه؟.

نظر إليها بأعين ناعسة وأجاب:
-عايزة إيه وبتصحيني ليه؟.

ابتعدت عنه متجهة نحو باب الغرفة وقالت بلهجة حازمة:
- قدامكم عشر دقايق وتكونوا تحت، ولو طولته عن كدا مش هيحصلكم كويس، وأنتم عارفين أنا ممكن أعمل إيه فيكم.
ثم خرجت من الغرفة موصدة الباب خلفها بقوة، فنهضوا من أماكنهم وهم يتخبطون ببعضهما البعض.

☆☆☆☆☆☆☆☆

كانت "لارين" جالسة تشاهد التلفاز بملل رهيب، حين ذهب الجميع إلى مشاغلهم، فقامت بإغلاق التلفاز وألقت جهاز التحكم بجانبها، وقالت بعنفوان:
- تليفزيون متخلف زي اللى عمله مفهوش حاجة عدلة.
وفي حين ذلك وجدت أحد يضع يداهُ على عيناها، فرسمت بسمة تزين ثغرها وتفوهت برقة عندما علمت من الفاعل:
-معاذ!.

"لحن الزعفران" قيد التعديل🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن