~الفصل الثامن عشر ~

71 8 7
                                    

ابتسمت نرجس بمكر ثم قالت بينما ترتشف قهوتها

: يبدو أنك تقدرين والدتكِ جيدًا يا أصيلة

-أليس هذا هو الوضع الطبيعي؟ ..أن تعتني بنا أمهاتنا فنكبر بارين بهن؟!

- هذا هو المألوف

ليقول محمد بينما ينتشل الطعام من شوكته محدثًا صريرًا مزعجًا

: لكن الوضع هنا في منزلنا مختلف قليلا، ستعتادين عليه مع الوقت أو ربما لن تحتمليه..من يعلم !

- محمد ! صه عن الهراء !

- كما تريدين يا أمي

شعرت سيلا بغصة فاستئذنت و صعدت لأعلى

مرّ يومان و الوضع بين سيلا و فريد كما هو ، قليلا ما يلتقيان ،لا يتحدثان إلا للضرورة، حتى جاءت صفاء مع فؤاد لزيارة ابنتهما و الاطمئنان عليها و حين عرف فريد بأمر الزيارة قرر تمثيل دور الزوج العطوف رغم أنه كان واضعا في الاعتبار أن تنهار سيلا و تحكي كل شيء لأهلها كما نصت خططته .

و حين وصل الاثنان كان الاستقبال مشحونًا بمختلف المشاعر .. و بمجرد أن رأت سيلا والدتها أرتمت في حضنها متشبثة بشدة كرضيع غابت عنه أمه كما ربتت صفاء على ظهرها و قبلت ارجاء وجهها قبلات حنون بين كلتاهما يقاومان الرغبة العارمة بالبكاء  ثم تاليا عانقت سيلا والدها بشدة كما لو كانت تستمد منه قوتها و اطمئن فؤاد حين رأى ابنته بخير و لكن صفاء زاد قلقها لسبب حتى هي لا تعرفه ،هكذا هو قلب الأم يشعر بكل شيء  ، تاليا سلّم فريد على والديّ زوجته في احترام و بوجهٍ بشوش ،،، حيّت نرجس فؤاد بابتسامة ثم نظرت لصفاء التي تختلف عنها فالكثير من الاشياء فملامح صفاء الناعمة عكس ملامح نرجس الحادة و عيونها العسلية الناعسة عكس عينيها الخضراء المسحوبة..و ثيابها الفضفاضة جدا و خمارها المنسدل على كتفها عكس ثياب نرجس التي لاتزال غير محجبة حتى اليوم
فكيف يعقل لحبيبها القديم أن يكون سعيدا مع واحدة تختلف عنها في كل المواصفات ..قطع شرود نرجس مد صفاء يدها للمصافحة مع ابتسامة رسمية فصافحتها نرجس رغم انها حتى لم تتظاهر بالسرور أمامها ثم سلم كاظم و فؤاد على بعضهما البعض بوجهٍ بارد

جلست صفاء و سيلا في ركن لوحدهما ثم قالت صفاء بقلق

:سيلا..أهناك شيء تخفينه عني ؟

اشاحت سيلا بوجهها خشية أن تكشفها عيونها ثم قال بصوت مهزوز

: مثل ماذا يا أمي ؟..أنا لا أخفي شيئًا

- قولي لي و لا تقلقي ؛فلا خجل بيننا لو أن هناك أي مشكلة من أي نوع إلى من تلجئين سوى أهلك يا حبيبتي ؟؟

- أمي..الأمور حقًا على ما يرام

- لكنك لا تبدين بخير ..وجهكِ شاحب و جسدكِ هزيل و عينيك إنها شاردة على الدوام ،أنا لست مرتاحة لما أرى !

ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن