{{الفصل الأخير }}

88 8 21
                                    

و تلك الأيام التي ظنناها لن تمر ها نحن اليوم نراقب ذكراها .

دخل فريد في حالة من الاكتئاب الشديد ، حتى انطفأ وهج وجهه و صارت ملامحه بائسه و نَحُلَ جسدُه ، و بعد شهرين وقف فيهما أخيه في ظهره و دعمه للخروج من محنته تذكر فريد وعده لنفسه بأن يتغير و يصير رجلا أفضل ، و بدأ بأن ترك شركة والده و بدأ العمل في إحدى الشركات ، كما صار يواظب على صلاته و يقرأ في دينه و يستمع لرجال العلم كما تابع مع طبيب نفسي مختص و إليكم أحد آخر الجلسات :-

كان فريد مُستلقي على المقعد الجلدي بينما حمحم طبيبه و قال بنبرة هادئة مريحة للأعصاب

:قل لي يا فريد ، بعد جلساتٍ استمرت لعامين تقريبًا،  كيف حالك الأن ؟

-الحمد لله ..أشعر أن قلبي أخف كثيرًا و أني تحررت من كل تلك الأعباء التي لم تكن تخصني منذ البداية

-هل لازال يراودك أي شعور بالذنب تجاه كيفية وفاة والدك ؟

-لا أنا فقط حزين عليه..رحمه الله

-و ماذا عن والدتك ما مشاعرك تجاهها الأن؟

-و أنا صغير ظننت أني يجب أن أحبها مهما فعلَت و ظننت أن الآخرين هم السبب في تعاستها، و في كيفية تعاملها معنا ،  ثم كرهتها لأنها للنهاية فضّلَت من تخلى عنها علينا ! و الأن لست سوى مشفقًا على حالها فحتى حبها لفؤاد لم يعد ضمن نطاق الخدمة ..لقد خسرت كل شيء

-أتُسامحها ؟

-و هل لي خيار آخر ؟ أليست أمي ؟!

عدل الطبيب نظارته ثم عاد يقول بنفس النبرة الهادئة الخالية من أي انفعال أو تحيز

:هذا الكلام من قلبك أم لشعورك بالواجب تجاهها فقط ؟

-حتى أنا لا أعرف ، لكني آمل أن أنسى كل ما فعلته بي ،لا أريد أن يبقى في قلبي أي غضب ناحيتها و لا أريدها أن تُعاقب لأني لم أسامحها

-جيد جدًا..و أخيرًا قل لي أما زلت كما أنت تجاه" سيلا" زوجتك السابقة ؟

أخذ فريد نفسًا عميقًا مُظهرا ما في روحه من انكسار

:لم يتغير قلبي و لو ذرة يا سيدي ! أتعرف الجميع يصحو على شمس يوم جديد إلا أنا  ؛فهي شمسي الوحيدة و دونها كل أيامي مظلمة كئيبة !

-و ماذا قد تفعل لو وجدت أنها مضت في حياتها و تزوجت يا فريد ؟

ارتعشت حدقتا عينيه لوهلة ثم نظر للأرض في انهزام فقد فكر في هذا الاحتمال كل ليلة حتى حُرم النوم ثم قال

:سأتمنى لها السعادة ، لا يجب أن أكون طماعًا..يكفيني ما قدمته لي

-هذا صوت العقل و لكن ما يقول صوت القلب ؟

-أن أخطفها و أهرب بها حيث لن يجدنا أحد

-لا بد أنك تحبها حقا

ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن