و تلك الأيام التي ظنناها لن تمر ها نحن اليوم نراقب ذكراها .
دخل فريد في حالة من الاكتئاب الشديد ، حتى انطفأ وهج وجهه و صارت ملامحه بائسه و نَحُلَ جسدُه ، و بعد شهرين وقف فيهما أخيه في ظهره و دعمه للخروج من محنته تذكر فريد وعده لنفسه بأن يتغير و يصير رجلا أفضل ، و بدأ بأن ترك شركة والده و بدأ العمل في إحدى الشركات ، كما صار يواظب على صلاته و يقرأ في دينه و يستمع لرجال العلم كما تابع مع طبيب نفسي مختص و إليكم أحد آخر الجلسات :-
كان فريد مُستلقي على المقعد الجلدي بينما حمحم طبيبه و قال بنبرة هادئة مريحة للأعصاب
:قل لي يا فريد ، بعد جلساتٍ استمرت لعامين تقريبًا، كيف حالك الأن ؟
-الحمد لله ..أشعر أن قلبي أخف كثيرًا و أني تحررت من كل تلك الأعباء التي لم تكن تخصني منذ البداية
-هل لازال يراودك أي شعور بالذنب تجاه كيفية وفاة والدك ؟
-لا أنا فقط حزين عليه..رحمه الله
-و ماذا عن والدتك ما مشاعرك تجاهها الأن؟
-و أنا صغير ظننت أني يجب أن أحبها مهما فعلَت و ظننت أن الآخرين هم السبب في تعاستها، و في كيفية تعاملها معنا ، ثم كرهتها لأنها للنهاية فضّلَت من تخلى عنها علينا ! و الأن لست سوى مشفقًا على حالها فحتى حبها لفؤاد لم يعد ضمن نطاق الخدمة ..لقد خسرت كل شيء
-أتُسامحها ؟
-و هل لي خيار آخر ؟ أليست أمي ؟!
عدل الطبيب نظارته ثم عاد يقول بنفس النبرة الهادئة الخالية من أي انفعال أو تحيز
:هذا الكلام من قلبك أم لشعورك بالواجب تجاهها فقط ؟
-حتى أنا لا أعرف ، لكني آمل أن أنسى كل ما فعلته بي ،لا أريد أن يبقى في قلبي أي غضب ناحيتها و لا أريدها أن تُعاقب لأني لم أسامحها
-جيد جدًا..و أخيرًا قل لي أما زلت كما أنت تجاه" سيلا" زوجتك السابقة ؟
أخذ فريد نفسًا عميقًا مُظهرا ما في روحه من انكسار
:لم يتغير قلبي و لو ذرة يا سيدي ! أتعرف الجميع يصحو على شمس يوم جديد إلا أنا ؛فهي شمسي الوحيدة و دونها كل أيامي مظلمة كئيبة !
-و ماذا قد تفعل لو وجدت أنها مضت في حياتها و تزوجت يا فريد ؟
ارتعشت حدقتا عينيه لوهلة ثم نظر للأرض في انهزام فقد فكر في هذا الاحتمال كل ليلة حتى حُرم النوم ثم قال
:سأتمنى لها السعادة ، لا يجب أن أكون طماعًا..يكفيني ما قدمته لي
-هذا صوت العقل و لكن ما يقول صوت القلب ؟
-أن أخطفها و أهرب بها حيث لن يجدنا أحد
-لا بد أنك تحبها حقا
أنت تقرأ
ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*
Fiction généraleأنا هنا لأحكي عن كل خذلان سبب نقص فينا ..سبب فجوة في كياننا عن الحب الغير مكتمل ..مع أم ..مع أب ..أو حتي مع حبيب ..الحب الذي ظل منتظرا نصفه الآخر فدام {ناقص }إلي الأبد . |الغلاف من تصميم "سارة الغريب "لها بالغ الشكر ♡|