أغلق فؤاد الخط من جهة و شرعت ذكرياته تنسكب داخل عقله من جهة ،،،تذكر أول مرة التقى فيها" نرجس " و هم في الثانوية فقد كانت مثال للفتاة الجامحة و تعرف من كلامها و أسلوبها ،أنها مُعادية لأي رجل ، هو لن ينكر أن أول ما فكر فيه وقتها
،،تلك الفتاة لابد أن تكون قد عانت صدمة من نوعٍ ما ،، حينها شعرتُ بشفقةٍ خفية لكني لم أنوي أن أعيرها بالًا ، ثم كان لقاؤنا الثاني ..يا إلهي ! ، أذكر تلك الليلة كما لو كُنتُ أشاهدها على شريط فيديو كل ليلة ، كنتُ عائدًا لبيتي في أحد الأمسيات الكئيبة و كاختصار للطريق قررت المرور خلال إحدى القرى المجاورة و بينما أنا أقود كدتُ أصطدم بجسمٍ منطوٍ على نفسه في الشارع المظلم ؛ فأوقفت السيارة بسرعة ونزلت لأرى بما كدت أصطدم ، و حينها كانت المفاجأة ، وجدت نرجس جالسة على الأرض تبكي بينما الدماء تسيل من آثار الجَلْدِ على ذراعيها ، حينها سارعت أُساعدها في النهوض و قلت لها و لازالت آثار الدهشة و القلق علي
:نرجس! ما بالك ؟ لما أنتِ هكذا ؟؟
و حين أدركت هي أني زميلها في الثانوية بكت ، أ بكت من الألم الجسدي؟ ، أم بسبب شعورها بالعار و الفضيحة ؟ هذا ليس من شأني و لكنها أردفت بينما تمسح دموعها بعنف
:أ..أنا بخير ، دعني و أنصرف لحال سبيلك
فرددت أنا حازمًا قاطعًا
:أجننتي تريدينني أن أترككِ بهذه الحالة؟! مستحيل ، هيا أركبي سأخذكِ للمشفى
-قلتُ لكَ شكرا أنا مستغنية عن خدماتك
و نظرًا لعنادها لم أجد أمامي سوى أن أحملها بين ذراعي و أدخلها السيارة ، هه لو رأنا أحد من بعيد لظنني أختطِفُها ، و بعد أن قدتُ قليلًا ترجتني ألا نمضي للمشفي كي لا تُفضَح ، وددتُ لو أسأل أي فضيحة لكني خجلت أن أتدخل في خصوصيتها؛فتبضعت من أقرب صيدلية شاش و قطن و مطهر ، و طلبت منها أن تضع المطهر على أماكن الجروح ثم لففتهم لها بالقطن و الشاش ، حينها نظرت لي نظرة آخاذة كلها امتنان و حب ثم قالت بنبرة عميقة
: أتعرف أنت أول رجل أشعر أنه ليس مثل باقي الرجال ..أنت طيب و حكيم و ناضج
-أنت تطرين علي أكثر من اللازم، ثم أي أي إنسان طبيعي في مكاني سيقدم على ما أقدمتُ عليه
-هذا كلام ، لكن الواقع مُنافي اسألني أنا ! لقد ارتحت لكَ لذا سأحكي لك قصتي ، والدي رجلٌ سكير عديم الدين و الأخلاق ..هو السبب فيما أنا فيه ، هذه ليست بأول مرة أضرب فيها ..هذا شيء روتيني في بيتنا ، و السبب هذه المرة أني طلبت إكمال تعليمي و رفضت الزواج بذاك المغفل ابن أحد أغنياء بلدتنا
-لكن أمامنا عام واحد فقط و نصير في الجامعة و لم يتبقى شيء على الامتحانات الا يصبر ؟!
-هه يصبر، أضحكتني ! لو كانت أسواق النخاسة قائمة لباعني، و أخوتي ،و فوقنا أمي !
أنت تقرأ
ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*
قصص عامةأنا هنا لأحكي عن كل خذلان سبب نقص فينا ..سبب فجوة في كياننا عن الحب الغير مكتمل ..مع أم ..مع أب ..أو حتي مع حبيب ..الحب الذي ظل منتظرا نصفه الآخر فدام {ناقص }إلي الأبد . |الغلاف من تصميم "سارة الغريب "لها بالغ الشكر ♡|