•◇الفصل الثلاثون ◇•

80 7 10
                                    

أغلق فؤاد الخط من جهة و شرعت ذكرياته تنسكب داخل عقله من جهة ،،،تذكر أول مرة التقى فيها" نرجس " و هم  في الثانوية فقد كانت مثال للفتاة الجامحة و تعرف من كلامها و أسلوبها ،أنها مُعادية لأي رجل ، هو لن ينكر أن أول ما فكر فيه وقتها

،،تلك الفتاة لابد أن تكون قد عانت صدمة من نوعٍ ما ،، حينها شعرتُ بشفقةٍ خفية لكني لم أنوي أن أعيرها بالًا ، ثم كان لقاؤنا الثاني ..يا إلهي ! ، أذكر تلك الليلة كما لو كُنتُ أشاهدها على شريط فيديو كل ليلة ، كنتُ عائدًا لبيتي في أحد الأمسيات الكئيبة و كاختصار للطريق قررت المرور  خلال إحدى القرى المجاورة و بينما أنا أقود كدتُ أصطدم بجسمٍ منطوٍ على نفسه في الشارع المظلم ؛ فأوقفت السيارة بسرعة ونزلت لأرى بما كدت أصطدم ، و حينها كانت المفاجأة ، وجدت نرجس جالسة على الأرض تبكي بينما الدماء تسيل من آثار الجَلْدِ على ذراعيها ، حينها سارعت أُساعدها في النهوض و قلت لها و لازالت آثار الدهشة و القلق علي

:نرجس! ما بالك ؟ لما أنتِ هكذا ؟؟

و حين أدركت هي أني زميلها في الثانوية بكت ، أ بكت من الألم الجسدي؟ ، أم بسبب شعورها بالعار و الفضيحة ؟ هذا ليس من شأني و لكنها أردفت بينما تمسح دموعها بعنف

:أ..أنا بخير ، دعني و أنصرف لحال سبيلك

فرددت  أنا حازمًا قاطعًا

:أجننتي تريدينني أن أترككِ بهذه الحالة؟! مستحيل ، هيا أركبي سأخذكِ للمشفى

-قلتُ لكَ شكرا أنا مستغنية عن خدماتك

و نظرًا لعنادها لم أجد أمامي سوى أن أحملها بين ذراعي و أدخلها السيارة ، هه لو رأنا أحد من بعيد لظنني أختطِفُها ، و بعد أن قدتُ قليلًا ترجتني ألا نمضي للمشفي كي لا تُفضَح ، وددتُ لو أسأل أي فضيحة لكني خجلت أن أتدخل في خصوصيتها؛فتبضعت من أقرب صيدلية شاش و قطن و مطهر ، و طلبت منها أن تضع المطهر على أماكن الجروح ثم لففتهم لها بالقطن و الشاش ، حينها نظرت لي نظرة آخاذة كلها امتنان و حب ثم قالت بنبرة عميقة

: أتعرف أنت أول رجل أشعر أنه ليس مثل باقي الرجال ..أنت طيب و حكيم و ناضج

-أنت تطرين علي أكثر من اللازم، ثم أي أي إنسان طبيعي في مكاني سيقدم على ما أقدمتُ عليه

-هذا كلام ، لكن الواقع مُنافي اسألني أنا ! لقد ارتحت لكَ لذا سأحكي لك قصتي ، والدي رجلٌ سكير عديم الدين و الأخلاق ..هو السبب فيما أنا فيه ، هذه ليست بأول مرة أضرب فيها ..هذا شيء روتيني في بيتنا ، و السبب هذه المرة أني طلبت إكمال تعليمي و رفضت الزواج بذاك المغفل ابن أحد أغنياء بلدتنا

-لكن أمامنا عام واحد فقط و نصير في الجامعة و لم يتبقى شيء على الامتحانات الا يصبر ؟!

-هه يصبر، أضحكتني ! لو كانت أسواق النخاسة قائمة لباعني، و أخوتي ،و فوقنا أمي !

ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن