الفصل التاسع ♤~

83 14 5
                                    

نظر كاظم نظرة كلها بؤس ثم قال لفريد:

أتظن أني أريد هذه الحياة..أتظنني سعيد بالكذب الذي ارتشفه كل يوم ..لا أبدًا لكني ..لكني ..أفعل هذا كي أبقي حيًا و إلا تجد والدك ذات يوم علق حبلًا و شنق نفسه بطريقة درامية لا تراها إلا فالمسلسلات و الأفلام البائسة

" تنهد كاظم طويلًا ثم نظر لولدِه في شفقة  كما لو كان يعانقه بعيناه و أتبع" :

ثم تعال هنا ،من قال لك يا فتي أنك مكروه هذا غير صحيح ..فا..فالكل يحبك حبًا جمًا.

ضحك فريد ضحكًا عصبيًا قويًا حتي هدأ و قال لوالده في صوتٍ جاد :
إن الحب بالذات يكفي أن نشعر به في  دواخلنا و لا يهم بعد ذلك أي كلام أو مجاملات ..ربما أنت تعطف عليّ يا أبي لأني ظُلمت علي إثرك ولكن أُصدقني القول ألا تأتي لك لحظات تتمني لو لم تنجبني لو لم أربطك بأمي ..ربما لو لم آتي هذه الدنيا لكنت الأن تركتها و تحيا سعيدًا مع أسرة محبة ..قل لي لو أخطأت !

عضّ كاظم علي شفتيه في حسرة ثم تمالك نفسه بعد أن صُدِم مما تكنه نفس هذا الشاب من شكوك سامة تنهش روحه الهشة و قال له في صوت أبوي حنون :

بنيّ ،أنت مخطئ لم يكن ندمي يومًا أني أنجبتك ..أنا فقط آسف لأني جعلتك تمر بكل هذا مزيحًا وجهي عنك ..لأني ضعيف لأني لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصرف ..لو كان هناك شيء داخلي تجاهك فهو الأسف الشديد بني

" شعر فريد بالذنب أنه فتح جروح والده التي كان يلعقها كل ليلة كالأسد الجريح"

اقترب فريد من والده و عانقه عناقًا حارًا
حينها سقطت الدموع من عيني كاظم رغمًا عنه و بللت وجه فريد فشدّ أكثر في حضن والده

-اسمع عليك التوقف عن الشرب يا أبي و إلا

-وإلا ماذا يا ولد

-سآتي لأشاركك.. إن كنت تريد لولدك أن يفسد تابع علي هذا المنوال إذا

-أنا أحاول لكنه ليس بيدي، يومًا ما سأتوب ..كما لن أسمح لك بلمس هذا السم

نهض فريد و ابتسم ثم قال لوالده :
أتعلم قال لي أحدهم ..أن خطايانا ليست دارسة ولا نعلم أتتسني لنا الفرص أن نمحوها أم نكتفي بطيِّ الصفحات حتي  نفني دون زوالها ..لذا يا أبي أرجوك لتقلع ..أترجاك يا أبي  .

ربّت كاظم علي كتفه ثم قال :
لا تقلق بنيّ سأحاول بصدق هذه المرة .

لم يكن فريد يشعر أن والده صادق فعلًا في كلامه فرغم أنه بداخله بذرة خير لكنه إنسان كثير التناقض بحق؛ علي سبيل المثال رغم أنه ولهان بنرجس و لكنه خانها مراتٍ لا تحصي ولكن ليس ذلك بالشئ الشاذ نظرًا لأسلوبها معه لكن فريد صدق في أمر المال في آخر شجار دار بين هذان الاثنان فكان بالفعل عملًا إنسانيًا لا أكثر ..بيت القصيد أنه كثيرًا ما يؤمن بمبادئ لم يتبعها يومًا لأن مبدأه الأول كان الحصول علي ما يريد الأن ..ناظرًا تحت قدميه في حماقة مزينة بالغرور 

ناقص ~رواية لمن خذلهم الحب *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن