عرش سبأ (عروس الجحيم) [مكتملة]

النهاية : لم يكن صدفة بل كان قدرا | 46

" و يحدث أن ينبع النور من الجانب المظلم للقمر "
.
.
.
.
.
.
.

" و يحدث أن تقع الفريسة في حب صيادها ، كرواية قروية تعدت حدود غابة محرمة على البشر يحرسها شيطان هجين "🌼

.
.
.
.

🌼" أسميتك في يوم من الأيام لعنتي ، و ها أنا اليوم أدعوك بسعادتي "🌼

.
.
.
.
.
.
.
.
.

" و بين ما يسمى الصبر على البلاء و عقاب القضاء هنالك شيء ثالث يدعى إنصاف القدر "🌼

.
.
.
.
.
.

جلست تلك الفتاة الشابة أمام ذلك الكوخ الخشبي ، بعد مرور سنتين لازالت كما هي لم يتغير شيء بها نفس الأعين الرمادية اللامعة نفس الشغف نفس البراءة على وجهها فقط شعرها قد أصبح أقصر قليلا بعدما كان طويلا في السابق .

أسندت ظهرها لجدار الكوخ الخشبي و فتحت حقيبتها المحمولة لتخرج منها دفتر مذكراتها ثم بدأت بتدوين حروفها بعد ما يفوق الثلاث سنوات ..

.
.
.
.

مذكراتي العزيزة ..

ها أنا أكتب فيكِ مجددا مرور خمس سنوات منذ أول مرة أتيت فيها لهذا المكان ، لكن هذه المرة لن أكتب فيكِ عن شوقي لمهيب و لا عن حبي له و لا عن المصاعب التي واجهتها في سبيل البقاء معه ، بل سأكتب فيكِ عن مدى سعادتي و أنا بجانبه .

إنه اليوم الذي تتم فيه إبنتنا سماء عامها الثالث و أخيرا نحن ننعم بحياة هادئة و سعيدة رفقة أهلنا و أصدقائنا ...إنها تلعب الآن مع عهد إبن عمتها ماهيتاب و عمها آهاب لقد ورث الأعين الزرقاء و الشعر الأشقر منهما و كذلك هما قريبين جدا لبعضهما البعض يمكنني التنبؤ بأنهما سيصبحان أقرب الأصدقاء عندما يكبران .

رغم أن جميع الظروف وقفت ضد حبنا و الجميع أقسموا أن يبعدوه عني و لكن الأقدار وقفت منصفة إلى جانبي لأنني لم أفقد إيماني و لا للحظة بأن القدر سيكون منصفا و سيجمعني بمن تعلّق به قلبي و صار أسيرا له .

أحيانا أتخيل لو أنني إستسلمت و تخليت عنه أو لم أتبع فضولي في ذلك اليوم و لم أدخل الغابة المحرمة ربما كانت حياتي ستصبح أسهل و لم أكن تعرضت لكل ذلك العذاب و لكن ما الفائدة من حياة سهلة لا يحارب فيها المرء لأجل ممتلكات قلبه ؟

مهيب يعد لنا الطعام الآن و أنا أجلس أراقبه هو و إبنتنا و أشكر الرب على هذه السعادة التي منحني إياها .

لقد جاء فجر الآن برفقة والداه فخر و رحيق اللذان إجتمع بها بعد فراق لسنوات طويلة يبدو أنه يحمل كتبا جديدة عن عالم السحر و بعض الحلوى للصغار إنهم يحبونه جدا و يحبون عمهم شادن أيضا فهو دائما ما يحملهم على ظهره و يمثل أنه خروف و أحيانا أرنب في الحقيقة شادن بارع في تقليد الحيوانات خاصة القطط .