الفصل الأول
بداية جديدة مع تلك العائلة التي ما زالت وجودها محبب إلينا، بداية فريدة من نوعها مع أبطال لم نعرف عنهما سوا القليل، والآن حان الوقت لنعلم الكثير، والكثير عنهما، بداية من ريان الذي كلما كبر كلما زاد تغيره أكثر، باتت حياته مرتبطة بأخواته فقط لا غير
وهذه شغف التي تحاول كثيرًا السير مع الموج، لم يكن الموضوع هين أمامها وهي تحاول كبت مشاعرها من ناحية، والآخرى السير مع العالم المختلف عن البيئة التي كبرت فيها، لكنها مختلفة بتلك الإبتسامة التي لا تختفي عن ثغرها وباتت تسحر الكثير من حولها
ولا ننسى ذاك الأب الذي فنى حياته كلها لعشقه يليها أولاده، ذاك الأب الذي علمهم أن ما الدنيا إلا فانية والآخرة هي الباقية، وهذه الأم التي لم يقتنع أحد أنها ذات يوم سوف تسيطر على أربع فتيات من بيئات مختلفة وتجمعهم في منزل واحد على طاولة واحدة، هؤلاء " رعد الشافعي، وعشق الشرقاوي "
الحياة من وجهة نظر إما جنة أو نار، لا يوجد وسط في تفكير وقد بات هذا يجعله يشعر بثقل كبير
" إحنا مش بنتعامل بألف ذمة يا ريان "
جملة قالها فهد له وظلت تكبر داخله، ربما جملة عفوية قد يسمعها البعض ويمررها مرور الكرام لكن لم يحدث هذا مع ريان، لوهلة كانت الحياة في عيناه وردية، جميلة، ممتعة، لا يعلم وكيف تحولت إلى هذا الوضعوضع السماعة على أذنيه وهو يقول رقم طيارته، ثبت السماعة بيده ونظر أمامه وقد راوضه شعور خفي، تحدث فيه :
" لو أقلعت هذه الطائرة بك، وكان الموت نصيبه، هل سوف تكون الجنة نصيبه؟ "اغمض عيناه لوهلة وعاد يستغفر ربه، ما إن انتهى ونزل حتى وجد فهد يقف على مسافة شبه بعيدة يتابعه، اتجه ريان له يُسلم عليه واردف : ايه الوش ده يا ابني!
رد ريان وهو يسير معه : تقريبًا مجرد ما أنت فقدته أنا اكتسبته، فاكر لما كنت بنتقدك
أكد فهد مع لمعة أعين غريبة واردف : طبعًا فاكر وحاسس بكل شعور جواك بس اكتشفت إني خدت تعاليم بابا بالشكل الغلط ذي ما أنت بتعمل الوقتي يا ريان
أشار ريان له بالجلوس وبالفعل جلس فهد الذي أكمل : عارف يا ريان أنت حل مشكلتك ايه؟
نظر له بانتباه فاردف : تيجي واحدة تشقلب كيانك وتجبرك على ارتكاب ذنب مقصود، بعدها هتبدأ تتعامل مع الدنيا بشكل أفضل
رفع ريان يديه قائلاً بمرح : اللهم اعفينا يا عم! انا عاجبني حالي كده
عادت أعين فهد تلمع وهو يقول : وأنا كان عاجبني حالي كده بس الوقتي الأمور احلى بكتير، أنت مش هتفهم الوقتي مع الأسف بس بكره تفهم، المهم أنت نازل إجازة أمته؟
أنت تقرأ
مملكة الشافعي
General Fictionالجزء الخامس من تعديل عشق الرعد صاحب الدين الذي بالنسبة له الحياة إما حلال أو حرام، بعيد كل البُعد عن أوسط الأمور، صاحب الصفات النادرة والمشاعر الباردة دخلت حياته عن طريق الكذب، أرادت أن تكون وسط عائلته ونتج عن هذا كذبها اكبر كذبة في حياتها، ترى هل...