part 2: الغراب

783 45 52
                                    

أَخْرِسْنِي بقُبلة و إلاَّ لن أثوب عن ثرثرثي سيدي

.......................................................................

أفتح عيناي بعدما أخدني التعب في غيابات جبٍّ من الألم الفضيع بكامل جسدي و التفكير بما علي فعله للخروج حية من وكر هذا الوحش ...

النية بدايةً لم تكن السقوط المباشر في وكره حقا ، لكن هذا ما شاء قدري أن يوقعني به بعد خبرة السنوات ، الأمور أخدت منحى آخر يستوجب مني الصمود لوقت طويل و الحفاظ على حياتي إلى أن أجد أختي ...

إستقمت بجذعي العلوي مع إصدار أنين خفيف ، أبعِد الغطاء عن جسدي المتهالك ، حاولت وضع قدماي على الأرض إلى أن سمعت صوت باب الغرفة يفتح بالمفتاح ، عدت لمكاني بسرعة مؤلمة حقا و للأسف فتح الباب قبل أن أتمكن من تغطيت نفسي ، فخذاي ظاهران بشكل ملفت و أشعر بأن قميصه مرفوع قليلا و لا يمكنني فعل شيء الآن بعد وصوله نحو السرير .... صوته جعلني أعرف من إقتحم الغرفة رغم أن ما قاله غريب عني و غير متوقع منه ....

"أتعبتني هذه الكوالا بجعلي طوال الليل أستر مفاتنها "

"و من الذي طلب منك ذلك أيها الوحش"

أغمضت عيناي بعدما تحررت كلماتي بإنفعالية ناسية أنني كنت أمثل النوم للتهرب من أي نقاش يمكن أن يجمعني به ....

"إستيقظتِ أخيرا ..."

شعرت بأصابعه الباردة تمر عبر ساقي متجهة نحو فخذي المتضرر ، أردت أن أستدير لأقابله وجها لوجه لكنه أمسك يداي و تبثهم خلف ظهري و صوت الأصداف يغلق على يداي معلنا أنني أصبحت مقيدة و لا أستطيع التحرك إلا بإذنه ....

"فك قيدي أيها الوغد هل جننت ..؟ "

"أنا مجنون منذ زمن بعيد و ليس الجنون بالشيء الجديد على مسامعي ..."

كلماته التي ينطقها ببرود بينما أنا أصرخ هنا تستفز أوصالي و تعبث بكياني حقا و هذا أكثر الأشياء التي أمقتها ...
قررت أن أهدأ و أجاريه فيما يفعله لأتمكن من الفرار منه حية دون نقص أحد أعضائي و أن أعود سالمة كما جئته اليوم الأول ....

"أريد أن أستحم ... فك يداي أرجوك ..."

"سيتعفن جرحك إن تبلل كلودي ..."

ابتسمت ثم ضحكت رغم إستغرابه لكن نطقه لإسمي بتلك الطريقة و كأنه يحاور إبنته ذات الثمان سنوات العنيدة و المشاكسة التي لا يعرف كيف يجعلها تحت سيطرته متعبا من تمردها ....

Dark Romanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن