روحي ضائعة بمسودة

مُسودة بحروف أُرجُوانية

أنتَ..نعم..أنتَ، أنتِ،أنتم،جميعكم ومن لمستْ بشرتهُ حِبرَ خربشتي،أعلمُ أنكم خائفون و حائرون و حزينون، مني و علي

لكنِي حقًا أنا الآن، أعلم أنه يوجد جمع كثير مني و لم أكن يومًا أجدني، لكن الآن في هذه اللحظة الإستثنائية وجدتُ بصيصًا مني و أوَدُ أخباركم عني لعَّل لو كان أحدكم موهومًا مثلي سيفقهُ بعضًا عني فيَرسُمَ خريطة له مني

أنا لم أكن يومًا سوية، كنت دومًا تلكَ الغبية، صاحبة التردد المستفز و الصوت المزعج، ممنوعة البكاء ممنوعة النحيب، من يُلزمُ الصمتُ لها لأسابيع حتى تنسى كيفية الحديث

تلكَ التي لم ترى جلدها أبيض ناصع، فقطِ الجروحُ و الندوبُ و الدم المتخثر، أنا التي قَطعتْ سبابتها حتى لا تفقعَ عينَ من أنجبتها و من كسرت قدمها حتى لا تركُض بعيدًا، من جوعت نفسها حتى لا تُصدرَ صريرا

أرجوكم..أرجوكم...أرجوكم...تمنوا لي؛أدعوا لي تذكروني..لا تكرهوني..لا تبغضوني..حلمتُ يومًا بالخارج..أينما سأرى ما يُدعى بالسماء لأولَ مرة..لكن حينما خرجتُ كان بصري خافت و دمعي متحجر يحجبُ الضوء اللامع

أرجوكم..لا تتركوا ذاتكم مهما كان الوقت عصيب، مهما فكرتم أنكم للحب فقيد..حينما توقِنونَ أنكم عن السلام بعيدون و للحياة غير مستحقون..تذكروني..تذكروا من أنا و كيف عشت و كيف مِتُ دون أن حييت

أشعر بي أتلاشى..أبتعد و أغادر دون رجوع، لروحي فقط نزوح و لقبي دمعٌ و شروخ..و الحبُ لي مجردُ سكوت

النهاية