إعصَارٌ أبَادَ الأُمنِيَات

17 5 0
                                    

عاصفةٌ شديدةٌ أشبهُ بالإعصارِ ناشئٌ وقادمٌ من البحرِ، تقدرُّ قوتهُ بالمتوسطةِ تتراوحُ بين ( ٨٤-٩٥ ) درجة، وهيَ قابلة للإرتفاع نحوَ الأقوىٰ، ستكونُ المدنُ القريبةُ علىٰ البحرِ في خطرٍ كبيرٍ لذا علىٰ سكانها الإتجاهُ نحو...

تبًا انقطعتِ الإشارةُ أي أنَّ الإعصارَ قريبٌ جدًا.. ما هذا الحظُّ السيء الرديء ؟ علينا الخروجُ الآنَ والإتجاهُ نحوَ المدينةِ بسرعةٍ، بينما أنا في دوامة تفكيري قاطعني صوتُ إيليا وهوَ يتحدَّثُ بسرعةَ وتوترٍ

إيليا : ساندرا، أسمعتِ ؟! الإعصارُ في اتجاهٍ نحونا، قريبونَ نحنُ من البحرِ سيُهلكنا الإعصارُ حتمًا !
ساندرا : ليسَ علينا الهلع فلَنْ نحصُدَ شيئًا أبدًا، لنتجه للمدينةِ بسرعةٍ هيا.
إيليا : سأحزمُ الأمتعةَ، أسرعي.
ساندرا : لا تأخذ كثيرًا من الأمتعة، فنحنُ مسرعونَ وليسَ من صالحنا حملُ الحقائبِ.

أومأ بإيجابيةٍ ورحلَ نحوَ غرفتهِ مسرعًا، حاولتُ تشغيلَ التلفازِ مُجددًا لكنني فشلتُ في ذلك، اتجهتُ لخزانةِ الملابسِ وامتشقتُ قميصًا رماديًا وبنطالًا أسودًا وارتديتهما سريعًا، وقفتُ أمامَ المرآةِ وجمعتُ شعري وربطتهُ إلىٰ الأعلىٰ ( ذيلُ حصانٍ ) واعتمرتُ القبعةَ، اخذتُ حقيبةً للظهرِ ووضعتُ فيها هاتفًا نقالًا ومسدسَ صيدٍ وبعض الأشياء التي من المُمكن أننا سنحتاجها في رحلتنا...

إيليا : ساندرا، هل أكملتِ ؟!
ساندرا : نعم، هيا بنا.
ألقيتُ نظرةً سريعةً علىٰ المنزلِ قبلَ خروجنا، يبدو أنها ستكونُ من أسوأ العطلِ الّتي قضيتها في حياتي، حملتُ الحقيبةَ علىٰ ظهري وخرجنا، صادفتني صديقتي واندا تبحثُ عن سيارةِ أجرةٍ.. يا للحماقة

ساندرا : ماذا تفعلين ؟
واندا : ساندرا ! يبدو أنكِ سمعتِ بالإعصارِ القادم من البحرِ.. علينا التوجه نحوَ المدينةِ.
ساندرا : أعلم ذلك.
واندا : أنا أبحثُ عن سيارةِ أجرةٍ لتقلّنا.
ضحك إيليا ساخرًا وتحدَّث مستهزئًا
إيليا : أأنتِ بكاملِ قواكِ العقليةِ ؟ ليس هناك سياراتُ أجرةٍ.
واندا : إذًا كيف ؟
إيليا : سنُغامر في الغابةِ !
صُدمت وأرادتِ التحدُّثَ فقاطعتُها
ساندرا : لا وقتَ للصدمات واندا، علينا الإسراع فالوقتُ يداهمنا.

مشينا نحوَ الغابةِ مسرعينَ، الساعةُ الواحدة صباحًا.. الظلامُ شديدٌ وجميعُ الشجرِ باللونِ الأسودِ لكننا نرىٰ القليلَ بسببِ ضوءِ القمرِ، أصواتُ الحيواناتِ المفترسةِ وعريرُ الصراصيرِ، نعيقُ الغربانِ يُعطي شعورًا مريبًا ويقبضُ قلبي، بينما نحنُ نسيرُ مسرعينَ رنَّ هاتفي معلنًا عن اتصال أحدهم.. رفعتهُ وإذ بها أُمي تتحدَّثُ بخوفٍ وسرعةٍ متوترة
-ساندرا أين أنتما ؟ الإعصارُ قادمٌ نحوكما لا محالة.. عليكما الإتجاهُ للمدينة بسرعةٍ.
ساندرا : خذي شهيقًا، لا بأس.. نحن متجهونَ للمدينةِ، أنا وإيليا وصديقتي واندا.
-خذوا حذركم، سأتصلُ بكم بين حينٍ وحين.. وسأدعو أُمَّنا العذراء وابنها اليسوعَ أن يحميكم.

رحلة في الظَللِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن