في منزل بسيط في احد الاحياء الشعبية في مدينة القاهرة تستيقظ بطلتنا على صوت المنبه المزعج اخذت تتمطع في سريرها مدت يديها بتكاسل لتطفئ المنبه رفعت الغطاء وخرجت ذاهبة للاستحمام قبل الذهاب لجامعتها وفي طريقها وجدت جدتها تعد الفطور قامت باحتضانها وتقبيلها
” صباح الفل والعسل والياسمين على احلى فوزية فيكي يا جمهورية ”
قهقهت جدتها ” يا صباح القشطة عليكي يا ملوكة يا بكاشة يلا شهلي بسرعة قبل الفطار ما يبرد ”
كادت ان تذهب لكنها عادت وتساألت
“هو جدو فين لسه نايم ….”
وكادت ان تذهب لغرفته ظناً منها انه مازال نائم إلا ان قاطعتها جدتها
” لايا حبيبتي جدك فطر ونزل بدري ما انتي عارفة شغلو لازم يكون هناك قبل الموظفين ”
” اه صح نسيت بس ان شاء الله بكره اشتغل واريحه من التعب ده ”
قالتها بفخر شديد
“يلا بلاش غلبة انتي خلصي سنة اولى الاول وبعدين اتكلمي ”
شهقت ملاك بصدمة “انتي بتتريقي عليا يا تيتة ماشي انا هسكت بس عشان انتي تيتة وانا طيبة وقلبي ابيض ”
وذهبت للاستحمام وخرجت وارتدت بنطال جينز ثلجي وبلوزة سوداء واسعة قليلاً تصل لنصف فخذيها يتوسطها حزام فضي وبوت رياضي ابيض وحقيبة جانبية سوداء وجلبت كتبها وخرجت تودع جدتها
“يلا يا تيتة ادعيلي والنبي النهاردة اخر امتحان والمادة رخمة والدكتور بتاعها ارخم بس خلاص هانت النهاردة اخر امتحان وبعد كدة شهرين اجازة يااااااته ….”
قاطعتها جدتها ” يا بنت بلاش رغي اتأخرتي يلا ربنا معاكي ويبعد عندك الي يكرهوكي قادر يا كريم ”
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في مكان اخر وتحديداً في شركة AS للعقارات و البناء في هذا البناء الضخم المتكون من عشرات الطوابق والاف العمال الذين يعملون كخلية نحل فلا مجال للاستهتار او تضييع الوقت فمديرهم لا يرحم ففي هذا الصرح العملاق نجد اكثر من مئات الاقسام والمكاتب وفي اخر طابق حيث الادارة العامة المتكونة من قاعة اجتماعات كبيرة جداً ومكتب لأمجد كبير بعض الشيئ ومكتب للسكرتيرة الخاصة به
وفي مكتب اخر اقل ما يقال عنه انه فخم كأنه صمم لرئيس دولة ليس لرجل اعمال فهو مصنوع من الخشب والجلد واسع جداً يحتوي على طاولة اجتماعات ومكتبة تضم مئات الكتب وعدة اطقم كنب جلدية فاخرة
وعلى هذا المكتب الكبير نجد هذا الكائن الضخم عريض المنكبين حاد الملاح عاقد الحاجبين وعيناه كصقر سوف ينقض على فريسته يجلس على كرسيه الوثير يدخن من دخانه الفاخر ويدقق النظر في الملف الموجود بين يديه …
ويقطع هذا الصمت دخول امجد المفاجئ
“هو ما فيش باب تخبط عليه يا حيوان انتا داخل كده ليه ”
قالها ادهم بصوت عالي ممزوج بغضب واضح
لكن مقابل ذلك قابلها امجد بقهقهة كعادته
“هو انا عمري دخلت عليك المكتب وخبطت على الباب ما اظنش انو حصل ما علينا كنت عايزك في موضوع ”
تأفف ادهم من ابن عمه وعادته السيئة
“نعم اخلص قول عاوز ايه انا مش فاضيلك ….”
“ايه ياكبير خلقك ضيق ليه روق كده واطلب ليا اقهوة من السكرتيرة القمر الي برة يا بختك بيها م…….”
كاد ان يكمل الى ان جهر ادهم بصوته الغليظ
” امجد ،،، لو جاي عشان تهزر انا مش فاضيلك ورايا شغل عاوز اخلصه وعندي اجتماع كمان ساعة اخلص وقول جاي ليه”
بلع امجد ريقه خوفاً من غضب ابن عمه وقال بصوت منخفض
” حاضر هقول بس روق عشان الموضوع مش عاوز عصبيتك ”
زفر ادهم بعدم رضا من امجد
“اخلص انتا لسا هتقول مقدمات”
“بص في عم حسن السواق بتاع الموظفين انتا عارفه النهاردة جاني وقالي انه عنده بنته بتدرس هندسة ومن اوائل الجامعة وعندها شهرين اجازة عاوزة تيجي تتدرب عندنا وقبل ما تقولي انو التدريب مش دلوقتي وبتاع طلاب اخر سنة انا قلتله الكلام ده وهو اترجاني وانا بصراحة الرجال له جميل فرقبتي وماعرفتش اقول له لأ
وانا مش عاوز منك إلا إنك توافق وبس وهما شهرين والبنت ترجع جامعتها واي حاجة تحصل انا المسؤل عنها ….
ها قولت ايه ”
اخذ ادهم نفس من سيجارته الفاخرة ونفخها بضيق قائلاً “يعني انتا عشان الراجل تبرعلك بشوية دم فالحادثة بتاعتك خلاص بقى له جمايل عليك ما انتا زودت المرتب بتاعه الضعف عموماً انا مش موافق اطلع برة ”
“هو ايه الي مش موافق واطلع برة وبعدين الراجل كتر خيره مش احسن من الي ماسألش فيا إلا بعد اسبوع ”
“وكنت عاوزني اعملك ايه يعني ،،،، وانا اصلاً كنت مسافر ولما وصلت عرفت بالحصل ورحتلك ،،، وبعدين ماكنتش اعرف انك شايل فقلبك كده ”
قال الاخيرة بسخرية واضحة
اخذ امجد نفساً عميقاً “ما علينا بص البنت انا شفت اوراقها البنت شاطرة جداً وبتتكلم لغات انجليزي وفرنساوي والماني انا هستفيد من وجودها معايا بلاش عند وخلاص ”
نفخ ادهم بعدم رضا فهو غير متفرغ لهذه الامور التافه من وجهة نظره فلديه ما هو اهم فهو دائماً ما يقول ان وقته بملايين
“امجد بص انتا ليك فالشركة دي زي ما انا ليا بالضبط فعشان كده اعمل الي انته عايزه بس انا مش مقتنع واي مشكلة تحصل من بنت السواق انتي المسؤول قدامي ويلا روح مكتبك جهز نفسك للاجتماع ومتنساش تجيب ملف الكومباوند بتاع التجمع الخامس لازم نعمل دراسة شاملة يلا اطلع برة ”
خرج امجد من مكتب ادهم متوجهاً لمكتبه
لانهاء الاعمال المترتبة عليه
**************
أنت تقرأ
عشق الملاك للكاتبه علياء بطرس
Mystery / Thrillerهى فتاة بسيطة جدا وبريئة ورقيقه للغايه تدخل شركته للتدرب فيها وعندما يراها لاول مرة حاول تجاهلها ولكنه فشل تغلغلت الى داخل قلبه المظلم قرر ان تصبح ملكه بأي ثمن وهى احبته كثيرا لتبدأ قصة حب عنيفة يمرون بظروف بعضها الرائع الجميل وبعضها المكروه...