الفصل السادس

37K 403 5
                                    

صباحاً في الشركة
دلفت ملاك بحالتها الباهتة فعيناها متورمتان حتى انها لم تنتقي ملابسها بعناية كمثل كل يوم
“صباح الخير يا مها ”
“صباح القشطة ،، مال وشك عامل كده وبعدين اتأخرتي ليه ”
” ااا …اصلي منمتش كويس امبارح ،، وبعدين انا جيت عشان اسلم عليكي خلاص هرجع الجامعة وجيت عشان اشكر مستر امجد ،،، هو فمكتبه”
“ايوه فمكتبه ”
طرقت ملاك باب ودلفت بعد ان اذن لها امجد بالدخول
“صباح الخير يا مستر امجد انا جيت النهاردة عشان اشكرك انا خلاص هرجع الجامعة ”
“ترجعي الجامعة بس انتي مكملتيش شهرين ”
“اه عارفة فاضل كام يوم بس خلاص يدوب الحق اجهز نفسي للترم التاني ،، فشكراً على كل حاجة انا تعلمت حاجات كتير مع حضرتك ،، اشوف وشك بخير ،،عن اذنك ”
“ملاك ،،، خدي دي ورقة تثبت انك اتدربتي عندنا وكنتي طالبة ممتازة هتفيدك ،،، بس خلي مستر ادهم يمضيها ”
” لأ ….. أأأأقصد يعني ملوش لزوم انا لسا قدامي كتير لو إحتاجتها هبقى اجي لحضرتك تكتبهالي عن اذن حضرتك ”
خرجت ملاك ودعت مها بالدموع “انا هبقى اكلمك خدي بالك من نفسك ومن عيالك ،،، بااااي ”
وقفت ملاك قبالة الاسانسير قبل ان تضغط عليه وهي تلتفت الى باب مكتبه تود ان تراه تود ان تشتم رائحته وتحتضنه ولو لمرة واحدة في حياتها تود قول الكثير له لكن لا لن تفعل فهي من عالم وهو من عالم فقريباً ستصبح ملكاً لغيره تمنت لو انه لا يوجد فروق بينهم تمنت اشياء كثيرة ولكن امنياتها مستحيلة تنهدت بألم ومسحت دموعها وخرجت من الشركة وقبل ان تصعد للتاكسي نظرت لنافذة مكتبه لعلها تراه لاخر مرة ركبت التاكسي مودعة حبها الذي مات قبل ان يولد
وصلت ملاك لمنزلها لا تدري كيف ومتى وصلت فهي لم
تحتضن جدتها كعادتها دخلت لغرفتها وقفلت الباب على نفسها وارتمت على سريرها تحاول ان تتخيل حياتها القادمة
عودة الى الشركة كان ادهم يراقب اجهزة المراقبة فهو لم يراها دلفت الى الشركة في موعدها فاتصل بمساعده شريف
“ملاك فين دلوقتي ”
“طلعت على الشركة وخرجت منها بعد اشوية وراحت البيت وما خرجتش بس….”
“بس ايه انطق”
“شكلها يا فندم مكنش طبيعي زي كأنها معيطة او في حاجة مزعلاها لانها كانت ماشية زي التايهة ”
اغلق ادهم الهاتف واتصل بأمجد وقال بعصبية وصوت عالي “ثواني والاقيك واقف قدامي ”
اخذ يرزع غرفة المكتب ذهاباً وإياباً وابيضت مفاصل يده من كثرة الضغط عليها وكادت ان تتهشم اسنانه من كثرة الضغط واذ بامجد يقتحم المكتب بسرعة
“ايه يا ادهم في ايه خضتني ”
“هو سؤال ايه الي بيحصل مع ملاك كانت هنا وقعدت شوية وبعد كده خرجت وشكلها كان معيطة عاوز اعرف ايه الي حصل ”
“محصلش حاجة هيا جت النهاردة عشان تشكرني وخرجت لانه خلصو الشهرين بتوعها وانا تحججت بورقة انها تدربت عندنا وقلتلها تمضيها من عندك
بس هي اتوترت ورفضت وخرجت بس ده الي حصل
بس ملاك حساسة شوية تلاقيها عيطت وهي بتسلم على مها ”
تنهد ادهم ولكنه لم يهدأ
“انا فمكتبي لو احتجتني كلمني ”
وفي الخارج نجد سالي تضغط على احد الارقام وتقول بخفوت
” ايوة يا داليا هانم ”
ثم اتاها الرد في الهاتف
“عاوزة اقلك حاجة مستر ادهم متعصب على الاخر
وصوته عالي بس الموضوع مش موضوع شغل ”
“هعرف واقلك ”
وبعد عدة ايام يكاد ادهم يجن فيها فهو لم يراها منذ ايام فقط يستمع لصوتها عندما يتصل عليها دون ان يتكلم فكان واضح على صوتها التعب
في منزل ملاك قبل ان تذهب لجامعتها كانت ترتدي
وقبل ان تخرج انتبهت لجدها الذي ينادي عليها
عقدت حاجبيها وسألت بقلق “جدو انتا ليه مش فشغلك تعبان اجبلك دكتور ”
“لا يا بنتي انا النهاردة اجازة مش عاوز اعطلك فاول يوم ليكي بس حابب اعرف رأيك فموضوع استاذ عماد”
تنهدت ملاك بحزن فور تذكرها لما هي مقبلة عليه
“لما آجي يا جدو هبقى اقلك قراري النهائي انا لازم امشي دلوقتي ” قبلت رأس جدها وخرجت
وصلت جامعتها واذ بها تجد اسمها على لوحة الشرف فهي اصبحت الاولى على دفعتها ولكنها لم تفرح ككل سنة وكأنه انتزع الفرح من قلبها دخلت ملاك الى محاضرتها وبعد انتهاءها وهي في طريقها اعترض طريقها جاسر حاولت تفاديه ولكنه عرقل طريقها
“ازيك يا عسل “قالها بإبتسامه سمجة
“نعم عاوز ايه انتا ما بتزهقش”
“لأ ما بزهقش منك بس قبل ما تمشي عاوز اوريكي حاجة يمكن تغير رأيك “ثم اخرج هاتفه وضغط عليه واذ بصوره مع ملاك باوضاع مخلة شهقت ملاك وامتلئت عيناها بالدموع
“يا سافل يا قليل الادب ”
“بلاش تتهوري لو نفذتي الي أقول عليه محدش هيعرف بحاجة ،،، اما بقى لو نشفتي دماغك الحلوة دي هتلاقي الصور دي مغرقة الجامعة ومش بس كده لأ … هبعتهم على الحتة المعفنة الي ساكنة فيها عشان اهلك يتفضحو فالحتة كلها ويشوفو البنت المؤدبة الشريفة بتعمل ايه وهبعتهم على الشركة الي جدك بشتغل فيها”
“عاوز ايه “قالتها بصوت مهزوز
مد لها ورقة مكتوب بها عنوان
“النهاردة في العنوان ده دخلتك يا حلوة بس انا جدع وهجوزك عرفي هستناكي على الساعة 6 بالدقيقة
سلام يا مدام جاسر مقدماً ” ذهب وهو يقهقه بقوة
غير مبالي بالتي انهارت على الكرسي المجاور لها ماذا ستفعل في هذه المصيبة التي حلت على رأسها فلا يمكنها فعل ذلك ولا يمكنها اخبار جدها و بشئ وايضاً لا تستطيع تحمل هذه الفضيحة الشنيعة وضعت يديها على فمها لتكتم شهقاتها التي تعالت اخذت تفكر بمن ستستعين وبعد وقت من التفكير اخذت هاتفها وضغطت عليه بيدان مرتجفتان
“ايوه يا مها انا فمصيبة الحقيني مش عارف اعمل ايه”
“اهدي في ايه انتي فين ”
“انا فالجامعة عاوزة اقابلك ضروري ”
“خلاص كمان نص ساعة بريك الغدا هقابلك فالكافيه الي جنب الشركة ”
“خلاص انا هستناكي هناك ”
وبعد ساعة
“هو ده الي حصل بالضبط ”
هذا ما قالته ملاك بعد ان قصت ما حدث لمها
“بصي انتي بلغي الشرطة ”
“يا نهار اسود هو انتي عاوزاني اتفضح يا مها ده واحد ملوش كبير مسنود على ابوه وانا مش قده ده ممكن ينفذ تهديده”
ثم اخذت تنحب بشدة
حاولت مها ان تهدئها ” بصي.. مفيش حل إلا انك تقولي لجدك وهو يبلغ الشرطة هو ده انسب حل ”
قاطع حديثها اتصال امجد
هبت مها واقفة ” معلش يا ملاك مستر امجد بيتصل ولازم ارجع على الشغل اعملي الي قلت عليه هو ده انسب حل ”
ذهبت مها وتركت ملاك تنحب بشدة
بعد عدة دقائق كانت مها تقف امام مكتب ادهم مترددة بإخباره بما حدث الى ان حسمت امرها باخباره فهو الوحيد الذي يستطيع ان يحل هذه المشكلة
دخلت سالي تخبر ادهم بوجود مها
عقد ادهم حاجبيه مستغرباً من وجودها فطلب من سالي ادخالها
” لو هتفضلي ساكتة اتفضلي على مكتبك انا عندي شغل ”
هذا الذي قاله ادهم ليخرج مها من صمتها الذي طال دون ان تتحدث
ثم قالت بدون مقدمات
“مستر ادهم انتا بتحب ملاك”
وقف ادهم واولاها ظهره حتى لا ترى تعابير وجهه بعد هذا السؤال
“انتي جاية تعطليني عشان تهزري ”
“انا مش جاية اهزر ملاك فمصيبة محدش هيحلها غير حضرتك بس لو…..”
لم يتركها ادهم لتكمل قبل ان يجهر بها
“انطقي ملاك مالها مصيبة ايه ”
“هقلك على كل حاجة ”
هذا ما قالته مها قبل ان تبدأ ان تقص عليه ما حدثتها به ملاك بدون انقاص
“بس في حاجة كمان حصلت معاها انتا لازم تعرفها ،،،اكملت مها بعد نظرات ادهم الغاضبة ،،،في عريس متقدم لملاك وهي المفروض تقول رأيها بس هي قالتلي انها هتوافق ”
ثم اردفت وهي خائفة من شكل ادهم الغاضب فكان حقاً مرعب
“وفي كمان حاجة لازم تكون عارفها ”
ضغط ادهم على اسنانه محاولاً تمالك نفسه من لا يقوم بتكسير عظام هذه الواقفة امامه
“اخلصي قولي كل الي عندك مرة واحدة ”
تنحنحت بخفوت قبل ان تفجر هذه القنبلة
“ملاك بتحب حضرتك ”
شبح ابتسامة لاح شفتيه من هذا الخبر لكن سرعان ما اختفى فور تذكره لمصيبتها
“خلاص روحي انتي وانا هتصرف ”
خرجت مها متجهة لمكتبها بعد ان تنفست الصعداء فأدهم سيحل الموضوع للأبد
امسك ادهم هاتفه وضغط على اتصال احدهم
“جاسر الحداد عاوز اعرف هو فين دلوقتي معاك نص ساعة تكون عارف ،، وملاك متغيبش عن عينك لو راحت مكان غير طريق بيتهم تفضل وارها خطوة بخطوة من غير ما تحس بيك لو هتغيب عن عينك همحيك عن وش الدنيا انتا والي معاك انتا فاهم ”
اغلق الهاتف ثم القاه على الحائط فأصبح قطع اخذ صدره يعلو ويهبط من فرط غضبه .. يزداد غضبه فور تخيله ان هذا الحقير سيؤذيها شد خصلات شعره بقوة وما هي الا دقائق باتصال رجاله تفيد بدخول ملاك طريق غير طريق منزلها
“ابعتلي العنوان وانا جاي حالاً متغبش عن عينك ”
تناول سلاحه من الدرج واخذ متعلقاته وهب مسرعاً وفور خروجه من المصعد اخذ يركض مما زاد حيره الموظفين من مظهره فكان شعره مشعثاً وبدلته غير مهندمة اهذا ادهم الذي يعد مقياس لاناقة الرجال ويركض كالمجنون فدائماً كان يمشي بهدوء مخيف
صعد مكان السائق في سيارته الفرهة مما زاد حيرة الحرس كان يطوي الارض تحته من شدة السرعة عدة حوادث تفادها باعجوبة يريد ان يلحق بها قبل ان تقع تحت يدين هذا الحقير
عند ملاك
كانت تقف امام باب الشقة التي وصفها جاسر لا تدري كيف وصلت لهنا ففي هذه الشقة ستكتب نهايتها
ارتجفت يدها قبل ان تضرب الجرس ثانية ثلاثة خمسة ثواني كان جاسر يفتح الباب وينظر اليها بواقحة ونظر لساعة يده
“معادك مزبوط يا قلبي ،، خشي برجلك اليمين يا عروسة ”
وقفت ملاك تنظر للشقة والى زجاجات الخمر تقاوم رغبتها بالصراخ فكانت تنحب بصمت فاقت على انفاس ساخنة تلفح رقبتها الرقيقة ،،انتفضت وتراجعت للخلف لسوء حظها لم يكن خلفها سوى الكنبة لتقع عليها هجم عليها جاسر وحاول ان يقبلها اخذت ملاك تهز رأسها لابعاد شفتيه المقززة عنها وتركله بقدامها وحبالها الصوتية قاربت ان تنقطع من كثرة الصراخ
وصل ادهم ورجاله للبناية التي توجد بها شقة جاسر صعد للاعلى مستخدماً السلم وليس المصعد حتى يسمع اي صوت يدل على وجودها كالصراخ او البكاء وقبل ان يصل للطابق الرابع وصل لسماعه صوت صراخ مكتوم اقترب من باب الشقة فعرف ان الصوت خارجاً منها ركله مرة واحدة ففتح على مصرعية فوقع تحت انظاره ملاك التي يعتليها هذا الحقير وقد مزق جزء من ملابسها العلوية اشار لرجاله بالوقوف حتى لا يشاهدو مظهرها المزري هجم عليه ادهم واخذ يسدد له اللكمات حتى ارداه ارضاً وهو ينزف من جميع انحاء وجهه وجه اشارة لرجاله بأخذه ثم انخفض للتي كانت منطوية فالزاوية تضم قدميها لصدرها الذي ظهر جزء منه بسبب تمزيق ملابسها تنحب بشدة وجسدها النحيل يرتجف كان صوت بكائها يقطع نياط القلب ضمها لصدره مشدداً التفاف يديه حول جسدها الصغير واخذ يربت على ظهرها ويمسد على شعرها الحريري محاولاً تهدئتها
“اشششش خلاص محصلش حاجة
انا هنا مش هيقدر يعملك حاجة خلاص بقى بلاش عياط ”
ظل يربت على ظهرها حتى هدأت وضع اصبعه تحت ذقنها مجبراً اياها النظر اليه وما ان وقعت عيناها في عيناه حتى اخفضت بصرها خجلاً منه فهي في موقف محرج جداً تململت بين يداه حتى يتركها وقع بصر ادهم على صدرها الابيض الشفاف الذي ظهر بسخاء من بلوزتها الممزقة بلع ريقه بصعوبة محاولاً ان يتمالك نفسه وقف ثم اوقفها لاحظ انها تضع يدها على صدرها محاولة لملمة ملابسها الممزقة مخفضة بصرها خجلاً خلع ادهم جاكيت بدلته ولبسه لها ضحك ادهم بشدة على مظهرها فبدت وكأنها غارقة بها استمر بالضحك على مظهرها الظريف بالنسبة له حدقت ملاك بضحكته فهذه اول مرة تراه يضحك فكل مرة كانت تراه كانت ملامح وجهه حادة تباً لقد زاد وسامة على وسامته فيجب عليه ان لايضحك امام احد افاقت من تفكيرها عليه وهو يغلق ازرار بدلته عليها قائلاً بمشاكسه لتخفيف احراجها مشيراً الى حجم بدلته عليها
“مكنتش عارف انك صغيرة كده ”
جعدت وجهها بطريقة ظريفة محببة
“انا مش صغيرة انتا الي ضخم زيادة ”
امسك يدها وسار بها للباب وقبل ان يخرج
“الي حصل هنا هيفضل هنا محدش هيعرف بحاجة”
نزل بها للاسفل تحت نظرات الحرس اختبأت ملاك بظهره محاولة التواري عن انظارهم ابتسم ادهم على خجلها ادخلها السيارة بالمقعد الامامي ووجلس خلف عجلة القيادة فهو لا يريد ان يحرجها بوجود السائق
تنحنحت ملاك بخفوت لجلب انتباهه
“هو انتا عملت فيه ايه ”
فهم ادهم انها تسأل عن جاسر بسبب الصور
اجابها مطمئناً
“متخفيش انا هاخد منه الصور وهحرقها و….”
قاطعته ملاك قائلة
“بس ما تبصش عليهم ”
عقد حاجبيه مدعياً عدم الفهم
“ما بصش ليه مش فاهم”
اجابته ملاك بتعلثم
“عشان ،،،، عشان ،،،،،عشان ….”
قاطعها ادهم
“عشان ايه قولي متتكسفيش”
قالت ملاك بخفوت وهي تعض شفتاها
“عشان الصور قليلة الادب ”
هز رأسه ادهم مدعياً التفهم واكمل طريقه
“ادهم ”
اندلعت نار بداخله فور تذكرهه لندءها له فذاك الحلم الجميل فقرر ان لا يرد حتى يستمتع باسمه من بين هتان الشفتان
“ادهم انتا سامعني”
همهم ادهم بخفوت
اكملت ملاك “هو احنا رايحين فين ”
“هنروح الفندق تغيري لبسك ده وتظبطي شكلك وتاكلي اي حاجة ولا عاوزة ترجعي البيت كده ”
اخفضت ملاك بصرها خجلاً فكانت على حافة الهاوية
لاحظ ادهم ذالك فقال مخففاً عنها
“الي حصل حصل خلاص بس بعد كده لو اي حاجة حصلت تيجي تقوليلي يعني لو مها ما جتش وقالتلي كان الله اعلم ايه الي حصل ”
وصل ادهم للفندق اوقف سيارته المتبوعة بسيارات الحرس ودخل بها من مدخل الطوارئ حتى لا يراها احد بصحبته فهي اصبحت من ممتلكاته الشخصية لا يجب ان ينظر اليها احد فهي فاتنة جداً كل من يراها يعجب بجمالها متذكراً كم الرجال الذي عرف باعجابهم بها وصل الى الجناح المخصص له توقف عندما احس ان ملاك سحبت يدها من يده
” احنا جينا هنا ومدخلناش على الرسيبشن كده ممكن مدير الفندق يبلغ عننا ”
ابتسم ادهم على سذاجة صغيرته اقترب منها قائلاً بصوت غليظ هامس ثار القشعريرة داخل جسد هذه المسكينه
“الي واقف قدامك هو صاحب الفندق ما تخفيش ”
شهقت ملاك “بجد ده بتاعك ”
اماء لها ادهم بالايجاب ثم تقدم ليفتح الباب الخاص بجناحه فغرت ملاك فمها واتسعت حدقة عيناها من جمال المنظر الذي رأته
انتهبت ملاك على صوته الذي اخرجها من بلاهتها
“عجبك ”
“بجد تحفة يجنن”
“ادخلي جوا هتلاقي طقم على السرير خدي شاور وانا هستناكي برا خلصي بسرعة ”
اماءت له ملاك ايجاباً ثم دخلت وجدت على السرير
وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من باب الجناح وجدت ادهم ابدل ملابسه الى اخرى كاجوال
امسك يدها وسار بها باتجاه المصعد حاولت سحب يدها الصغيرة من يده الغليظة لكنها فشلت توقف المصعد قبالة مدخل المطعم الخاص بالفندق ولكنه كان خالي تماماً من الناس كانت تود ان تسأله ولكنها فضلت السكوت توقف عند طاولة تتوسط المطعم سحب لها الكرسي كي تجلس ثم جلس قبالتها
“تحبي تاكلي ايه ”
اجابته بخفوت
“اي حاجة مش مهم انا اصلاً مش جعانة اوي ”
“خلاص هطلبك بيتزا بتحبيها بإيه ”
” بالسجق ” قالتها بخجل
ابتسم لطفولتها
ثم قال للنادل
“هات بيتزا بالسجق وعصير برتقال فريش وانا الاكل بتاعي ”
نظرت له ملاك بعدم فهم ثم سألت
“هو انتا مش هتاكل بيتزا وبعدين يعني ايه الاكل بتاعك ”
“انا ما بكلش الاكل ده انا اكلي اغلبه ني وسلطة ”
هزت رأسها بتفهم ثم اخذت حقيبتها تبحث عن هاتفها
قاطعها ادهم
“بتدوري على ايه ”
“على تلفوني عاوزة اكلم جدو دلوقتي قلق عليا عاوزة اطمنوا ”
“متخفيش امجد كلموا ”
جحظت عيناها خوف من ان يكون ادهم اخبر امجد بشئ الذي بدوره سيخبر جدها
انتبه ادهم لحالها ثم اكمل مفهماً
“متخفيش محدش عرف بحاجة انا قلت لامجد يتصل بجدك ويقوله انه عندو شغل كتير النهاردة وعاوزك تساعدي مها وهتتأخري شوية وهو هيوصلك ”
خطرت فبال ادهم فكرة من افكاره الشيطانية اخرج هاتفه وكأنه يتصفح به وضغط على زر الاتصال بها
ثواني وصدحت نغمة هاتف قديم في المكان سحبت ملاك هاتفها من الحقيبة ونظرت للرقم ولكنها كتمته ووضعته جانباً
“ليه مش عاوزة تردي ”
“ده رقم بيتصل بيا وبفتح خط محدش يرد
معرفش مين ”
اخذ منها الهاتف
” هاتي اشوف انا هتصل بيه واعرف لمين ”
اتصل من هاتفها الصغير مثلها على هاتفه نظرت ملاك ببلاهة لهاتفه الذي يرن وفهمت عندما شاهدت ابتسامة مرسومة على شفتيه
سألته بهدوء
“هو انتا جبت رقمي منين ”
قبل ان يجيبها كان النادل يضع الطعام على الطولة
“خلينا ناكل وبعدين نتكلم ”
وبعد تناولهم الطعام سألها ادهم
“اخبار العريس ايه”
اتسعت حدقتي عيناها بشدة
“هو انتا عرفت منين ”
اجابها وهو ضاغطاً على فكيه بقوة
“النهاردة باليل تقولي لجدك انك مش عاوزاه يا اما ورحمة امي اقتله واريح جدك”
هزت رأسها بالايجاب فمظهره وهو غاضب لا يحمل مجال للنقاش
“هو انتي ليه ملكيش صحاب يا ملاك”
” لأ كان ليا صاحبة من وانا فالابتدائي بس لما وصلنا ثانوية عامة سافرت هي وعليتها اوروبا ومن بعديها معرفش اخبارها ايه ”
“طيب وانتي فالجامعة ليه ملكيش صحاب ”
اصل كل البنات الي تعرفت عليهم فالجامعة اسلوبهم معجبنيش”
” ازاي مش فاهم ”
ارجعت بيدها خصلات شعرها الحريري خلف اذنها
“الي اقصده انه في بنات تلاقيها بتكلم واحد ولما تتخانق معاه تروح لواحد غيره ولما تزعل من التاني تروح للثالث وانا بحبش ده ،، اقصد اني مع ان البنت تحب شاب والشاب ده يكون بحبها وفي ثقه يبنهم ده انا مش ضده فعشان كده كل الي قابلتهم من النوع الاولاني بس انا دلوقتي صاحبتي مها”
فجأة وبدون مقدمات قال
“تتجوزيني ”
شهقت ملاك بصدمة هل الذي تسمعه صحيح هل ادهم يطلب يدها للزواج ظلت هكذا عدة دقائق حتى هز ادهم يدها بخفة لافاقتها
“مالك متنحة كده ليه معرفتش ردك ”
اصطبغ وجه ملاك بالحمرة خجلاً واخفضت رأسها
ابتسم قائلاً
“اعتبر ان السكوت علامة الرضا ”
ثم اردف قائلاً
“خلاص انا بكره هكلم جدك ”
اجابته بسرعة
“لأ اوعى تعمل كده ،،،، ااااقصد يعني سبني انا افتح الموضوع معاه بعدين مش دلوقتي ”
حاول ادهم جاهداً التحكم في اعصابه
“ليه مش دلوقتي ”
“عشان ،،،، عشان يعني العريس الي كان متقدملي مش عاوزة جدو يشك اني رفضته عشانك بلاش يزعل مني لاني لغاية دلوقتي مش لاقية سبب الرفض الي اقنعه بيه ”
“وهتكلميه امتى عشان ابقى عارف ”
“مش عارفة بس اكيد عاوزلي اسبوعين على الاقل عشان يكون نسي الموضوع ”
“نعم ،،،، اسبوعين ،،،، هو اسبوع واحد مش هستنى غيره ”
“طيب ” اجابته بامتعاض فهي لاتريد جدها ان يعلم بما حدث بينها وبين ادهم قد اوصاها كثيراً ان تبتعد عنه ستصبح بنظره لا تسمع كلامه وهذا اكثر شئ يغضب جدها
بعد قليل في سيارة امجد كان يتولى القيادة وفي الخلف يجلس ادهم وفي جانبه ملاك
واذ بادهم يقول لها شئ بالهمس لتبتسم
كان هذا تحت انظار امجد المراقب لهم من اول الطريق
تنحنح قائلاً
“جرا ايه يا ادهم باشا راعي وجودي طيب ده انا سنجل وغلبان ومعنديش حد اوشوشة ”
لكزه ادهم في كتفه
“خليك فحالك وبعدين انتا رامي ودانك وعنيك معانا ليه انا غلطان اني استعنت بواحد رزل زيك سوق وانتا ساكت ”
وبعد مدة وصلت للمنزلها وقبل ان تهم بالنزول امسك يدها ادهم وقال بخفوت
“هكلمك باليل ،،، خدي بالك من نفسك ”
صعدت ملاك لمنزلها فكانت الساعة قرابة التاسعة والنصف وجدت جدها وجدتها جالسون يشاهدون نشرة الاخبار فقالت بمرح
“مساء الخير على احلى جدين فالعالم ”
ثم قبلت جدها وجدتها سألها جدها
” اتأخرتي يا حبيبتي قلقت عليكي ”
اجابته ملاك
“اصل حصل شغل مفاجئ ومستر امجد طلب مني اني اساعد مها وهو هيوصلني بالليل ”
انتبهت جدتها لشئ قائلة
“مش ده الطقم الي نزلتي بيه الصبح يا ملاك ”
اجابت ملاك بتعلثم
“اصل ،،، اصل مها وهي بتصب عصير دلقت عليا وبهدلت هدومي وكان عندها طقم بالمكتب احتياط للطوارئ فلبسته والوسخ خدته عشان تغسله ”
ثم تظاهرت بالنعاس حتى تهرب من اسألة جدها وجدتها حتى انتصبت واقفة
“يلا يا جماعة تصبحوا على خير ،،، واه يا تيتة متصحنيش بكره بدري معنديش جامعة ”
كادت ان تذهب قبل ان يستوقفها جدها متسائلاً
“معرفتش ردك على الاستاذ عماد يا ملاك ”
توترت ملاك من الموضوع ثم اجابت بهدوء
“انا فكرت ومش موافقة انا لسا قدامي سنين جامعة وبعدين انا مش شايفة اني قد المسؤلية فكل شئ قسمة ونصيب ”
ثم دخلت غرفتها واقفلت الباب ارتمت على سريرها وابتسامة السعادة مزينة ثغرها الكرزي الصغير فتحول اسوء يوم في حياتها لاجمل يوم في حياتها ابدلت ملابسها لبجامة نوم مريحة ودثرت نفسها بالغطاء جيداً وامسكت هاتفها تنتظر اتصاله مرت قرابة الساعة ولم يتصل
وضعت الهاتف جانباً فيبدو انه نسيها وخلد للنوم ولكن تبخرت ظنونها فور ان ارتج الهاتف باتصاله اجابت بخفوت حتى لايسمع جديها
“مساء الخير”
مساء العسل ،،، ها حصل ايه ”
“مفيش بس شوية اسألة من جدو على اشوية من تيتة وعدى الموضوع ”
وبعد مدة من الحديث غفت ملاك والهاتف بيدها فوصل له صوت انفاسها تمنى لو انها نائمة على صدره يشتم رائحتها التي اسكرته بدون خمور اقفل الهاتف ووضعه بجانبه وغط هو الاخر بنوم عميق
*********************

يتبع......
بقلمي.................علياء بطرس

عشق الملاك للكاتبه علياء بطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن