انفتح الباب على مصرعيه
طلت منه داليا بثوبها القصير الازرق ذو فتحة على الفخذ تحمل بيدها صندوق واضح انه يحوي طعام من احد اشهر المطاعم
" ادهم حبيبي ، انا جبتلك اكل معايا عارفاك مش بتاكل و...... "
بترت باقي جملتها فور ملاحظتها لوجود فتاة كان ادهم يقبلها هذا ما ظنته
تقدمت منهم وهي ترمق ملاك بنظرات متفحصة حاقدة انتصب ادهم واقفاً واضعاً يديه في جيب بنطاله يرمق داليا بحقد دفين
اندفعت داليا لتعانق ادهم تحت نظرات ملاك
" ادهومي ،، حبيبي ازيك جبتلك اكل معايا
عارفاك مش بتاكل فالبريك "
ازاح ادهم ذراعيها عن كتفيه
وقبل ان يجيبها سألت بعجرفة مشيرة لملاك بطرف اصبعها كعلامة تقزز
" مين الامورة دي "
ابتسمت لها ملاك باقتضاب ومدت لها يدها
لتصافحها
"انا ملاك "
تجاهلت داليا يد ملاك الممدودة
واجابتها بتعالي قاصدة اغاضتها
" انا داليا زهران خطيبة ادهم "
نظرت ملاك لادهم فوجدته ينظر لداليا وتعابير وجهه خالية وكانه يؤيد كلامها
امسكت ملاك حقيبتها وخرجت مسرعة
وعيناها تفيض بالدموع اتجهت لمكتب مها وجدتها تصل لتو من الاستراحة احتضنتها مها
"مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ايه الي حصل"
لم تتلقى منها اجابة سوى النحيب
ربتت على ظهرها بحنان متمتمة ببعض الكلمات المهدئة والمطمئنة وبعد بعض الوقت هدأت ملاك قليلاً
ناولتها مها كوب ماء ارتشفت منه قليلاً
"ها قوليلي ايه الي حصل "
انخرطت ملاك بنوبة بكاء جديدة
قائلة بصوت متقطع اثر نحيبها
"ادهم ..... مش...... بيحبني .... خاطب.....وحدة......
تانية .....شفتها .....وهي .....بتحضنه...قدامي.."
قضبت مها حاجبيها فعلى حد علمها ادهم لم يكن في يوماً على علاقة رسمية بفتاة
"خطيبته مين دي "
قالت ملاك ببكاء
"اسمها .... داليا ....كانت ...جاياله ...المكتب"
ضحكت مها بشدة على ملاك فالواضح ان داليا استطاعت الضحاك عليها
قوست ملاك شفتيها كالاطفال
قائلة بعتاب
"يعني انا جاية اشكيلك تقومي تضحكي عليا "
وهمت ان تذهب امسكت مها بيدها واجلستها عنوه على الكرسي
" يا عبيطة وانتي صدقتي الكلام ده دي بتقول الكلمتين دول في كل مكان ،،، اصلاً مستر ادهم ما بيكرهش حد فحياته قدها هي وامها هي بس لما شافتك حلوة وزي القمر وقاعدة مع مستر ادهم الغيرة كلتها وقالت الكلمتين دول عشان تغيظك "
سألتها ملاك وقد هدأ نحيبها بعض الشئ بعد كلام مها
"طب ليه هو فضل ساكت وما حولش يوضحلي ده فضل باصصلها ومتكلمش "
"وهو اصلاً زهق من كدبتها دي الي فكل مكان تقولها
واكيد هو هيقولك على كل حاجة تلاقيه خلاكي تخرجي ومسك فزمارة رقبتها اصبري بس انتي "
"طيب ليه هيا بتكدب وبتقول انهم مخطوبين طالما مفيش حاجة بينهم "
" هو انتي هبلة ولا شكلك كده هو انتي عاوزاها تفرط فالعز ده كلو دي لو اتجوزت مستر ادهم هيكون تحت ايدها ماكنة فلوس تصرف منها وما تخلصش "
مطت ملاك شفتيها بيأس فيبدو انها لن تهنأ بحياتها مع ادهم
في مكتب ادهم وما ان خرجت ملاك حتى هب ادهم وامسك بذراع داليا العاري ضاغطاً عليه الذي جعلها تصرخ من الالم وهتف من بين اسنانه وضاغطاً على فكيه
"ايه الي انتي قولتيه من شوية ده هو انا خطبتك وانا مش واخد بالي "
قالت بصوت حاولت ان تجعله طبيعياً فمظهره وهو غاضب مرعب
"هو....هو... مش احنا لما كنا صغيرين خالو سليم قالك لما تكبر تتجوزني وانتا كبرت وما غيرتش رأيك يبقى فضلنا مخطوبين "
زاد ادهم من ضغطه على يدها حتى استمع لصوت طقطقة عظامها
"الكلام ده من 20سنة وانا عيل وبعدين بابا الي هو خالك قالي لما تكبرو لو حبتو بعض اتجوزو بس انتي مش من النوع الي يتحب لا انتي ولا امك فريال هانم وبعدين انا عندي اعيش عمري كله عازب اعيش راهب ولا اتجوز وادي اسمي لوحدة وسخة زيك فاهمة "
نظرت له داليا بغضب وقالت بهستيريا
" مالي فيا ايه مش عاجبك وعلى الاقل احسن من الجربوعة الي كانت قاعدة ....اااه"
صرخت بها عندما صفعها ادهم ثم امسكها من خصلات شعرها الشقراء وقال بصوت اشبه بفحيح الافاعي بجانب اذنها
"كلمة تانية عليها مش هيبقى عندك لسان تتكلمي بيه ورحمة امي لو عرفت انك قربتي منها لكون ماسحك من على وش الارض ،،، غوري "
قال الاخيرة ودفعها لتقع على الاريكة المجاورة
وقفت وامسكت حقيبتها وخرجت وهي تتوعد لملاك
اخرج ادهم هاتفه من جيب بنطاله ليهاتف مساعده شريف ثواني واتاه صوته
"شريف .. اسمع الي هقوله ونفذه بالحرف ....."
اغلق هاتفه والقاه على طاولة المكتب ضرب مقدمه رأسه وكأنه نسي شئ عاود وامسك بهاتفه ليفتح كاميرا المراقبة ليشاهد اين ذهبت بعدما خرجت من مكتبه فوجدها جالسة على مكتب مها دس هاتفه في جيب بنطاله واتجه لها
اقتحم مكتب مها وجذب ملاك من يدها دون اعطاءها مجال للاعتراض بقي يسوقها خلفه وكأنها مغيبة
دلف مكتبه تحت نظرات سالي المستغربة لما يحدث امام عيناها
اجلس ادهم ملاك على الكرسي وجلس قابلتها وعيناه تجوب تفاصيل وجهها الطفولي الواضح عليه البكاء وانفها الجميل الذي تشرب بالحمرة بسب البكاء مرر ابهامه الغليظ عليه دفعت ملاك يده بعيداً ابتسم ادهم على فعلتها فيبدو انها مازالت غاضبة
احاط وجهها الصغير بيديه
"هو انتي لسا زعلانه منها ومن الي قالته "
"يعني عاوزني اعملك ايه اتحزم وارقص"
قالتها ولم تقصد شئ مما الذي دار في عقل ذاك الماكر الذي يقف امامها
قال بخبث
"ياريت ده يوم المنى الي تتحزمي وترقصيلي "
كاد وجهها يحترق من الحمرة
"هو انتا بجد عاوز تخطبها "
قالت جملتها بصوت اقرب للبكاء
"انا لو عاوز اخطب واتجوز مش هتجوز غيرك وبعدين انتي الي على طول جريتي كنتي استني وشوفي ايه الي حصل "
نظرت له بعدم تصديق
"هيكون حصل ايه يعني زعقتلها اشويه "
"هي دي غيرة ولا انا غلطان "
اجابته ملاك بخجل
"هو انتا مش قولتلي اني ملكك وليك لوحدك يبقى انت كمان ملكي وليا لوحدي "
ابتسم لجملتها فصغيرته تريده مثل ما يريدها
"فعلاً انا ليكي لوحدك "
قالها وعيناه مسلطة على شفتيها
قام واتجه ليجلب اللابتوب الخاص به وشغل شريط سجل كاميرا مكتبه ليريها
صعقت ملاك مما رأت فلم تتوقع ان يقوم بضرب داليا هكذا ثم نظرت له بتوجس وقالت
بصوت خافت
"هو.. انتا ..ممكن تضربني فيوم من الايام "
اقترب منها وهو ينظر لعيناها الجميلة
"لو هتعملي مشاكل هضربك بس هضربك على .... ولا اقلك بعدين تعرفي احسن "
تنحنح ليكمل بشكل جاد
"ها اتكلمتي مع جدك "
اخفضت ملاك رأسها فهي متخوفة من هذه المواجه
"لأ...اااقصد يعني ...هكلمه النهاردة بالليل "
هز ادهم رأسه متفهماً
دنا منها قليلاً وقبل جبهتها كاد ان يغمى عليها من قربه ثم نزل لخدها وقبله على مهل وقبل ان يهبط الى شفتيها دفعته ملاك وابتعدت عنه
قالت بتوتر اخفقت في اخفائه
" مينفعش..... الي ...انتا .....بتعمله مش كل اشويه ...تعمل كده ...."
جذبت خصلات شعرها الحريرية خلف اذنها محاولة منها لاخفاء توترها اقترب منها وهي اخذت بالتراجع
حتى اصبح جسدها الصغير بين جسمه العضلي العريض الصلب وبين الحائط
ثم قال بمكر فشكلها وهي خجله مسلي بالنسبة له
"هو ايه الي مينفعش الي بعمله كل اشويه"
قالت بتعلثم فقربه يشتتها
"انك..... تفضل ....تقرب كده ...وتحاول ..انك تبوس....... "
بترت جملتها فور ادراكها ماكانت ستقوله
"هو يعني لما ابوس خطيبتي فيها حاجة "
اخفضت ملاك جسدها قليلاً لتهرب من حصاره من تحت يده المستندة على الحائط ثم قالت بشجاعة مزيفة
"انا مش خطيبتك "
"ما انا قولتلك اجي اطلبك من جدك بس انتي الي بتأجلي مش عارف ليه "
"هو يعني عشان بقولك استنى اشويه خلاص بقيت انا الي مش عاوزة وبعدين حتى لو اتخطبنا مينفعش تبوسني "
قالت الاخيرة بخجل
"طيب حاضر هحاول امسك نفسي لحد ما نتجوز "
امسكت ملاك حقيبتها
"انا لازم امشي اتأخرت على تيتة انا قلتلها اني هاجي هسلم على مها وامشي على طول اتأخرت "
تأفف ادهم فهو لا يريدها ان تذهب ثم سأل بخبث
"هو انتي جيتي عشان مها وبس "
ارفق جملته بغمزة مشاكسة
ارتبكت ملاك وانعقد لسانها ولم تستطع ان تجيبه
ففرت هاربة من نظراته الخبيثة وخرجت من الشركة بعدة قرابة النصف ساعة وصلت لبيتها وقبل ان تفتح باب منزلها انفتح باب شقة جارتها ام عماد
"منك لله يا ملاك خليتي ابني عاوز يهاجر ويطفش عاوزانا نسيب حتتنا والناس الي تربينا بينهم منك لله كله بسببك هنروح نعيش في غربة منك لله "
عادت الى منزلها وهي تكرر دعوتها على ملاك
دلفت ملاك الى شقتهم وهي مازالت مصدومة من هول ما سمعت هل جارها الاستاذ عماد قرر الهجرة بسبب رفضها الزواج منه وجدت جدتها تجلس على احد الكراسي القريبة تنظر لها بعتاب
ركعت ملاك على ركبتيها امام جدتها وقالت بدموع
"والله يا تيتة ماكنتش اقصد ان ده يحصل انا مش عاوزة ده يحصل بسببي والنبي يا تيتة قولي حاجة متفضليش ساكتة "
ربتت الحاجة فوزية على ظهر حفيدتها بحنان
"متزعليش نفسك يا بنتي ده قسمة ونصيب بس انا خايفة جدك يزعل منك لما يعرف "
وقفت ملاك متصنمة وهي تتخيل موقف جدها فهي كانت مقررة ان تفاتحه اليوم بموضوع ادهم ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
دلفت لغرفتها وامسكت هاتفها
"ادهم انا ما كنتش اقصد كده انا مش عاوزاهم يهاجرو بسببي "
قالت جملتها بدموع وصل صوتها لادهم
"اهدي وفهميني ايه الي حصل وانا هحاول احل كل حاجة "
"جارنا الاستاذ عماد عاوز ياخد مامته ويهاجر بسببي عشاني رفضت اتجوزه "
تأفف ادهم فيبدو انها تصدق كل شئ بسهولة
"مين الي قالك الكلام ده "
"مامته قالتلي الكلام ده "
"طيب اهدي وانا هتصرف "
اغلق معها واتصل باحد ما
"ايوة يا شريف ،، عاوزك تتصل بإلي اسمه عماد ده تخليه يروح بيت الحاج حسن ويقول لهم انه الشغل ده كان جايله قبل شهرين وكان فالفترة دي برفكر فاهمني وبلغني بإلي يحصل "
مساءً
دلف الحاج حسن لغرفة ملاك فهي رفضت تناول العشاء معهم
"ها يا حبيبة جدو ليه مش راضية تاكلي "
جذبت خصلات شعرها خلف اذنها وحاولت تحاشي النظر لجدها متعللة بالكتب التي امامها
"اااصلي مش جعانة يا جدو "
ابتسم الحاج حسن على ابنته
"هو انتي متعرفيش اني اعرفك لما تكدبي ..
ها قوللي مش راضية تحطي عينك فعين جدك ليه"
"بص انا هقلك على كل حاجة ،،، انا خفت انك تكون زعلت مني عشان الاستاذ عماد هاجر هو مامته خفت تلومني وتقول انه بسببي "
طبطب الحاج حسن على كتفها
"اولاً هو مهاجرش بسببك هو كان جايله عقد عمل فالكويت من شهرين وكان بيفكر فالموضوع من قبل ما يتقدملك هو كلمني النهاردة وشرحلي كل حاجة ثانياً كل شئ قسمة ونصيب وانا مستحيل ازعل منك "
نظرت له ملاك بتوتر متردة هل تخبره بقصتها مع ادهم ام تنتظر قليلاً لاحظ جدها ذلك فسألها
"في حاجة تانية عاوزة تقوليها "
"اه.. لأ.. مش دلوقتي يا جدو بعدين هبقى اقولك "
جاهدت لتظهر صوتها طبيعياً
بعد قليلاً
اتنبهت ملاك على اتصال ادهم
اجابته بصوتها الرقيق
"مساء الخير"
"مساء العسل عاملة ايه "
"بخير الحمدلله "
"ايه حصل اتكلمتي مع جدك "
تعلثمت ولم تستطيع الرد
"خلاص بقى متتكلميش معاه انا هتكلم معاه واريحك"
قالت بسرعة
"لأ اوعى تعمل كده جدو ممكن يزعل مني "
"والله انا بقالي قد ايه بستنى انك تكلميه وانتي بتأجلي خلاص سيبي الموضوع عليا "
"ادهم عشان خاطري متعملش كده انتا مش فاهم حاجة"
"خلاص فهميني وقوليلي انتي "
قالها بنفاذ صبر
"ااااصل جدو لما روحت اتدرب في الشركة بتاعتك قالي مقربش من مكتبك او اقرب من مكان انتا فيه عشان كده مش عاوزاه يحس اني مش بسمع كلامه انا كل ما ببص في عنيه قلبي بيوجعني اني لسا بكدب عليه "
"وهو جدك قالك تبعدي عني ؟؟؟ ليه قالك الكلام ده "
"ايوه قالي انك ايدك طايلة وان ....احم ان احنا مش قدك وانك مبترحمش الي بيقع تحت ايدك "
عض ادهم شفتيه كاتماً غضبه من جدها فهو يشوه سمعته امامها
"تمام انا هتصرف تصبحي على خير "
كادت ان تتحدث ولكنها وجدته انهى المكالمة
*****************
يا ترى ايه الي هيحصل وادهم هيعمل ايه
لسا الاحداث القادمة مشوقة اكثريتبع......
بقلمي.................علياء بطرس
أنت تقرأ
عشق الملاك للكاتبه علياء بطرس
Mystery / Thrillerهى فتاة بسيطة جدا وبريئة ورقيقه للغايه تدخل شركته للتدرب فيها وعندما يراها لاول مرة حاول تجاهلها ولكنه فشل تغلغلت الى داخل قلبه المظلم قرر ان تصبح ملكه بأي ثمن وهى احبته كثيرا لتبدأ قصة حب عنيفة يمرون بظروف بعضها الرائع الجميل وبعضها المكروه...