الجِزء الـثَـالث:في ظلِّ الليلِ تسري، قوَّةٌ في صمتِها
مرفوعةٌ نبرةُ الثأرِ، والأحقادُ تحتَها
تخفي وراءَ عيونٍ، أسرارَ الأعماقِ جُمَّةً
مجرورةٌ بالألمِ، والدمعُ مبتدأُها
تمضي بلا خوفٍ، والانتقامُ مضافٌ إليها
منصوبٌ هدفُها، والعزمُ مضافٌ إليها_______
يُقال عن الرغبة في الانتقام إنها نارٌ تُحرِق مَن يَحملها قبل أن تَصِل إلى مَن يُراد لَها..هي شعورٌ يُمكِن أن يَستهلِك الروحَ ويُعمي البَصيرة، مما يُجعِلُ الشخصَ يَفقِدُ تَركيزَهُ على الأشياءِ الجميلةِ في الحياةِ..الانتقامُ قد يَبدو حَلاً للظُلمِ الذي وَقَعَ، لكنهُ غالِبًا ما يُؤدِي إلى دَوامةٍ من العُنفِ والألَمِ التي لا تَنتَهي...
ويُقال أيضًا:
"الانتقامُ هو سُمٌّ يَشرَبهُ الإنسانُ... على أملِ أن يَموتَ عَدُوه."كانَ هو كَالسفينةِ التي فقدَت بوصلتَها في عُرضِ بَحرٍ هائجٍ... يجِدُ نَفسَهُ يَتخَبطُ وَسطَ أمواجِ الظُلماتِ، كُلُّ مَوجةٍ هي خِيانةٌ جَديدةٌ... وكُل ريحٍ عاصِفةٍ هي مُؤامَرة تَلوحُ في الأُفُقِ..
في الأفُقِ البعيد، حيثُ تَمتَزِجُ السماءُ بالبحرِ، ظَهَرَتْ نُقطةٌ سوداءُ صغيرةٌ تَكبُرُ شيئًا فشيئًا... كانَتْ طائرةُ الزعيمِ أدريك نيرافولي تَرقُ في الغُيومِ، مُعلِنةً عن وُصولِها إلى الأراضي الإيطاليةِ.. تَحتَ السماءِ الرماديةِ، ومدينةُ نابولي تَفتحُ ذِراعَيها، مِثلَ عاشِقةٍ تَنتَظِرُ عودةَ حَبيبِها الغائبِ..
بينما هَبَطَتِ الطائرةُ، انعكَست أضواءُ المَدرَجِ على جَناحَيها كأنَّها شَراراتٌ من نارٍ.. توقفَتِ الطائرةُ بِبُطءٍ، وَفُتحتِ الأبوابُ لِتَكشِفَ عن رَجلٍ ذي هَيبةٍ كَأَنهُ يحمِلُ معَه أَسرَار العَالمِ. شعرهُ الأَشقَر يَتَدفقُ كَشلالٍ مِنَ الذهَبِ السائِل، يَتنَاغَمُ مَع نَسِيمِ إِيطَالِيَا.. عَيناهُ الْخضرَاوانِ تشبِهانِ بُحيرَتينِ صافِيتينِ، تعكسَان صُورَة السّماء الصافيَة وَتَخفِيَانِ فِي أَعماقهِمَا لُغزًا ينتظِرُ مَن يَكتَشِفُه بشرَتُه الحنطِيَّةُ تَتَلأْلَأُ كأَنهَا مَصقُولة بِأَشْعةِ الشمسِ الدافئَة، وَتَحمِلُ ظِلال الأَرضِ الخصِبة......
أنت تقرأ
لظيت النّار
Storie d'amoreكانت هناك امرأةٌ اجبرها جدها، الرجل العجوز صاحب النفوذ والسلطة وزعيم كاروزا على الزواجِ من أدريك نيرافولي زعيم المافيا الذي يُحكى عنه في الأساطير الحضرية كشبحٍ لا يُرى إلا في أعمق ظلمات الليلِ. لكن الحقيقة كانت أكثر غموضًا من القصص التي تُروى على مو...